[ضجيج الصمت]

السلام عليكم ورحمة الله ..
قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (توشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الآكلة إلى قصعتها,قيل أومن قلة نحن يومئذ؟قال: بل أنتم كثير كغثاء السيل ويوشك الله أن ينزعن المهابة من صدور أعداءكم وأن يقذف في قلوبكم الوهن...)

منذ زمن وحديث رسول عليه السلام السابق بدأ يتحقق على أرض الواقع وأنتقل من كلمات إلى أفعال وتصرفات ,فهذه هي الأمم تداعت على أمتنا الإسلامية بالتفريق والفصل بين من يفترض أن يكونوا كالجسد الواحد!
أمة أصبحت أمم وجسد تفرقت أعضائه كلٌ مشغول في حاله وأموره لا يلتفت إلى غيره ولا يهتم بأمور أخوته إلا قليلا بينما مجموعة الأمم اجتمعت واتحدت فاستقوت لتكون يد واحدة تنهش في تلك الأمة التي تفرقت وتمزقت فضعفت و خوت!

تحولت الدولة الإسلامية إلى عشرين دويلة وغداً ستكون إحدى وعشرون دويلة والعدد في تزايد!!
إحدى تلك الدويلات انشغلت بمشاكل سياقة المرأة وسفرها وعملها المختلط !
والأخرى انشغلت بإصلاح أمورها الداخلية والسياسية وتلك تبحث عن الأمن والاستقرار وهذه اهتمت كيف تظفر بإقامة البطولات الكرويه الدولية على أرضها بينما هناك دويلات تئن وتبكي تتمنى أن تجد نصيباً من تلك الاهتمامات !

كانت نظرتنا متجهة إلى فلسطين والعراق والآن انضمت إليهما تلك الدولة الإسلامية التي أوشكت على السقوط وهي دولة السودان التي تحولت بعد صراعات ونزاعات مشحونة إلى دولتين شمالية وجنوبية فخار الجسد الواحد حين تكالبت الأمم عليه لتأخذ نصيبها منها و أعيننا تغض الطرف عنها رغم إدراكها الحقيقة !!

وتونس انقلب حالها وشعبها ولا نعلم هل ستنضم إلى القصعة لتتكالب الآكلة إليها أم سيكون حظها أوفر ممن سبقها!!
وهكذا يظل الصمت يضج في سماء العروبة المسلمة في دجى ليل دامس طال ظلامه ينتظر صباح يشرق ببوح الوحدة والاتحاد!!!