إشراقات عالمية

ما هي التداعيات الاقتصادية لـ "انقلاب الغابون"؟

من صحيفة اشراق العالم 24:[ad_1]

ورغم أنه لا يزال من المُبكر الحكم على نتائج محاولة الانقلاب الحالية والسيناريوهات التالية في بلدٍ كان يتمتع إلى حد كبير بنوعٍ من الاستقرار السياسي على مدار السنوات الماضية، إلا أن تساؤلات استباقية تفرض نفسها على المشهد، بخصوص التداعيات المحتملة لحالة عدم الاستقرار الأمني والسياسي في الغابون الواقعة وسط إفريقيا(يحدها خليج غينيا إلى الغرب وغينيا الاستوائية إلى الشمال الغربي والكاميرون إلى الشمال وجمهورية الكونغو نحو الشرق والجنوب) وفي منطقة تحدها عديد من الاضطرابات والتحديات.

وبخلاف اللغط المثار حول تأثير محاولة الانقلاب الحالية على الوضع الداخلي في البلاد وعلى محيطها الإفريقي، فإن ثمة جدل على نطاق أوسع بشأن مدى تأثير هذا الوضع على الأسواق العالمية، من بينها أسواق النفط باعتبار أن الغابون من الدول المنتجة والمصدرة، ورغم أن حجم صادراتها يعد محدوداً مقارنة بالدول المنتجة الكبرى. فضلاً عن التساؤلات المرتبطة بتأثر أسواق أخرى بهذا الانقلاب، في ظل ما يتمتع به البلد من موارد من بينها الأخشاب واليورانيوم والمنغنيز والمغنيسيوم، وغير ذلك.

ويذكر أنه في العام 2022، كانت الغابون من بين تسع دول رفعت حجم إنتاجهم من النفط من أصل 13 دولة في “أوبك”، إذ ارتفع إنتاجها بنسبة 0.015 بالمئة، ليشكل حوالي 197 ألف برميل يومياً، مقارنة بمستويات العام 2021، طبقاً لبيانات المنظمة.

وبحسب البيانات الواردة في النشرة الإحصائية السنوية للعام 2022، فإن حجم احتياطات النفط الخام المؤكدة في الغابون يصل إلى ملياري برميل.

تأثيرات اقتصادية وسياسية

في هذا السياق، يشير الخبير المتخصص في الشؤون الأفريقية، اللواء محمد عبد الواحد، في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أن “هذا الانقلاب له تأثير على المنطقة بالكامل، سواء سياسي واقتصادي (..)”، لافتاً إلى الأهمية الاقتصادية لهذا البلد العضو في منظمة أوبك منذ العام 1975 وحتى الآن (تخللتها فترة انقطاع عن المنظمة ما بين 1995 وحتى 2016) كما أن لديها احتياطيات تقدر بحوالي 2 مليار برميل من النفط، فضلاً عن إنتاجها من الغاز بحوالي نصف مليار متر مكعب تقريباً (تصل احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة إلى حوالي 26 مليار متر مكعب، بحسب تقديرات العام 2021)”، وذلك بخلاف ما تزخر به من موارد وثروات طبيعية.

 وبالتالي فإن “وجود اضطرابات في الغابون من شأنه أن يؤثر على أسواق الطاقة بشكل أو بآخر، لا سيما وأن هناك تداعيات كبيرة يواجهها العالم بعد الحرب في أوكرانيا ومع احتياج أوروبا لتأمين مواردها من الطاقة”، بحسب عبد الواحد، الذي يلفت إلى أنه إذا ما تطورت الأوضاع في الغابون فإنها سوف تؤثرعلى الاقتصاد، باعتبارها من أهم خمس دول منتجة في إفريقيا جنوب الصحراء، ومن الدول المصدرة.

وبلغ إجمالي صادرات النفط الخام في الغابون حوالي 181 ألف برميل يوميا، فيما بلغت صادرات المنتجات البترولية تبلغ حوالي 10 آلاف برميل يومياً في العام 2021.

