مسجون حقوق بمكة يتبرّع بـ "كلية" في صفقة للإفراج عنه
 

http://sabq.org/files/news-thumb-ima...jpg?1345287360 فواز العبدلي- سبق- مكة المكرمة: لم يُخف رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنه وأسرهم يحيى بن عطية الكناني استياءه حيال ما أُشيع عن قيام مواطن ثلاثيني بإتمام صفقة وهو بداخل السجن العام، ببيع إحدى كليتيه لمواطن تُعاني إحدى بناته فشلاً كلوياً، مُقابل التزام الأخير وتعهده بدفع ما على الشاب من حقوق مالية جرى إيقافه بالسجن إلى حين سدادها، وأضاف: "يؤسفني ما بلغه حال بعض شبابنا من الدخول في مُعتركات خطرة بُغية تحقيق غنى فاحش في أسرع وقت ممكن، وهو ما يتجرعون بسببه نتائجه الوخيمة الدخول في مُطالبات حقوقية".

وكشف الكناني لـ "سبق" عجز اللجنة في الوقت الراهن، عن الوقوف مع السجناء الذين يقضون محكومياتهم؛ بسبب مُطالبات حقوقية تتجاوز العشرة آلاف ريال، عازياً ذلك إلى محدودية تبرعات المُحسنين وتفضيل أغلبيتهم بالدفع عن المُستدانين بأقل من عشرة آلاف. وقال الكناني إنه مع هذا الشُح، ارتأت اللجنة "الانكباب على رعاية أُسر السجناء كونهم الأشد حاجة إلى العون والمساعدة في ظل غياب عائلهم".

وباءت كافة محاولات "سبق" للتوصل لأحد مسؤولي السجن العام بمكة المكرمة وأخذ تعليقه على حالة الشاب المُتبرع بكليته، إلا أن الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان، شدّد على عدم مسؤولية الشرطة بما أقدم عليه الشاب ببيعه لإحدى كليتيه وهو بداخل السجن العام، وأضاف أن ذلك يتبع لإدارة السجن بحكم أنه أحد نزلاء السجن، مشيراً إلى أن مهام الشرطة تقتصر على ضبط الحالات وإحالتها للجهات المختصة، ومن ثم عرضها على الوجه الشرعي للبت بها وإصدار الأحكام الشرعية بحق أصحابها.

وكان شاب في العقد الثالث أقدم على بيع إحدى كليتيه لفتاة مُصابة بالفشل الكلوي، تكفل والدها بسداده المطُالبات الحقوقية على الشاب، البالغة 344 ألف ريال، حيثُ سيخضع الشاب في غضون الأيام القليلة المقبلة لإجراء العملية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، وهو ما قابله والد الفتاة بحراك مُكثف في سبيل سُرعة سداد الدين عن الشاب، واثبات ذلك رسمياً في ملف القضية؛ ليتمكن من إخراج الشاب من السجن قُبيل الموعد المُقرر للعملية الجراحية.

"سبق" استطاعت عبر مصادرها الخاصة، من الوصول للشاب والتحدث معه هاتفياً وهو بداخل العنبر الرابع بالسجن العام، حيث أكد انتهاءه من إجراءات تبرُّعه بكليته لابنة المواطن، الذي بدأ في التفاوض مع أصحاب المُستحقات المالية بحقه للانتهاء منها حتى يتمكن من مُغادرة السجن والتواجد بمستشفى الملك فيصل التخصصي في موعد إجراء عملية التبرع. ولفت الشاب "ع. م" إلى أن قضيته الحقوقية جاءت بسبب مشروع عرضه عليه أحد أصدقائه، غير أن المشروع مُني بالفشل لتنهال عليه المُطالبات المالية وجاء صديقه أول المُطالبين لاعتماده على قرارات مالية كان قد قام بالتوقيع عليها؛ ليستفيد بها صديقه الشريك معه بالمشروع لصالح مركزهم التجاري، وقال: "عجزت عن إثبات بطلان القرارات المالية؛ ليتضخم المبلغ المطلوب مني سداده فأعجزني ليتم إيداعي بالسجن منذُ شهر". وقال الشاب: "بت أحسب الثواني والدقائق لأودِّع هذا المكان (السجن) إلى غير رجعة؛ فوالدتي مريضة وزوجتي وطفلي ذو العامين، في أمسّ الحاجة لوجودي بينهم".



أكثر...