المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "أنصار الدين" في مالي: تدخُّل فرنسا عسكرياً يستهدف الجزائر


eshrag
01-13-2013, 07:50 AM
http://sabq.org/files/news-thumb-image/130340.jpg?1358063005 (http://sabq.org/Wxufde) يو بي آي - الجزائر: حذّر المتحدث باسم حركة "أنصار الدين" المالية المعارضة، سنده ولد بوعمامة، من أن التدخل العسكري الفرنسي في مالي يستهدف بالدرجة الأولى الجزائر، داعياً الجزائريين للوقوف إلى جانب الحركة ومتوعداً بجعل الساحل مقبرة "للغزاة".

وقال ولد بوعمامة، في حوار مع صحيفة "الشروق" الجزائرية نُشر اليوم الأحد، حول الخلفيات الحقيقية التي دفعت فرنسا للدخول في الحرب بهذه السرعة: "إنه مشروع فرنسي لإعادة مكانة فرنسا في المنطقة التي حظيت بها خلال ستينيات القرن الماضي، ففرنسا أرادت هذه الحرب وخططت لها منذ سنوات، وهي الآن تنفّذها، حيث الصراع يعود إلى سنوات، بل إلى عقود من الزمن".

وأشار إلى "الصراع الجزائري - الفرنسي على القاعدة العسكرية (تساليت) في عهد حكم الجنرال موسى تراوري، قبل أن تتمكن الجزائر من انتزاع هذه القاعدة وأرجعتها لمالي. فالمسألة ليست بسيطة كما يتصورها البعض، إنما هي أكبر بكثير من ذلك. هي مسألة نفوذ في المنطقة، وفرنسا أرادت إعادة بسط السيطرة على المنطقة ككل، ولكن هذه المرة من خلال الجنوب".

وأوضح أن "فرنسا على ما يبدو أرادت أن تستهدف الجزائر، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قدّم للجزائريين في خطابه أمام نواب البرلمان الجزائري في 20 ديسمبر الماضي حقن أنسولين وحبات باراسيتامول لإرضاء الجزائريين على ما قام به أجداده في الجزائر، وامتصاص غضبهم، وإلهائهم لتنفيذ مشروع فرنسا في منطقة الساحل".

وتوعّد ولد بوعمامة الفرنسيين وغيرهم قائلاً: "سنجعل من شمال مالي مقبرة للغزاة، إذا دفعت الجزائر 1.5 مليون شهيد، فنحن مستعدون لدفع ثلاثة ملايين شهيد. استعدادنا للموت هو الذي ينقص هؤلاء، إنهم فقط مستعدون للحياة، وقتل الأبرياء، كما أن إمكاناتنا العسكرية قوية، فقد استطعنا أن نجمع الكثير من السلاح والذخيرة، فمدينة كيدال تحوي لوحدها الأطنان من الأسلحة وتمبكتو كذلك".

وأضاف: "كما أننا لا نقاتل بالعدة والعتاد فقط، وإنما قبل كل شيء بعون الله وإيماننا بديننا، فضلاً عن اعتمادنا على الدعم المادي والمعنوي لإخواننا في العالم الإسلامي أن يأتوا لمناصرة إخوانهم في مالي والدفاع عن دينهم، خاصة الجزائريين؛ لأن بوابة الجزائر هي المستهدفة من هذه الحرب".

وأشار ولد بوعمامة إلى أن حركته لم ترفض الحوار والحل السياسي، مؤكداً أنه "في الوقت الذي شرعنا في الحوار، وعبرنا عن نيتنا في تباحث الحل السلمي للأزمة، لا ندري ماذا تغير.. مع مَنْ نتحاور مع فرنسا، أم مع الحكومة المالية؟".

وقال: "لقد مكثنا في الجزائر لأكثر من أسبوع ننتظر وصول وفد الحكومة المالية، إلا أنه لم يصل إلى اليوم، ونفس الشيء في بوركينا فاسو، حيث التقينا بوفد عن الحكومة الانتقالية، وشرعنا في الحوار قبل أن يفاجئنا رئيس الوزراء بتبرئة نفسه من الوفد، وقال إنه لا يمثل الحكومة المالية".