لكنه يضيف: “حتى الآن لا نستطيع التنبؤ بتطورات الأحداث بالحكم على نجاح الانقلاب أو فشله.. هي محاولة انقلابية لم تظهر ملامحها بعد، فلربما يتم إحباط هذا الانقلاب وربما ينجح، وخلال الساعات القليلة المقبلة سوف تظهر مؤشرات كثيرة حول هذا الأمر.. الغابون لم تتعرض في تاريخها إلى انقلابات أو حكم عسكري، باستثناء محاولة في العام 1964 للانقلاب على أول رئيس بعد الاستقلال تدخلت فرنسا وأحبطتها من خلال إرسال فرق من الكوماندوز من قاعدتها العسكرية في السنغال وأخرى من الكونغو برازافيل”.

ويتابع: “منذ العام 1976 وحتى الآن تسيطر عائلة الرئيس علي بونغو على الحكم، واستطاعت فرض نفوذها على مفاصل الدولة كافة، خاصة المؤسسات الحساسة سواء الأمن والاقتصاد وغير ذلك، وبالتالي من الصعب أن نحكم ماذا سيحدث لاحقاً؟”، موضحاً أن محاولة الانقلاب الحالية ربما تظهر تأثيراتها على الأسواق بشكل محدود، في الوقت الذي يُمكن لـ “أوبك” تعويض أي نقص في الإنتاج من الغابون.

وبالإضافة إلى كونها منتجاً للنفط ومصدراً صافياً للنفط تمتلك الغابون وفرة من المواد الأولية، وتتمتع بقطاعي الزراعة والسياحة المتناميين. الصادرات البارزة الأخرى هي الأخشاب واليورانيوم والمنغنيز.

وتحتل الغابون المركز الثالث عالميا في إنتاج المنغنيز بحجم إنتاج بلغ 2.3 مليون طن متري عام 2018، مقارنة بـ 2.19 مليون طن متري من المنغنيز عام 2017. ويعد منجم “مواندا ” منجم المنغنيز الرئيسي في الدولة، وتعتبر مجموعة التعدين الفرنسية “إيراميت” ثاني أكبر منتج لخام المنغنيز عالي الجودة في العالم، وتدير المنجم عبر شركة “كوميلوج” التابعة لها.

النفط في الغابون

وبحسب البيانات التي نشرها الموقع الرسمي لـ “أوبك”، فقد بدأت صناعة النفط في الغابون تحظى بالاهتمام في العام 1931 عندما تم اكتشاف عديد من رواسب النفط في المناطق المجاورة في ليبرفيل. وبالإضافة إلى صناعة النفط، أدى موقع الغابون المطل على خليج غينيا والمحيط الأطلسي إلى ظهور قطاع اقتصادي مهم آخر – صناعة صيد الأسماك.

  • تاريخ صناعة النفط والغاز في الغابون هو تاريخ طويل، حيث يعود إلى جهود التنقيب المبكرة في العام 1931.
  • من خلال الاستثمارات والدراية الفنية، تمكنت البلاد من الاستفادة من ثروات النفط وتوظيفها.
  • بمرور الوقت، ساعدت هذه الأنشطة البلاد على تطوير خزانة ملائمة، ووجدت البلاد فرصاً جديدة هائلة كمنتج رئيسي للنفط وشريك تجاري.
  •  البلاد – التي حصلت على استقلالها عن فرنسا في العام 1960 – معروفة منذ زمن طويل باستقرارها. وهذا أمر جدير بالملاحظة في منطقة غالبا ما تتسم بالاضطرابات. وهذا الاستقرار، بطبيعة الحال، مطلب ضروري لتطوير أي مشروع اقتصادي، وخاصة في مجال صناعة النفط.
  • على مر السنين، رحبت الغابون بالاهتمام التجاري من دول حول العالم، بما في ذلك آسيا وأوروبا والأميركتين. وقد أقنع استقرارها، إلى جانب حوافز أخرى مثل المناطق الاقتصادية الخاصة والقوة الشرائية العالية نسبيا، عديداً من الشركات بالتفكير في توسيع محافظها الاستثمارية لتشمل الأصول الغابونية.

