http://eshrag.org/upload/viewimages/95c0d29707.jpg

شرفني الله بالعمل في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية، وذلك فيما يقرب من ثلاث سنين، وقد عشت حينها لذة نصح الناس والسعي لإرشادهم، بتذكير الغافل منهم بالله، ولكن وبعد وقت قصير قطعته في مشوار العمل، تفاجأت ذات يوم أن وُجّهت لي انتقادات تختص بمسار العمل، حيث جلست مع أحد المسؤولين المباشرين، فقال: (أنت لا تعمل)! وقد شدّتني هذه الكلمة لما بعدها، فقلت مستنكراً حديثه (لماذا؟): فأجاب: لأنك لا تأتي بتعهدات ميدانية! فما كانت إجابتي له:

أيها الشيخ الكريم أكتفي بالنصيحة والتخويف بالله لأصحاب المنكرات في حينها، فتمتم قائلاً: هذا توجّه لمقياس العمل؛ فمن كانت تعهداته أكثر كان من أفضل العاملين؛ لأنه كما يقال (أسد الميدان)!!.

أحقاً ما أسمعه!.

أنا لا أنكر فضلهم وجهدهم إذ كنت معهم، وقد احتسبتُ في قضايا لحماية المجتمع لساعات خارج الدوام الرسمي، لكن الجو العملي في هيئة الأمر بالمعروف، لا يساعد على أن تبذل وتعطي بعض الذي عندك من إبداع ومزيد تضحية.

مرت أيام تلو الأيام وأنا غير منسجم مع مبادئ غريبة في وظيفتي؛ لأنها تخالف توجهاتي الدعوية، إذ كنت آخذ الدورية وأذهب بعدها إلى السوق لنناصح الشباب وبعض العمالة، بيد أن النصح والإرشاد بعد ما يقارب الثلاث سنوات ليس من أهداف بعض رؤساء الهيئة؛ لأن بعضهم يؤمن بالكّم لا بالنصح إذن ما الحل؟.

الحل هو أن يشكر الرؤساء والأعضاء ويغرس فيهم معنى الدعوة والمودة والرحمة، والنظر في الناس بعين الشفقة والرأفة، أعلم أن من يقرأ كلامي من أحبابي السابقين في هذا الجهاز المبارك سيقولون هذا كلام نظري؛ لأننا تحاورنا كثيرا عن هذا الموضوع بلا جدوى!.

أيها القارئ .. إن جهازاً عريقاً كهذا الجهاز أصبح في هذا الوقت بحاجة إلى تطوير أكبر؛ إذ إن العمل الذي يباشره الأعضاء ليس بالسهل؛ فهناك جرائم الابتزاز وجرائم السحر، وغيرها من الجرائم التي لا ينكر فضل هيئة الأمر فيها إلا مكابر؛ هي تحتاج إلى جهد كبير من أجل تطوير يليق به كجهاز شرعي حكومي، هذا ما أحببت ذكره في مقالتي، ذكرت الداء ووصفت الدواء فهل من مجيب؟.

ياسر البناوي