بيوت العار
قد يذهب بك العنوان بعيدا إلى هناك حيث بيوت الدعارة وممارسة
الرذيلة بشتى أنواعها
ولربما عرج بك خيالك إلى تلك الأماكن المخصصة للهو والمجون
التي أصبحت تعج بها مدننا وقرانا...
لكني أحثك على التمهل والتروي فرحلتي التي أدعوك فيها لمرافقتي هذه المرة أخذت من
تلك الأماكن خزيها وشؤمها وإن اختلف الموقع والطابع الذي يغطي سماءها
هيئ نفسك لتخوض معي غمار هذه الرحلة متحليا بالهدوء والصبر
فالمكان يدعو حقا للإثارة والإستفزاز ويبعث على الأسى والإشمئزاز
وجهتنا ستكون نحو تجمعات سكانية أُنشئت حديثا في عصر الحداثة والعصرنة
التي طال فيها التطور كل مناحي حياتنا إلا فيما يتعلق بقيمنا وأخلاقنا
هل عرفت الآن بحدسك وجهتنا ....نحن الآن متجهون إلى دور العجزة
أو بيوت الرحمة كما يحلو للبعض أن يسميها بعدما ضاقت القلوب بإحتوائها
تلك البيوت التي فرضت على الوالدين الطاعنين في السن الإقامة الجبرية
بحكم صدر من محاكم خاصة ليست مدنية ولا هي عسكرية
إنها محكمة العاقين من الأبناء الذين تنكروا لآبائهم وجحدوا فضلهم
فسولت لهم أنفسهم أن يقودوا من كانوا بالأمس سببا في وجودهم
مقيدين بسلاسل الخزي والعار إلى معتقل إختاره أبناء أمة :(ولاتقل لهما أف) لآبائهم
وليتهم اكتفوا بالأف ووقفوا دونه فهم بسلوكهم هذا قد تجاوزا كل الخطوط
الحمراء وضربوا عرض الحائط بكل القيم والأعراف
لاشك إخواني أخواتي أن عدد هذه الدور يختلف في الكم والعدد
من مجتمع مسلم إلى آخر ومهما كان المؤشر الذي يحدد تواجد هذه الظاهرة
في مجتمعاتنا العربية والإسلامية فوجود بيت واحد على الأقل
كاف لأن يدعوني أن أصرخ وبصوت مرتفع : أغلقوا بيوت العار
مدخل للنقاش
ما هي في رأيكم إخواني أخواتي الأسباب التي تكمن وراء هذه الظاهرة
المشؤومة وأنا هنا لاأريد ان أجد المبررات لهذه السلوكات بقدر ما أريد
أن نتعرف سويا على الدوافع التي تأخذ بيد الأبناء نحو تبني هذا السلوك؟
هل للوالدين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يدا في الوصول بهم إلى هذه الخاتمة؟
هل للعوامل الإجتماعية والإقتصادية التي يعيشها العامة من المواطنين
دخل في بروز مثل هذه الظواهر؟
ألا ترى معي أن بناء هذه الدور يشجع على تكريس هذا الواقع
ويزيد في توسعه؟
هل...هل...في جعبتي تساؤلات كثيرة أحتفظ بها لأفسح المجال لكم إخوتي
الأعزاء كي تصولوا وتجولوا بأفكاركم وإقتراحاتكم لتحليل هذه الظاهرة
والوقوف عند أسبابها ودوافعها وطرح وجهات نظركم حول ما ترونه
مناسبا لعرقلة إنتشار هذه السلوكات والوقوف في وجهها
تقبلوا مني فائق الشكر والإحترام