وبشأن اتفاق الجزائر، قال ولد بوعمامة: إن "الجماعة ليست ضد الاتفاق وإنما ضد طريقة الاتفاق، لقد أوفدت الجماعة شخصاً إلى الجزائر ضمن الوفد للتباحث لإيجاد حل سلمي للأزمة وفق الطرح الجزائري، إلا أن هذا الشخص تعمّد التخلف عن الوفد وعقد اتفاقاً مع الأزواد، من دون العودة إلى الجماعة".

وأضاف: "أؤكد هنا أن الاتصالات مع الجزائر لم تنقطع يوماً، وإنما فرنسا قفزت على الجزائر واستخدمت حق الفيتو".

وحول مجريات الحرب، قال ولد بوعمامة: إن "القوات الفرنسية حاولت قصف مواقع المجاهدين في مدينة منكا الحدودية مع النيجر بالطائرات، وقصفت مسجد المدينة، وقتلت امرأة كانت بمحيط المسجد، وتصدت الجماعة بالمدافع المضادة للطائرات، وتمكنا من إسقاط مروحية فرنسية، ولا نتوقع نزول القوات الفرنسية إلى الأرض؛ لأنهم جبناء ولا يستطيعون الهجوم إلا من الجو".

وأكد ولد بوعمامة أن الحرب ستقرب بين حركة "أنصار الدين" وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وجميع الجماعات الإسلامية الأخرى "فنحن مستهدفون من عدو واحد، والحرب لا تفرق بين الجماعات".

ومن ناحية أخرى، قال مدير المخابرات الفرنسية سابقاً إيف بونيه في تصريح لنفس الصحيفة، إن العمليات العسكرية التي قامت بها الجماعات المسلحة ضد القوات النظامية بمدينة مينكا ومحاولة توجهها باتجاه الجنوب "ليست سوى عمليات استباقية لصد التدخل الأجنبي، فهي محاولة استعراض قوة من جانبها لتخويف الدول التي تحضر للتدخل الأجنبي، الذي يطرح كخيار لحل نهائي للأزمة المالية، فالذي حدث هو إظهار قوة من قبل الجماعات المسلحة وليس مواجهات عسكرية".

واعتبر بونيه أن "التدخل العسكري في مالي مبني على مدى جاهزية الجيش المالي، ومدى تسليحه والانضباط الذي تتمتع به وحداته القتالية، وأيضاً مدى استعداده لخوض مواجهات قد تكون طويلة الأمد، ويرتكز على مدى جاهزية قوات المجموعة العسكرية لغرب إفريقيا- الإيكواس-، والتدخل الأجنبي، كذلك هو مرهون باستعداد مالي لذلك.. وكلها تبقى أمور مجهولة لأي خبير إستراتيجي، رغم أن الملاحظ على الجيش المالي افتقاره للعدة والعتاد وعدم قدرته على المواجهة في الوقت الراهن".

وقال: "إن إرسال فرنسا قوة عسكرية إلى المنطقة، سيكون بشكل محدود، وسببه أن فرنسا مرتبطة مع مالي بمواثيق ومعاهدات دفاع مشتركة تحتم عليها مساعدة السلطات المالية في حالة نشوب صراعات تهدد كيان الدولة المالية، وهذا ما فسر الإجراء الأخير بإرسال قوة عسكرية فرنسية إلى شمال مالي".

وأكد أنه "لحد الآن يبقى الموقف الجزائري بشأن حل دائم ونهائي لتداعيات الأزمة، محافظاً على كافة حظوظه؛ لأنه مبني على اعتبارات مبدئية تخص عدم التدخل في شؤون الآخرين، والحفاظ على الوحدة الترابية لدولة مالي العضو في الأمم المتحدة، كما يلقى الموقف الجزائري من الأزمة تأييداً من قوى إقليمية ودولية فاعلة في المنطقة".




أكثر... (http://sabq.org/Wxufde)