عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-01-2012, 06:37 PM
غادر غادر غير متواجد حالياً
.
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 4,914
افتراضي مقالات صالح الشيحي التي اغضبت وزير المالية ابراهيم العساف

رفع وزير المالية الدكتور ابراهيم العساف شكوى ضد الكاتب في جريدة الوطن صالح الشيحي
بسبب خمس مقالات قوية انتقد فيها وزارة المالية ووزيرها

وهذي نصوص المقالات التي اغضبت العساف وهي للكاتب صالح الشيحي


موكب "حافز".. الكوميديا السوداء
يحسب لمسرحية "حافز" أنها جسدت الكوميديا السوداء بنجاح باهر.. يحكي أحد فصول المسرحية الهزلية الكثيرة قصة فتاة سعودية تكتب احتياجاتها ومشترياتها وأحلامها التي ستتحقق فور استلامها لمكافأة حافز.. غير أن قائمة المشتريات تتجاوز مكافأة حافز بكثير! شارف الموكب على الوصول إلى نقطة النهاية.. ضجيج هائل واكب الموكب.. كل هذا الضجيج من أجل مكافأة شهرية رمزية لا تتجاوز 2000 ريال ـ 533 دولارا فقط ـ!
أظن والله أعلم أن الذي جند الخبراء لوضع هذه الشروط التعجيزية هو إنسان يعيش بعقلية اقتصادية متوقفة عند الثمانينات الميلادية، حينما كانت المئة ريال تساوي قيمتها الحقيقية! نحن اليوم على مشارف 2012، و2000 ريال بحساباتنا الاقتصادية اليوم لا تساوي شيئا.. الشاب أو الشابة ـ وهما الشريحتان المستفيدتان من حافز ـ هما مثلاً أكثر شرائح المجتمع استخداما للتقنية.. لكن 2000 ريال لا تستطيع تأمين جهاز آيباد، 2000 ريال لا يستطيع العاطل بواسطتها شراء آيفون، 2000 لا يستطيع العاطل بواسطتها شراء جهاز محمول جيد!
أي مبلغ ضخم هذا الذي تظن وزارة المالية أنه سيحقق الشيء الكثير للناس.. أي مبلغ هذا الذي تظن أنه سيكون عبئا على الميزانية المتعافية ع الآخر؟!
هذا مبلغ لا يساوي شيئا في ميزان العرض والطلب.. لا يساوي شيئا في السوق اليوم.. ليت الذي وضع هذه الشروط التعجيزية يجرب العيش بهذا المبلغ البسيط لمدة أسبوع واحد فقط هل يستطيع أم لا؟
ما زال في الأمر متسع.. والأمل كبير في أن يتم تنفيذ الأوامر الصادرة بحذافيرها دون عرقلتها بشروط ما أنزل الله بها من سلطان كشرط السن وغيره.. باقٍ من الزمن 6 أيام، وهي فرصة لإعادة رسم البسمة من جديد.
وحتى نسمع مايبهج أقول لكم مرة أخرى: كل ترليون وأنتم بخير


مقتطفات الجمعة
• قارئ كريم يسألني: ألا تلاحظ أن دخول أفراد الأمن إلى أرض الملعب بعد نهاية المباراة يوحي وكأن الحكم سيتعرض للاعتداء؟!
• تم توزيع الميزانية على كافة قطاعات ومؤسسات الدولة.. يفترض أن تصدر كل وزارة بيانا تفصيليا عن كل ريال.. كيف وأين ومتى سيصرف؟
• وكيل وزارة تم تعيينه حديثاً، لكثرة ما رأيته مرتديا لـ"البشت" بدأت أشك أنه ينام به!
• وكيل وزارة آخر بالكاد يلتفت للناس، سألت نفسي: ما الذي سيفعله هذا فيما لو أصبح وزيرا في يوم من الأيام!
• مبلغ 2000 ريال كان ذا قيمة اقتصادية كبيرة قبل عدة عقود، لكننا اليوم في 2011، يفترض من وزارة التجارة أن تكبح جماح التضخم الذي يرافق السيولة الهائلة التي تضخها الحكومة في مشاريع البنية التحتية.
• الأخ عبدالرحمن الحنايا يقول لي في مستشفى بريدة المركزي لا يمكن للمريض الوصول إلى الطوارئ إلا بعد أن يصعد 17 درجة!
• قارئ يسألني: متى سنسمع شركة تحلية المياه وشركة الخطوط الحديدية وشركة الموانئ؟!
• سؤال مهم وصلني من قارئ آخر موجه لوزير الصحة يقول: مديرو المستشفيات والسكرتارية وغيرهم، يعملون على الكادر الصحي، ومع ذلك يمارسون أعمالا إدارية.. أليس هذا فسادا إدارياً؟!
• قارئ آخر يقول تعليقا على مقالي عن زحام المدن الكبرى: ذهبت من بريدة إلى الرياض للمشاركة في الصلاة على جنازة عمي، ودخلت الرياض قبل صلاة العصر بساعة، ولم أستطع الصلاة عليه أو دفنه؟!
• حينما قرأت أن السادة أعضاء مجلس الشورى طالبوا بمنحهم وسام الملك عبدالعزيز قلت في نفسي: لماذا الوسام، وعلى ماذا؟! على إنجازهم لاتفاقية التعاون الفني والثقافي مع جمهورية نيجيريا مثلا؟!




