كم من أناس افتقدنا وجودهم معنا في رمضان هذه السنة فاشتاقت إليهم قلوبنا وذرفت دمعاً أعيننا عليهم فهل ياترى هم كذلك افتقدونا ؟!وهل هطلت أعينهم دموعاً على فراقنا؟!
أيام وشهور وسنوات جمعت بييننا وبينهم الدنيا لكن للأسف عندما هبت رياح الظروف خيم الفراق بسواده وتلبدت سماء الود بغيوم الالم!!
افتقدنا تهنئتهم بدخول شهرنا الفضيل وافتقدنا انسهم وبسمتهم!
هكذا هي الدنيا ما أن تلبث تجمع إلا فرقت!
وما أن تسعد القلوب إلا أحزنت!
وما أن أراحت النفوس إلا أشقت!
أين هم من كانوا برفقتنا رمضان الماضي, التي تضاعفت فرحتنا ببلوغنا شهرنا وبرفقة أحبابنا!
أين هم من اشتعلت أيام رمضان الماضي نوراً بوجودهم؟!
نعلم جيداً أن فقد بعضهم صعب جدا ًعلى النفس البشرية أن تطيقه لكن ما هو شعورنا لو فقدنا كذلك أنفسنا؟!!
هناك من افتقد نفسه حين ارتكب حماقة ففقد ثقته بنفسه وبمن حوله!
وهناك من اقترف خطيئة ففقد توازنه الحياتي والنفسي!
ومنهم من ارتكب جرماً ففقد ماهية نفسه!
ومنهم من جعل شخصاً مقرباً جزء لايتجزأ من حياته فلما افتقده شعر بفقدان نفسه !
فإذا لم تستطع إرجاع من فقدت من أحبه فلاتتوانى في محاولة إيجاد نفسك واصلاحها في هذا الشهر الكريم واجتهد في المحافظة عليها.
للفقد أنواع شتى لكن آلمه وحزنه يتفقان بسكناهم ذلك القلب الذي يظل ينبض بذكراهم وأن كانت أليمة له فيظل ينزف قطرات الفقدان والحرمان من الأحبة إلى أن يجف نبعه!!
ومع ذلك الألم كله إلا أن الإنسان لا يبرح يذكر من فقد في كل مناسبة سعيدة أو حزينة مر بها لاحتياجه لمن افتقد ليقاسمه فرحه ويواسيه في حزنه ..
لكل من افتقدنا حياً كان أو ميتاً ستظل دعوات الغيب تصعد لرب السماء لتنزل رحمة وحفظ ولطفاً بكم!
أسال الله لكل من مر هنا بأن يحفظ له من يود دون فقده..