هناك هواية واحدة مشتركة تجمع بين الكثيرين من المعمرين حول العالم، وهي البستنة، أو زراعة الحدائق والاعتناء بها. فهل يمكنك أن تطيل عمرك وتزيح عن كاهلك الهموم بممارسة هذه الهواية؟

تحسن المزاج

من المعروف جيداً أن الحياة خارج جدران البيت وممارسة الرياضة البدنية باعتدال ترتبطان بالعيش حياة أطول، وتعتبر زراعة الحدائق المنزلية طريقة سهلة لتحقيق الأمرين. "إذا كنت تمارس زراعة الحدائق، فإنك تحصل على تمارين بدنية غير مرهقة غالبية الأيام، وتتمكن من العمل بشكل معتاد"، كما يقول بويتنر.
ويضيف أنه يوجد دليل على أن من يعملون في البستنة يعيشون حياة أطول، وأقل توتراً. وتؤكد ذلك دراسات متنوعة تشير إلى أن ممارسة البستنة أمر مفيد للصحة العقلية والبدنية.




دع الطبيعة تحصنك

ولا يتعلق الأمر بالتأثيرات الصحية فقط، بل إن الفوائد الاجتماعية لممارسة البستنة يمكن أن تطيل العمر.
ويعكف الدكتور برادلي ويلكوكس من جامعة هاواي على دراسة المعمرين في جزيرة أوكيناوا التي يوجد بها أعلى نسبة من المعمرين في العالم تصل إلى خمسين شخصاً من بين كل 100 ألف شخص. فالكثير من المواطنين هناك لديهم حدائق شخصية صغيرة يعتنون بها عندما يتقدمون في السن.
ويقول ويلكوكس إن البستنة، إلى جانب أمور أساسية أخرى، تساعد في طول العمر. ويضيف: "في أوكيناوا، يقولون إن أي شخص يتقدم في السن وهو بصحة جيدة يحتاج إلى معرفة مفهوم 'إيكيجاي' الياباني، الذي يعني وجود هدف للعيش من أجله. والبستنة تعطيك سبباً لكي تنهض من أجله كل يوم".
على رأس ذلك، كما يوضح ويلكوكس، يقدر سكان أوكيناوا قيمة مفهوم آخر يُعرف باسم 'ويمارو'، أو المستوى العالي من الترابط الاجتماعي.
ويضيف: "الإلتقاء بالآخرين في السوق المحلية، وإحضار منتجاتك، ومشاركة الآخرين إبداعاتك في الحديقة أو المزرعة، كلها أمور تعبر عن نشاط اجتماعي هائل. وهو ما يساعد الناس بالتأكيد على الإحساس بأنهم متواصلون مع الآخرين، وغير معزولين عن المجتمع".
إن الشعور بالترابط والتواصل مع الآخرين أمر مهم، يماثله في الأهمية ارتباط الإنسان بالطبيعة. فقد أظهرت إحدى الدراسات الصادرة عن جامعة هارفارد أن الناس الذين يعيشون في مناطق تحيط بها الخضرة والأشجار، يعيشون لفترات أطول، مع احتمالات أقل للإصابة بالسرطان أو أمراض التنفس.

الزراعة من أجل حياة أطول؟

إذا كانت البستنة عملاً جيداً، فهل الزراعة والعمل في المزرعة يعتبر عملاً أفضل؟
العديد من العوامل المتعلقة بأسلوب الحياة وطريقة العيش والمقترنة بطول العمر - مثل العيش في الريف وممارسة الرياضة - تنطبق أيضاً على المزارعين.
وتشير بعض الأدلة إلى أن الزراعة تعتبر إحدى أكثر الوظائف فائدةً للصحة. فقد بينت دراسة أسترالية أنه يرجح أن يعاني أقل من ثلث المزارعين من الأمراض المزمنة، ويرجح أن يقل عدد من يزورون العيادات الخارجية بنسبة 40 في المئة من الذين لا يعملون في المزارع.
وقد قارن باحثون من الولايات المتحدة نسبة الوفيات بين المزارعين، وبين عموم السكان، ووجدوا أنه من المستبعد أن يموت المزارعون بسبب مرض السرطان والسكر وأمراض القلب. 


المراجع:
   - معهد ترايدنت .