عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-21-2014, 05:11 PM
eshrag eshrag غير متواجد حالياً
اشراق العالم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 188,241
افتراضي ابن حميد في خطبة الجمعة بالحرم: تكفّل الله بالرزق فلماذا الهلع والجزع!!

عبدالحكيم شار- سبق- الرياض: استغرب فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام "معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد"، هلعَ وجزع بعض الناس اليوم، حينما يسمعون بالتغيُّرات الاقتصادية والتقلُّبات المالية، والمشكلات في أمور المَعاش، وكأنهم لا يعلمون أن الله، عزَّ شأنُه، قد تكفَّل بالرزق لجميع خلقه؛ حيث استشهد بقول الله تعالى: (ومَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).
وقال الشيخ "ابن حميد" في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد المكي الشريف: عباد الله، لا يستبطِأَنَّ أحدٌ رزقه؛ فلن يخرج من هذه الدنيا أحد حتى يستكملَ رزقَه وأجلَه، فاتقوا اللهَ وأَجْمِلوا في الطلب؛ لقد كتب الله رزق ابن آدم وقدره قبل أن يأتي إلى هذه الدنيا.
وأشار "ابن حميد" إلى أن من الناس مَنْ أشغل عقلَه وأَكل قلبَه همُّ الرزق، مستدلّاً في هذا الصدد بحديث عَبْدِاللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُوْلُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْماً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ، ويُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ). متَّفقٌ عليه.
وعدَّد خطيب المسجد الحرام بعضَ الأسباب الجالبة للرزق والمباركة فيه، والتي هدى لها الربُّ ودلَّ عليها الشرعُ؛ ومنها: تقوى الله؛ قال الله تعالى‏:‏ ‏(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ). يتَّقي الله في شأنه كله، وكثرة الاستغفار والمداومة عليه ظاهراً وباطناً، وفي الحديث: (من أكثرَ الاستغفارَ جعل اللهُ له من كلّ همٍّ فرجاً، ومن كلّ ضيقٍ مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب) استغفار يتوطأ فيها اللسان مع القلب غيرَ مُصِرٍّ على ذنب ولا عازم على عَوْدٍ.
وزاد: ومن الأسباب: حسن التوكل على الله، مشيراً إلى أن التوكل لا يتعارض مع الأخذ بالأسباب؛ لقوله تعالى: (هوالذي جعل لكم الأرض ذَلُولًا فامْشُوا في مَنَاكِبِهَا".
وأضاف "ابن حميد" أن من الأسباب الجالبة للرزق صلةَ الرحم، والإنفاق، والإحسان إلى الضعفاء والمحتاجين والغرباء؛ ففي الحديث: "وهلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إِلَّا بضُعَفَائِكُمْ". رواه البخاري.
كما نوَّه في هذا الصدد بدعوة خادم الحرمين الشريفين التي جدَّدها، حفظه الله وأعزَّه، لاستنهاض الهِمَم إلى مساعدة إخواننا في سوريا؛ فطلب من المسلمين الحضور أن يُرُوا اللهَ من أنفسهم خيراً، حتى يبارِك لهم فيما آتاهم ويحفظهم في أمنهم وأرزاقهم.
وزاد فضيلته بقوله: من أعظم أسباب الرزق وبركته الاستقامة على دين الله، وإنَّما يُحْرَمُ العبدُ الرزقَ بالذنبِ يُصيبُه، وإنَّ رزق الله لا يجرُّه حرصُ حريصٍ، ولا تردُّه كراهيةُ كارهٍ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب؛ فالعبد المؤمن إذا استيقن أن الرزق مقدَّر اطمئنَّ قلبه واستراحت نفسه، فلن يجزع من فقرٍ يصيبه أو جائحة تلف ماله، ولن يشغل نفسه بالدنيا عن الآخرة، ولا يستشرف إلى ما في أيدي الناس ولا يتطلَّع إلى ما في خزائنهم، ولا تمتدّ يده إلى الحرام؛ فهو متعلق بربه.
وقد رَفعَ أذانَ الجُمُعة الأولَ الشيخُ المؤذِّن "توفيق بن عبدالحفيظ خوج"، ورفع الأذانَ الثاني الشيخُ المؤذِّن "فاروق بن عبدالرحمن حضراوي".


أكثر...
رد مع اقتباس