المقال الأخير عن "حافز"
قريبا ستعلن ميزانية الدولة.. وما كتبته أمس عن حافز، هو بمثابة مسابقة الزمن قبل إقرار الموازنة وإعلانها.. أعلم جيداً أن الباب الأول من الميزانية تضخم بشكل كبير.. وأعلم أيضاً أن الحكومة تلتزم بدفع ما يقرب من 200 مليار ريال سنويا لبند الرواتب.. وأدرك كذلك أن أي عجز مستقبلي ناجم عن انخفاض أسعار البترول سيدخل البلد في مأزق صعب.. لكن مأزق العاطلين اليوم أصعب، ناهيك أن العاطل غير معني بكل هذه الحسابات، ولا أحد يلوم العاطلين.. ومن هذا المنطلق تحدثت متأخراً عن حافز.
أعلم أن هذا الموضوع دخل دائرة الموضوعات المملة.. فقط بقي نقطة أخيرة لم أتوسع فيها يوم أمس، وهي المتعلقة بعامل السن للمرأة بالذات.. لذلك تعالوا نبحث معا عن مخرج لهذه المرأة.
تقول إنها تخرجت منذ عشر سنوات.. ما تزال حتى اليوم تبحث عن فرصة عمل، لم تترك وزارة.. أو إعلانا.. أو تحديث بيانات إلا وقامت به.. لم تحصد سوى الهواء.. وحينما تم إعلان حافز استبشرت خيرا.. لكنها صُدمت حينما علمت بشرط السن.. هي اليوم تبلغ 35 سنة.. ذهب عمرها انتظارا لوظيفة لن تأتي. وشروط الخبراء في حافز تمنع من بلغت هذا السن أن تحصل على إعانة حافز! سؤال المرأة الذي حيرني ولم أعثر له على إجابة هو: أين أذهب؟ امرأة بلغت الـ35 سنة ولم تعثر على وظيفة.. وحينما جاء الفرج وضعوا في طريقها عامل السن حجر عثرة!
المرأة ليست كالرجل.. وفرص العمل أمامها محدودة جدا.
السؤال: لماذا لا يتم استثناؤها.. لا أظن أن مد يد العون للنساء المؤهلات اللاتي تجاوزن سن 35 سيثقل كاهل الميزانية.. لماذا نتركها للمجهول؟! بقي سؤال: لماذا تريد وزارتا المالية والعمل أن تجعلا "حافز" بهذه التعقيدات والاشتراطات، مثل بقرة اليهود؟!

كل تريليون وأنتم بخير
قبل ثلاث سنوات كانت ميزانية الدولة قرابة نصف تريليون.. العام قبل الماضي أكثر من نصف تريليون .. العام الماضي حطمت الميزانية الرقم القياسي حينما تجاوزت تريليون ريال.. ومن المنتظر هذا العام الإعلان عن ميزانية تاريخية ستتجاوز 2 تريليون ريال!
مشكلتنا الكبرى أن كل الذين يخرجون يحدثوننا فقط عن المشاريع القادمة.. عن الخطط المستقبلية.. ويبدؤون في سرد المشاريع القادمة.. كل التصريحات تبدأ بحرف السين..
نحن لا نريد من أي شخص في البلد أن يحدثنا عما سيفعله خلال العام القادم.. مللنا من الحديث عن مستقبل لا يأتي.. مللنا الحديث عن تنمية طال انتظارها.. سئمنا الحديث عن مشاريع ورقية..
الحلول تبدأ بأثر رجعي.. ولذلك نريد أن نعيد رسم الطريق مجددا.. نريد أن يحدثونا عن مشاريعهم خلال السنة الماضية.. نحن نريد إنسانا يخرج ويخبرنا عما تم بالموازنات السابقة.. ما الذي قدموه لنا خلال السنة المنصرمة التي شهدت أكبر ميزانية في تاريخ البلد؟
ما الذي قدموه خلال السنة قبل الماضية.. ما الذي قدموه لنا السنة التي قبلها؟
نريد أن نعرف بالأرقام ما أبرز نتائج موازنات السنوات الثلاث الماضية.. لا نريد الحديث بالعموميات.. نريد تفصيلا دقيقا.. والمواطن هو الحكم في الموضوع..
أرجوكم لا نريد أن يخرج علينا أحد ويتحدث عن المستقبل دون أن يطمئننا على الحاضر.. نريد كشف حساب دقيق .. نريد كشف حساب موثق.. ما الذي تم إقراره وما الذي تم إنجازه.. نريد أن يقدم لنا كل شخص كشفا بالأرقام.
كل تريليون وأنتم بخير.
رد مع اقتباس