المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "شرني": فاروق سويسرا الذي دلَّته أوجاع قلبه على الإسلام


eshrag
07-12-2014, 07:31 PM
http://cdn.sabq.org/files/news-thumb-image/312912.jpg?562354 (http://sabq.org/ESfgde) عمر السبيعي- محمد حضاض - سبق- سويسرا: عندما شعر الشاب السويسري نعيم شرني بضربات قلبه تخفق بشكل مضطرب؛ بدأ "الخوف يدب في نفسه" والهلع لا يغادر مخيلته, وانطلق يفكر في الموت, ومصيره بعد مغادرة الحياة, كان حينها لم يبلغ عتبة الخامسة عشر من عمره, ورغم ذلك منحه الله عقلاً ليدرك أنه يسير في طريق مظلم, ذلك العقل الرشيد لم يطل به الأمد قبل أن يعلن إسلامه متأثّراً بالأوجاع القلبية, وبعضاً من الكلمات المؤثرة التي سمعها من صديقه المسلم عن دينه.
من حسن حظ "نعيم شرني" ذي الأصول التونسية؛ أن تلك الآلام تصادفت آنذاك مع لقائه بعض المسلمين في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة عام 2007م؛ حيث كان في زيارة خاطفة, وذهل خلالها من طريقة أدائهم للصلاة وكيف يُمارسون شعائرهم الإسلامية وقلوبهم تنبض بروحانية عجيبة, وبدأت خلالها الأسئلة الفضولية, ليجد نفسه يطرح الأسئلة عليهم حول الإسلام وحياتهم بعده, وبعد فترة ليست بالقصيرة أعلن إسلامه وأزاح عن كاهله المتعب وعقله المشوش حملاً ضخماً كاد أن يفتك به.

ألم القلب
يقول "شرني" لـ سبق: "منذ طفولتي شعرت بآلام حادة في قلبي, ووسط محاولاتي البحث عن علاج نافع شكوت ذلك لأحد أصدقائي الذي بادرني بأن أريح قلبي وأبتعد عن ديني المسيحي والعودة لدين أجدادي، وقال لي: "كيف لا تعرف للإسلام طريقاً وأنت تونسي الأصل؟" حينها شعرت وكأنني أعيش في دوامة مؤلمة استمرت آلامها حتى ذهبت لـ"لوس أنجلوس الأمريكية", والتقيت المسلمين أكثر وكان جُلُّ ما يُراود مُخيلتي: "كيف لي أصول عربية مُسلمة ولا أعرف عن الإسلام إلا اسمه, مثلما هو حال والدي التونسي, الذي لا يعرف الإسلام إلا بالاسم فقط؟".

تقليد المسلمين
"شرني" عزم على أن يُقلّد مُسلمي "لوس أنجلوس" من خلال أداء شعيرة الصلاة, غير أن حياته كانت عادية ولم يشعر بأي تغيّر أو روحانية مثل المسلمين, حتى جاء الفرج الإلهي له أخيراً بلقاء شُبان مُسلمين استطاعوا أن يُساهموا في مساعدته على الإجابة عما يُشكل عليه من تساؤلات في الديانة الإسلامية, وأن ما يُنشر في الإعلام الغربي من وصفه بالعدوانية لا يمتّ للحقيقة بصلة.
قرّر "شرني" أخيراً أن يكون مع صفوة المسلمين فعلياً, وشعر بتغيّر جذري في حياته وهو ابن 22 عاماً, غير أن عودته لسويسرا عُقر داره صاحبَها يأسٌ كبير تسلّل لأعماقه, بعدما كان حديث نفسه: "أنا شاب صغير وطاقاتي لا تُمكّنني لأحرّك حياتي الجديدة وحيداً.. وكيف لي أن أعيش كمسلم وسط بيئة وأصدقاء لا يعرفون له طريقاً, وماذا ستكون ردة فعلهم عندما يعرفون بأنني تحوّلت لشاب مُسلم؟".

ضغوطات ومظاهرات
ما لبث طويلاً هذا الشاب السويسري حتى جاءه فرج الله, عندما التقى شباباً مُسلمين أعلنوا اتحادهم معه وحياتهم بقربه, وكان ذلك في نظره حلماً, وتأكّد أخيراً من واقعيته, ليتفق معهم على أن يُطالبوا بحقوقهم ويُسمح لهم بأن يُمارسوا شعائرهم وحُرياتهم من خلال رفعهم لافتات وشعارات وكُتيّبات بالألمانية في شوارع بيرن السويسرية تطالب بالسماح لهم بعرض ما لديهم من برامج وأنشطة إسلامية دون مضايقات.
وبعد جهد جهيد تحقّق حلمه ورفاقه بإنشاء مجلس للشورى الإسلامي في سويسرا, وهرع الشاب سريعاً مُنذ بداية تأسيسه, وملامح السعادة والبهجة تعلوه, مُعلناً وقوفه بجانبهم ورغبته الشديدة في تقديم ما لديه من هِمة وطاقة في داخله لخدمة الإسلام, وسخّر طاقاته وخبراته الفنية في مجال التصاميم الفوتوغرافية, وتولى مسؤوليةً قسم الإنتاج الثقافي في مجلس الشورى بسويسرا.

فاروق سويسرا
أصبح المجلس الإسلامي يمثل جل اهتماماته اليومية, فمنذ أن يصحو صباحاً وحتى غروب الشمس وهو يمارس أعماله بكل تفانٍ وإخلاص, ويحكي عنه صديقه "قاسم" قائلاً: "شرني من الزملاء المخلصين المثابرين في المركز, وقد لقَّبْناه بالفاروق, نظير ما شاهدناه من تحوّل جذري في حياته, وصار العمل الإسلامي مصدراً لسعادته واستمرار سعيه بطريقة وأخرى على بذل ما بوسعه من أجل أن يُقدّم الخدمات والأعمال التي يحتاجها المسلمون في البُلدان الغربية".

موقف محرج
واعترف "شرني" بأن حياته بعد الإسلام عانى فيها بعضاً من الصعوبات والمضايقات, ولا يزال يتذكر إصرار أحد أساتذة المعهد الذي يدرس به على مصافحة مُعلمته كل صباح, في محاولة منه لمضايقته باعتباره مسلماً يرفض مصافحة المرأة الأجنبية, كما اعترض أكثر أصدقائه على قرار إسلامه, ليُفضّل الابتعاد عنهم بعدما وجد في قربهم ضرراً عليه, وتحطيماً لآماله وهمته الدعوية نحو الإسلام, بعدما اشتهر بينهم بلقب الرجل المسلم, وعاد بعضهم بعد ذلك طالبين منه الصفح عن زَلَّاتهم والاستمرار في صداقتهم السابقة، ولتكن هذه المرة مقصورة على تبادل الأفكار الدنيوية بعيداً عن التدخل في الخصوصيات الشخصية, فوافق في محاولة منه لإيصال فكرة الإسلام الدين المتسامح ولا يقبل بالتفرّق والخلافات, ويسعى بين الحين والآخر لإقناعهم بدخول الإسلام, متألماً من بعض أصدقائه من ذوي الأصول العربية المسلمة, وهم لا يطبقون أي شعيرة, بل مسلمون بالاسم فقط, ويسعى شرني لإقناعهم باعتناق الإسلام لعلهم يتذوقون تلك الحلاوة التي يستمتع بمذاقها منذ نطق الشهادتين.


أكثر... (http://sabq.org/ESfgde)