المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "خمسينية الطائف المحررة": الآن بدأت أسترجع الحياة


eshrag
08-26-2013, 12:31 AM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/196178.jpg?379500 (http://sabq.org/Q5Bfde) فهد العتيبي- سبق- الطائف: استقر حال السيدة الخمسينية المحررة من السجن المنزلي داخل غرفة خاصة بمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بمحافظة الطائف، وسط متابعة طبية بالغة، وقالت بعد تحريرها: "الآن بدأت أسترجع الحياة".



وعلمت "سبق" أن السيدة ظهرت من سجنها وهي تشبه "الهيكل العظمي"، وكان ضابط التحقيق أثناء الاستماع لأقوالها مساء أمس السبت متأثراً بالوضع الذي هي عليه.



وكانت السيدة تتحدث بطريقة غريبة، وكأنها لا تعرف ذلك الواقع الذي خرجت له، كما أنها لا تستطيع تجميع معلوماتها، ولا تستذكر ما مضى عليها من أوقات صعبة في تلك الغرفة التي شهدت سجنها.



وذكرت أنها كانت تتبول في أكياس، ويعمد محتجزوها (والدها وإخوانها) لإخراجها، حتى عملوا لها دورة مياه في الفترة الأخيرة.



وأقسمت بأنها لم تتناول أي وجبة منذ أيام بسيطة بخلاف الأيام التي سبقت، وأن بعض الأطعمة التي كانت تدخل إليها كان قد مضى عليها أيام، وهو ما يعني أنهم يعمدون لتعذيبها وإهانتها.



وكشفت معلومات عن إصابات قديمة ظهرت على جسد السيدة، وهو ما يعني أنها كانت تُعذَّب بالضرب. ولفتت إلى أن والدتها توفيت بالأسلوب نفسه؛ إذ تم حبسها حتى ماتت.



وتستوقف الشرطة محتجزيها (والدها واثنين من إخوانها منه)، وما زالت تبحث عن ثلاثة آخرين مطلوبين في القضية.



وخُصّص فريق طبي متكامل ليشرف على وضع السيدة الصحي، مكون من استشاريين وأخصائيات نفسيات، واجتماعيات، ونوّمت بغرفة خاصة داخل مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف، ضمن جهود مدير المستشفى الدكتور خالد الثمالي الذي تابع الحالة منذ وصولها للمستشفى.



وسيتم إعداد برنامج تأهيلي متكامل للسيدة حتى تجتاز وضعها النفسي، وكذلك تكثيف البرامج العلاجية لها.



وقال الناطق الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان لـ"سبق": "وصلت المرأة إلى قسم الطوارئ بمستشفى الملك عبد العزيز في تمام الساعة الثالثة فجر اليوم عن طريق أحد أقسام الشرطة بالمحافظة".



وأضاف: "تم عمل الفحوصات الطبية اللازمة لها، وتبين أنها لا تعاني من أي مشاكل طبية، وتم تنويمها، وسوف يتم عرضها على استشاري نفسي لمعرفة الحالة النفسية، كما سيتم عمل أشعة وفحوصات أخرى للتأكد من سلامتها وأنها لا تعاني من شيء".



وكان ممثل الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالطائف عادل بن تركي الثبيتي قد زار اليوم برفقة الفريق الطبي السيدة داخل المستشفى، ووقف على حالتها مطلعاً على الإجراءات التي تمت حيالها.



واستمع "الثبيتي" لأقوال السيدة ومعاناتها من خلال السجن المنزلي الذي قضت فيه أسوأ أيام حياتها، مؤكدة له أن الدافع وراء سجنها هو الاستيلاء على ممتلكاتها.



وثمن "الثبيتي" في تصريح إلى "سبق" باسم الجمعية الدور الذي قام به المستشفى ممثلاً في مديره الدكتور "الثمالي"؛ لمتابعة الحالة والجهود المبذولة تجاه السيدة.



وقال: "تواصلنا مع رئيس لجنة الحماية بالطائف، وتم إطلاعه على كامل تفاصيل الحالة". وأكد أن فريقاً من لجنة الحماية سوف يقوم بزيارة السيدة والوقوف على حالتها وبحث الطرق المناسبة لحمايتها.



وكانت قضية السيدة الخمسينية التي انفردت "سبق" بنشر تفاصيلها قد لاقت اهتماماً بالغاً من قِبل المتابعين الذين اعتبروها جريمة غريبة، وقالوا إنهم ينتظرون أن يصدر العقاب الرادع لمن سولت له نفسه احتجازها وتعذيبها طوال السنوات الثلاث الماضية.



وأشادوا بالدور الذي تقوم به الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في متابعتها للقضايا، وكذا الجهات الأمنية.



وكانت الجهات الأمنية بمحافظة الطائف، بالتعاون مع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، قد حررت المرأة (50 عاماً) من غرفة أشبه بالسجن، حُجزت فيها قرابة ثلاث سنوات، على خلفية مشاكل عائلية مع والدها وإخوانها على بعض ممتلكاتها.



وعلمت "سبق" أن وكيل محافظة الطائف أحمد السميري هو من وجّه شرطة المحافظة في خطاب عاجل، حصلت "سبق" على صورة منه، بسرعة الوقوف على حالة احتجاز لسيدة داخل منزل منذ ثلاث سنوات، ليوصلوا لها ما تريد، ويخاطبوا محتجزيها، وهم والدها الثمانيني وإخوانها من والدها، فيما أبلغ شرطة المحافظة بضرورة الوقوف على الحالة، والتقصي عاجلاً، والإفادة.



وكشفت إحدى بنات السيدة خلال زيارتها أمس قادمة من الرياض أمر احتجازها، وتقدمت ببلاغ لدى وكيل محافظة الطائف.



وبدوره وجّه "السميري" الشرطة بسرعة التأكد من البلاغ الوارد، في حين حضرت الجهات الأمنية، ممثلة في مركز شرطة السلامة بالمحافظة من خلال فرق بحثها عند المنزل بأحد الأحياء من أجل تحرير السيدة، وتم لها ذلك، ونجحت إنسانياً في إخراج السيدة من السجن المنزلي، والتحفظ على المحتجزين لدى الشرطة، في حين نُقلت السيدة لمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي.



أكثر... (http://sabq.org/Q5Bfde)