المشهد لم يتضح بعد

خبير الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، يقول في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه “حتى الآن هناك بيانات ضعيفة حول ما يحدث، ولا يستطيع أحد أن يجزم بالمسار الذي سوف تتخذه القوات العسكرية”، موضحاً أن القارة السمراء صارت انعكاساً للصراعات العالمية، وبالتالي من شأن ذلك الانقلاب أن يجد صدى دولياً واسعاً، مضيفاً: “لم تتضح بعد المسارات القادمة، وما إذا كان سوف يتم تكرار المشهد في النيجر مرة أخرى ومطالب بالتدخل وعودة الرئيس المنتخب أخيراً أم لا؟”.

ويلفت إلى أن ثمة تداعيات اقتصادية كبيرة يُمكن أن تنتج عن الانقلاب الحالي في الغابون (الغنية بالموارد)، لا سيما أنها من أهم خمس دول منتجة للنفط في إفريقيا جنوب الصحراء، وهي عضو في منظمة الدول المصدر للنفط “أوبك” وبلا شك لها تأثير في المنطقة منذ ما بعد استقلال البلاد (في العام 1960) رغم أنها خرجت في فترة من الفترات من المنظمة اعتراضاً منها على بعض السياسات والرسوم أو ما شابه لكنها ظلّت طيلة الوقت أحد أهم الدول الأفريقية في أوبك.

  • أصبحت الغابون عضوا كامل العضوية في أوبك في العام 1975.
  • انسحبت من “أوبك” في العام 1995 اعتراضاً على ما وصفته حينها بالرسوم السنوية المرتفعة التي تتكبدها، وذلك قبل أن تعود من جديد إلى المنظمة في العام 2016.

ورغم عدم اتضاح المسارات بعد ومدى التطورات الجارية بالبلد وتأثيرها على إنتاج النفط في البلاد، يشير الخبير في الشؤون الاقتصادية بشكل عام إلى أنه عادة ما تتأثر أسواق النفط بأية حالة تحدث لأعضائه، سواء حرب ومشكلة في الإنتاج أو ما شابه من عدم استقرار، وهو ما يؤثر بدوره على الأسعار ومعدلات الإنتاج بلا شك.

وهو ما يتفق معه مستشار المركز العربي للدراسات، خبير الطاقة، أبو بكر الديب، والذي يقول لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن ثمة أربعة عوامل أساسية قد تدفع بأسعار النفط إلى مستوى الـ 100 دولار قبل نهاية العام الجاري، وهي: تحسن حالة الأسواق باحتمالية تعافي الطلب الصيني على النفط خلال الفترة المقبلة (..)، علاوة على خفض الإنتاج من جانب “أوبك بلس”، وكذلك تراجع إنتاج نيجيريا من النفط الخام إلى 1.22 مليون برميل يومياً بعد تعليق شحنات النفط الخام “فوركادوس” بسبب خطر التسرب، وأخيراً أثر العاصفة الاستوائية إيداليا التي ضربت غرب كوبا، والتي قد تؤثر على إنتاج النفط من ساحل خليج المكسيك أثناء توجهها نحو فلوريدا في الولايات المتحدة.

ويستشهد في هذا السياق بتقديرات غولدمان ساكس، والتي تشير إلى أن أسواق النفط مرشحة إلى أن تواجه عجزاً في المعروض بنحو 1.8 مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من العام الجاري، وبنحو 600 ألف برميل في العام 2024.

ويشير إلى أن الانقلاب الحادث في الغابون (التي بقي إنتاجها من النفط الخام في شهر يوليو الماضي عند 193 ألف برميل يومياً كما في يونيو أيضاً)، يعد عاملاً مضافاً إلى تلك العوامل أخيراً، لا سيما وأنها دولة غنية بالموارد الطبيعية وتعد رابع أكبر منتج للنفط في إفريقيا جنوب الصحراء، وهي عضو فاعل في “اوبك”.

لكن على الجانب الآخر، فإن الخبير الاقتصادي الكويتي، محمد الرمضان، لا يرى إمكانية أن تؤثر الأحداث الجارية في الغابون على أسواق النفط، وذلك بالنظر إلى أن حجم صادرات النفط قليل مقارنة بالدول المُنتجة الأخرى، وهو في حدود 200 ألف برميل يومياً، وهذه كمية قليلة يُمكن تعويضها من أية دولة من دول أوبك الأخرى”.

