عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-02-2010, 11:17 PM
zaouimokhtar zaouimokhtar غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,364
افتراضي تصويب السلوك المنحرف بين الترهيب والترغيب

بات من الواضح أن هناك العديد من السلوكيات المنحرفة قد تسللت وإنتشرت بين فئات ليست بالقليلة في مجتمعنا العربي . والتي هي بطبيعة الحال لا تتواءم مع المعايير القيمية والأخلاقية التي شكلت الاتجاهات السلوكية والحراك الاجتماعي وآلية التفاعل داخل مجتمعاتنا العربية .
ويرجع ذلك إلى هذا الانفتاح الكبير وهذه العولمة التي أصبحت تشكل الجانب الأكبر في عملية تسويق أغلب المنتجات الإعلامية والثقافية والسلوكية عند أكبر المؤسسات الإعلامية والثقافية وأوسعها انتشارا ، مما أدى إلى خلق حالة من التغيير الاجتماعي داخل الكثير من المجتمعات ومن ضمنها المجتمع العربي .
هذا التغيير في بعض السلوكيات والاتجاهات القيمية جاء بشكل الإغراء لا الإجبار والإكراه ، وتم تسخير كل الجهود لفرضه على المجتمعات بما يمكن مستحدثيه من السيطرة على العقول البشرية ومن ثم على كافة الموارد والإمكانات لدى المجتمعات ككل .
وبطبيعة الحال فإن هذا التوجه وإن كان جامحا في غزوه وانطلاقته ، إلا أنه من الممكن أن تكون لدينا القدرة على الوقوف في وجه والحيلولة دون التسليم والانقياد له .
ومن هنا تبرز الحاجة الماسة لكل الجهود والإمكانات والقدرات البشرية والمادية ، لكي تقوم بمهمة المحافظة على ثقافة المجتمع وقيمه ومحددات ثوابته وأصالته.
وهذه المهمة الإنقاذية تقع بالدرجة الأولى على جمهور المثقفين والمتعلمين وصناع القرار والذين لديهم الوعي والإدراك لحجم المخاطر التي قد تنتج في حالة هيمنة هذا الانفتاح وهذه العولمة على مجتمعاتنا .
وهنا لابد أن نلفت الانتباه إلى أن العمل على إنجاح هذه المهمة الإنقاذية يتطلب البحث عن الأدوات والأساليب التي تساهم في النجاح وأيضا عدم التغافل عن كيفية استخدام هذه الأدوات ، والتوقيت المناسب لكل أسلوب وأداة في الاستخدام .
وبالإشارة إلى الأسلوب أو الأداة ، نكون قد وصلنا إلى أسلوبين مهمين في تعديل السلوكيات السلبية المنحرفة عن عادات وتوجهات المجتمع ، وهذين الأسلوبين هما :
1ـ أسلوب الترغيب
2ـ أسلوب الترهيب
فمع هذين الأسلوبين
يأتي الدور الأبرز في كيفية التعاطي مع أصحاب السلوك السلبي والمحاولات الجادة لتصويب سلوكهم والمحافظة عليهم من الانزلاق في وحل الخطيئة والشذوذ عن المجتمع وقيمه الأصيلة و المتوارثة جيلا بعد جيل .
ولكن هناك سؤال مهما وهو :
أيهما أفضل ؟ هل نعمل بأسلوب الترغيب أداة ووسيلة لتحقيق الغاية المنشودة ؟ أم نعمل بأسلوب الترهيب ؟ وأيهما عنده الفرصة لتحقيق الغاية ؟
برأيي وهو موضوع للبحث والنقاش ، أن الناس والحالة المزاجية التي تحكم حركتهم ، أصبحوا يميلون أكثر إلى أسلوب الترغيب ، والذي من خلاله يتم الحوار والمخاطبة في جو من الهدوء وعدم التوتر ، مما ينتج عنه نتائج إيجابية جدا ، فالخطاب المشدود والمتوتر والحاد ولغة الصياح والصوت المرتفع والاتهام ، قد يؤدي إلى التصلب و ازدياد الفجوة وتقلص فرص النجاح في التوافق والانسجام .
والأمثلة عديدة في هذا الاتجاه ، فلو راجعنا الأحداث السياسية والأمنية في كثير من البلدان ومنها فلسطين والجزائر ومصر ولبنان والعراق واليمن وغيرهما ، فإن جميع ما نتج من أحداث مؤسفة بحق ، ماهي إلا في وجود حالة التخاطب الحاد والتشهير والاتهام التي سادت بين التيارات المتخاصمة فيما بينها ، ولو أن هذه التيارات قد اتخذت الوسائل الهادئة في لغة الحوار والتخاطب لكنا الآن نتمتع بواحة العمل الجمعي والتوافق البناء ، الذي يأخذنا نحو التنمية والتطور والإبداع .
رد مع اقتباس