ويشير في تصريح خاص لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أنه “حتى الآن لم تتضح الأمور بعد فيما يخص المحاولة الانقلابية، ولا أحد يعرف إلى أين تتجه الأمور، وما إذا كانت الأزمة قد تتفاقم وصولاً إلى حرب أهلية أو أن يتم تسليم السلطة سلمياً وخلاف ذلك من السيناريوهات”.

اقتصاد الغابون

كانت الغابون (التي يصل عدد سكانها إلى حوالي 2.14 مليون شخص)، تسعى إلى “تنويع مصادر الاقتصاد” في وقت كان فيه القطاع النفطي مسيطراً على نحو 83.5 بالمئة من حجم الناتج المحلي الإجمالي، ويشكل 70.5 بالمئة من الصادرات (وفق بيانات العام 2020).

وواجهت البلاد “خيبة أمل” فيما يتعلق بالاكتشافات البترولية في الآونة الأخيرة، إلا أنها وفقاً لتقرير استشكافي صادر عن شركة Hawilti كان من المقرر أن تزيد وتيرة التنقيب البري والبحري مع عديد من الآبار خلال العامين 2022-2023.

وفي خضم مساعي البلاد إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، تماشياً مع هدف تنويع مصادر الاقتصادي، فإنها قبل قرابة الثلاثة أعوام أقرت تشريعاً جديداً للاستثمار.

وطبقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن البنك الدولي، فإن:

  • الناتج المحلي في الغابون سجل حوالي 21.07 مليار دولار أميركي في العام 2022 (0.01 بالمئة من الاقتصاد العالمي).
  • على مدار العام 2022، استفاد اقتصاد الغابون من ارتفاع أسعار النفط. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الطاقة العالمية أدى أيضاً إلى ارتفاع التكلفة المالية مما يؤثر على الإنفاق الاجتماعي للفئات الأكثر ضعفاً ويؤثر على البيئة.
  • انتعش التعافي الاقتصادي في الغابون، ليصل إلى 3.1 بالمئة في العام 2022. واستفاد الميزان التجاري للبلاد وماليتها العامة من ارتفاع أسعار السلع الأساسية والأداء الجيد لصادرات السلع الأساسية مثل النفط والأخشاب والمنغنيز.
  • ونتيجة لذلك، سجلت الغابون أقوى فائض في الميزانية في العام 2022 منذ صدمات أسعار النفط في العام 2014.

وعانت الغابون من تبعات الحرب في أوكرانيا والانعكاسات الممتدة لجائحة كورونا، وهو ما انعكس على تكلفة المعيشة، وفي ظل ارتفاع معدلات التضخم إلى حدود 4.3 بالمئة (في العام 2022)، بينما اتخذت الحكومة مجموعة من الإجراءات للحد من أثر تلك الأوضاع، تضمنت وضع حدود سعرية لأسعار عشرات من السلع الرئيسية، مع إطلاق وزارة خاصة لمكافحة ارتفاعات التكلفة المعيشية في 2023.

وكان الدين العام للبلاد في العام 2022 قد شهد تعافياً نسبياً ليصل إلى 52 بالمئة من حجم الناتج المحلي الإجمالي، وذلك في مقابل 60.7 بالمئة في العام 2021.

 

والجدير بالذكر أن خبر ما هي التداعيات الاقتصادية لـ “انقلاب الغابون”؟ تم اقتباسه والتعديل عليه من قبل فريق التحرير في ” إشراق 24″ وأن الخبر منشور سابقًا على عالميات والمصدر الأصلي هو المعني بصحة الخبر من عدمه وللمزيد من أخبارنا على مدار الساعة تابعونا على حساباتنا الاجتماعية في مواقع التواصل.

نشكر لكم اهتمامكم وقراءتكم لخبر ما هي التداعيات الاقتصادية لـ “انقلاب الغابون”؟ تابعوا اشراق العالم 24 على قوقل نيوز للمزيد من الأخبار

[ad_2]

اقرأ على الصحيفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى