منتديات اشراق العالم

منتديات اشراق العالم (https://vb.eshraag.com/index.php)
-   اشراق الإسلام - اسلاميات (https://vb.eshraag.com/forumdisplay.php?f=400)
-   -   موقع عودة ودعوة - مقالات ومقتطفات من موقع الداعية مهدي القاضي (https://vb.eshraag.com/showthread.php?t=593392)

مراسل المنتدى 02-21-2017 05:36 PM

موقع عودة ودعوة - مقالات ومقتطفات من موقع الداعية مهدي القاضي
 
موقع عودة ودعوة - مقالات ومقتطفات من موقع الداعية مهدي القاضي

رابط الموقع اضغط هنا




http://eshrag.org/upload/viewimages/e184db2654.png
مأساتنا والحل عودة ودعوة


كنزك مدفون في داخلك
http://eshrag.org/upload/viewimages/47b28e7110.jpg

جميعنا مسئولون عن مجتمعاتنا وأمتنا.. جميعنا لدينا فرص لإصلاح المجتمعات من خلال إصلاح أنفسنا.. التفتوا إلى تصرفاتكم وسلوككم، ولا تجعلوا الرغبة في التغيير الإيجابي مجردة من الإحساس الفعلي والتصرف الواقعي، أو تجعلوها رغبة عاجزة شلاء تحتاج دوما إلى من تستند عليه.. وإذا كنا نحب الخير، فلنكن بقدر هذا الحب، ولنُفَعل الإنسان الذي بداخلنا، ولنكن أكثر إخلاصاً لأنفسنا ولبعضنا البعض، كي نحقق هدفنا في هذا الوجود. وفي كل أحوالنا لابد من أن نسأل الله دوما «التيسير»، فهو سبحانه نعم المعين والقادر عليه.
لقد خص الله الإنسان دون المخلوقات كلها بالتحكم في الإرادة، والقدرة على توجيهها، ولذا فهي من أسرار تكريم الله للإنسان، فالإرادة كنز الأفراد الناجحين والأمم المتقدمة.
وللأسف فكثير من الناس صاروا سجناء إرادتهم الضعيفة، التي تمنعهم من أن يكون لهم أثرا في حياتهم، ويصف الله حال هؤلاء ممن تدنت وسفلت همتهم بقوله سبحانه: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف:175-176]
أي ولو أردنا أن نشرفه ونرفع قدره بما آتيناه من الآيات لفعلنا، ولكنه أخلد إلى الأرض، أي: ترامى إلى شهوات الدنيا، ورغب فيها، واتبع ما هو ناشئ عن الهوى. وجاء الاستدراك هنا تنبيهاً على السبب الذي لأجله لم يرفع ولم يشرف، كما فعل بغيره ممن أوتي الهدى فآثره وأتبعه. وأخلد معناه: رمى بنفسه إلى الأرض، أي: إلى ما فيها من الملاذ والشهوات، ويحتمل أن يريد بقوله أخلد إلى الأرض، أي: مال إلى السفاهة والرذالة، كما يقال: فلان في الحضيض، عبارة عن انحطاط قدره [تفسير البحر المحيط 4/345]
نحن على يقين راسخ أن كل إنسان على هذه الأرض لديه أصل الإرادة، وهي كنز مدفون بداخله، ولكن الفرق بين شخص وآخر هو: القدرة على أخراج هذا الكنز واستثماره، أو فناؤه واندثاره.. وهذا هو السؤال الموجه لكل ضعيف الإرادة: من طعن إرادتك التي بداخلك؟؟
يقول د.هلميستر: «إن ما تصنعه في نفسك سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا ستجنيه في النهاية».. إنك بنفسك قد تضيف السلبية وضعف الإرادة إليك، فقد ترى بعض الناس يقومون بإرسال إشارات سلبية لعقلهم الباطن؛ «أنا لا أستطيع»، «أنا لا أحب»، «أنا خجول».. ولذلك تصبح هذه الإشارات بعد ذلك اعتقادًا جازمًا داخلهم، وهذا يؤثر على تصرفاتهم بعد ذلك.
في أحد الجامعات في كولومبيا، حضر أحد الطلاب محاضرة مادة الرياضيات، وجلس في أخر القاعة، ونام بهدوء، وفي نهاية المحاضرة أستيقظ على أصوات الطلاب، ونظر إلى السبورة، فوجد أن الدكتور كتب عليها مسألتين، فنقلهما بسرعة، وخرج من القاعة، وعندما رجع إلى البيت، بدء يفكر في حل هاتين المسألتين.
كانت المسألتان صعبتين، فذهب إلى مكتبة الجامعة، وأخذ يطالع المراجع اللازمة، وبعد أربعة أيام أستطاع أن يحل المسألة الأولى، وهو ناقم على الدكتور الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب !!
وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة، أستغرب أن الدكتور لم يطلب منهم الواجب، فذهب إليه، وقال له: يا دكتور، لقد استغرقت في حل المسألة الأولى أربعة أيام، وحللتها في أربعة أوراق.. تعجب الدكتور، وقال للطالب: ولكني لم أعطيكم أي واجب !!والمسألتان التي كتبتهما على السبورة هي أمثلة للمسائل التي عجز العلم عن حلها !!
إن هذه القناعة السلبية جعلت الكثير من العلماء لا يفكرون حتى في محاولة حل هذه المسألة، ولو كان هذا الطالب مستيقظا وسمع شرح الدكتور، لما فكر في حل المسألة، ولكن رب نومه نافعة.. ومازالت هذه المسألة بورقاتها الأربعة معروضة في تك الجامعة.
في حياتنا توجد كثير من القناعات السلبية، التي نجعلها شماعة للفشل.. فكثيراً ما نسمع كلمة: « مستحيل، صعب، لا أستطيع.. » وهذه ليس إلا قناعات سالبة ليس لها من الحقيقة شيء.. والإنسان الجاد يستطيع التخلص منها بسهولة، فلماذا لا نكسر تلك القناعات السالبة بإرادة من حديد، نشق من خلالها طريقنا إلى القمة؟
قبل خمسين عاما، كان هناك اعتقاد بين رياضي الجري، أن الإنسان لا يستطيع أن يقطع ميل في أقل من أربعة دقائق، وأن أي شخص يحاول كسر الرقم سوف ينفجر قلبه !!
ولكن أحد الرياضيين سأل: هل هناك شخص حاول وأنفجر قلبه؟ فجاءته الإجابة بالنفي !!
فبدأ بالتمرن، حتى أستطاع أن يكسر الرقم، ويقطع مسافة ميل في أقل من أربعة دقائق.. في البداية ظن العالم أنه مجنون، أو أن ساعته غير صحيحة، لكن بعد أن رأوه صدقوا الأمر، واستطاع في نفس العام أكثر من مائة رياضي أن يكسر ذلك الرقم!!
بالطبع القناعة السلبية هي التي منعتهم أن يحاولوا من قبل، فلما زالت القناعة استطاعوا أن يبدعوا..
وهناك نموذج آخر لقتل الإرادة في النفس يفعله الكثير، فتجده يقول: «أنا أرغب في التغيير، ولكن لا أستطيع»، وللأسف فإن الكلمة «لكن» تمحو جميع الإشارات الإيجابية التي سبقتها، فلا يبقى من كلامنا إلا هذه الكلمة السلبية التي تلي كلمة «لكن»، وهنا يصبح محصلة خطابك لنفسك هو: «أنا لا أستطيع».
إن أولى خطواتك من أجل إيقاظ الإرادة بداخلك، أن تكون فطنا.. يجب أن تعرف من أين أتى هذا السهم الذي قتل إرادتك؟ من جعل في داخلك هذه السلبية؟ من غير فطرتك التي فطرك الله عليها؟! وعندما تجد كل هذه الإجابات تكون قد وضعت قدمك على أول الطريق، وبعد ذلك من السهل أن تخطو الخطوات الأولى لبناء إرادتك، ولكن تذكر.. يقول أرست هولمز: «أفكاري تتحكم في خبراتي، وفي استطاعتي توجيه أفكاري».
لذا إذا أردت أن تؤثر فلابدّ أن تفكّر بعقل ومنطق، وتتخذ الأدوات والوسائل التي توصلك إلى التأثير الذي تريد، أما أن تجلس مكتوف اليدين، وتفعل كما كنت تفعل من قبل، وتمتنع عن القيام بأي شيء جديد ومؤثّر، ولا تجتهد في تغيير واقعك، فأنى لك أن تحصد الثمر الذي تحب ولم تزرع منه شيئاً، ذلك: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد:11].
وفي هذا يقول (أينشتاين): «من السذاجة أن تعمل نفس الشيء بنفس الطريقة ثم تريد نتائج مختلفة».
قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69]، يقول صاحب الظلال: (الذين جاهدوا في الله ليصلوا إليه، ويتصلوا به.. الذين احتملوا في الطريق إليه ما احتملوا، فلم ينكصوا ولم ييأسوا.. الذين صبروا على فتنة النفس، وعلى فتنة الناس.. الذين حملوا أعباءهم، وساروا في ذلك الطريق الطويل الشاق الغريب.. أولئك لن يتركهم الله وحدهم، ولن يضيع إيمانهم ولن ينسى جهادهم.. إنه سينظر إليهم من عليائه فيرضاهم، وسينظر إلى جهادهم إليه فيهديهم.. وسينظر إلى محاولتهم الوصول فيأخذ بأيديهم، وسينظر إلى صبرهم وإحسانهم فيجازيهم خير الجزاء)
ولو تأملنا حقيقة حال المؤثرين لوجدناهم أشخاصاً تغلبوا على جوانب النقص في حياتهم بينما استسلم لها الآخرون، وهل لذة الحياة إلا في إعمال العقل وبذل الجهد حتّى يتحقق للإنسان مراده.
يُحكى أن أنثى غراب جلست على ظهر خروف، فراح يتنقل بها فترة طويلة جيئة وذهاباً على غير إرادة منه، وأخيراً قال لها: لو أنك عاملتي كلباً بهذه الطريقة للقيتِ ما تستحقين من أنيابه الحادة. فردّت أنثى الغراب على ذلك بقولها: إنني أحتقر الضعيف، وأستسلم للقوي، وأعرف من أستطيع أن أتنمَّر عليه، ومن يتعيَّن عليَّ أن أتملقه، وبذلك آمل من أطيل عمري وأستمتع بحياة طيبة.

مراسل المنتدى 02-21-2017 05:38 PM

رد: موقع عودة ودعوة - مقالات ومقتطفات من موقع الداعية مهدي القاضي
 
دع الضحك وابدأ الحياة
http://eshrag.org/upload/viewimages/8555b640c4.jpg

ربما تكتفي بقراءة العنوان لتلخص فيه مرادي وتتخذ قرارك بمواصلة الضحك ..اضحك ساخرا مني ، اضحك معاندا لي ، مصدقا لمن أقنعوك أن من يحاولون إيقاف ضحكك هم أعداء السعادة والمرح ، أعداء الفرح والضحك !!
اضحك من أعماق قلبك كما تشاء يا بني ، لكن أرجوك امنحني فرصة أهمس في أذنك بكلماتي هذي ، اسمعها للنهاية ثم اضحك يا بني بعدها إن شئت أن تضحك ، أو باﻷصح إن استطعت أن تضحك.

بداية دعني أعرفك بما أعنيه بمصطلح الضحك ..أنا لا أعني ذاك الصوت الخارج من حنجرتك الذي يحيل لون وجهك للأحمر وينفض جسدك كما لو صعقته الكهرباء ويجري دمع عينيك ..لكني أعني بضحكك فلسفة حياتك ، التي جعلت من الضحك فيها رسالة وهدفا ودافعا ووسيلة ، تنفق المال لتضحك ، تهجر اﻷهل لتضحك ، تترك العلم لتضحك ، تبحث عن البيئة التي تطلق فيها ضحكاتك ، وتنتعش أكثر وأكثر مع الظروف التي تعلو فيها هذه الضحكات .
إنني أتحدث عن مستنقع السخف الذي غاصت فيه أقدامك ، وتاهت فيه أحلامك وسقطت فيه مقومات قوتك وأعمدة مستقبلك ..
أرجوك يا بني .. حرر نفسك قليلا من هذا المستنقع أبطل مفعول الضحك لتفهم قولي .. فلم يعد وضعك يحتمل الصمت ..

انظر كيف يتوجه لك العالم كله بخططه وتقنياته وبرامجه ووسائله وأمواله لتظل ضاحكا غافلا لاهيا ..ثم يتجاهلك جريحا طريدا شريدا مقهورا ضائعا !!
يا بني ..ألم تدرك بعد أن العالم ينقل صور اﻷطفال والنساء والشيوخ في معرض زيفه وكذبه ، وهم يسقطون ضحية مكره ونتيجه تآمره .. وأنت ..أنت ..أيها الشاب لا يلتفتون لك حتى في سياق مشاعرهم الكاذبة .. مع أنك أكثر من يصطلي بويلات الحروب ويتألم من ضياع اﻷوطان ..أكثر من يدرك معنى القهر ..تموت من سم القهر والهوان أكثر مما يموت البقية جوعا وقتلا وخوفا ..
إن ألمك أنت يفوق ألم اﻷطفال الذين فقدوا أطرافهم ..ألمهم لحظي لكن ألمك أعمق .. إن قهرك أنت يفوق قهر الفتيات اللاتي انتهكت أعراضهن ..قهرهن ضعف وقهرك هوان وذلة .. إن خوفك أنت يفوق خوف الشيوخ الذين ضاعت أوطانهم وهدمت بيوتهم ..أتعلم لماذا ؟ إنهم يوشكون على فراقها فقد شارفت أعمارهم على الانتهاء وما انقضى من ماضيهم أكثر بكثير من مستقبل قليل ينتظرهم لا يستحق عناء التفكير به فضلا عن بنائه.. أما أنت .. فتفقد مستقبلك وموطنك وبيتك الذي يحتضن أحلامك ويؤوي كرامتك ..
أيها الشاب .. باختصار ..أنت صفر بالمئة في ميزان اﻹنسانية ..صفر في إحراز التعاطف العالمي لن تحظى حتى ببيت شعر ولا أغنية تبكي حالك رغم أنك اﻷكثر ألما .

في المقابل .. أنت اﻷعلى أملا .. واﻷكثر مسؤولية ..عليك تقع مسؤولية المقاومة والدفاع والإسعاف .. لا يرحمك العالم عندما تصاب ، عندما تجوع ، عندما تخاف .. ولا يرحمونك بل ولا ترحم نفسك عندما لا تتجاهل جراحك لتضمد جرح شيخ ، ولا تكف اللقمة عن فيك وأنت جائع لتطعم بها طفلا ، ولا تتمرد على خوفك لتنتزع امرأة من رهبة المخاوف .
يقدمك أهلك لمواجهة المحن ولا يمكن أن يستعيضوا عنك بغيرك من النساء واﻷطفال والشيوخ ، ويحرص كل الحرص أعداؤك على تحييدك ومنعك من تقدم الصفوف .. نعم أعداؤك .. أولئك الذين رعوك منذ نعومة أظفارك لتنشأ ضاحكا وتظل ضاحكا وتموت ضاحكا ، وصرفوا لذلك أموالهم وجهودهم المنظمة .
باختصار يا بني ..أنت تحتل اهتمام أعدائك بنسبة 100 بالمئة ، تحتل آمال أهلك بنسبة 100 مائة .

بالله عليك .. مالذي يضحك يا بني في عالم هذا حاله .. وأنت في موقع هذا وصفه وعلى عاتقك هم هذا حجمه !!
ربما ﻷنك لا زلت آمنا في بلدك ، ربما لم تر بعد أخواتك يُغتصبن ويُؤذين ، ربما لم تشهد موت أخيك الصغير جوعا ، لم تشهد بكاء أبيك قهرا ..
لقد غطى صوت ضحكاتكم على وقع أقدام أعدائنا حتى وصلوا لقعر بيوتنا.. افهم يا بني .. فما أسهل إفهامك في عصر يسوق لك الشواهد .
وإن اخترت أن تستمر في ضحكك ، فدعني أقطع ضحكاتك بحقيقة لن تختلف معي عليها .. فلا زالت سنّة الموت تتحقق فيكم ..تخطف أمانيكم ..تباغت أمنكم ..خبرني عن بلد .. عن زمن .. عن ظروف ؛ تغلب فيها الشباب على سنّة الموت !!
ألم يخطفكم بالسيارات ..باﻹيدز ..بالسرطان.. ألم يصرعكم قتلا وفتنة وتهورا !!

دعك ممن يريدونك أن تحيا ضاحكا وأنت تتوقع ما يبكيك في أي لحظة ولا تملك معرفته ولا تجنبه ولا تقوى على مواجهته .. مجهول لك موعده ووسيلته ..
بل دعك منا يا بني ..فنحن للأسف نشارك أعداءك في الجناية عليك ..دعك منا آباء وأمهات لم يوقظوك للصلاة .. لم يمنعوك من المحرمات .. لم يهيئوك للثبات .
دعك منا مجتمعا لا يلتفت إليك إلا وأنت ضاحك ، ويتجاهلك مبدعا تقيا صالحا ، ينطرح بين يديك جمهورا ليذكي سخفك ويؤجج ضحكك ويروج له ويشجعك على مواصلة الضحك .. وينفضّ عنك كلما استجمعت عقلك وقلصت ضحكك…
دعك منا وزارة تعليم تتخبط ـ على افتراض حسن النية فيها ـ لتنمي سخافتك ، وتحمي عقلك وقلبك مما ينغص عليك ضحكك ، وتمنحك من الهشاشة والفراغ ما تستثمر فيه مواهبك في الضحك .
دعك منا وزارة شؤون إسلامية غاصت في بيروقراطيتها ، وغرقت في هواجسها حتى قللت من فرص جذبك للخير وانتشالك من السخف .
دعك منا ..فأنت تضحك ونحن نفكر فيك كيف نزيدك ضحكا ..حتى قادنا تفكيرنا لنرفهك بالسينما والحفلات الغنائية ..وترقّب المزيد منا يا بني ..فضحكك غايتنا ..
دعك منا ..فقد بلغت الهشاشة عمق المؤسسات الدعوية وصار من أهدافها إضحاكك بقالب شرعي حتى لا يقال عنها أنها قصرت في إضحاكك .
دعك منا فقد كست قشور الدعوة لب السخف بمسمى اﻷنشطة الدعوية والبرامج اﻹعلامية المحسوبة عليها .
دعك منا بني .. فنحن نحسن التسلط على من يؤثر فيك ويوشك أن يوقظك ..نشغله بالنقد ..بالتجريم .. نغلق عليه اﻷبواب ولا نتيح له الفرص .. ننافسه عليك .. وننتصرعليه بإضحاكك .
ثم في أحسن أحوالنا يا بني ..نعظ بموتك اﻵخرين وكم قصرنا في وعظك وأنت حي.

يا بني .. إننا مؤاخذون على تقصيرنا فيك ..لكن مؤاخذة الله لنا لن ترفع عنك المؤاخذة .
لن ندفع عنك من عذاب الله شيء إن حل عليك في دنياك أو في آخرتك .. نشاركك العقوبة دون أن نخففها عنك .
ستتجرع معنا بل أكثر منا سم تسلط اﻷعداء لا سمح الله ، وستواجه ربك كما سنواجهه نحن .
يا بني ..إن لم يخبروك عن لذة اﻹيمان التي تجد فيها ما يوقظك من اللهث وراء المضحكات ..فابحث عنها في سجدة لله ، في طوافك حول الكعبة ..جرب أن تنتظر موعدا يتكرر كل ليلة وترقب نزول ربك للسماء الدنيا وناجه .. وقل يا رب اهدني إليك فقد أضلني الناس .. جرب.. فثم عالم لو ولجته .. لندمت على كل موعد فوته .

يا بني.. ابحث عن الرحمة والاهتمام والصدق في سيرة رجل اشتاق ليراك ، حرموك أن تعيش أجمل لحظات حياتك في مدرسته ، اذهب أنت يا بني وقلب سيرته ، فلن تجد من يفهمك غيره .. ويصدقك غيره .. وينقذك غيره .
اقرأ عنه وعش في رياض سيرته ، ستجده معك في كل منعطف في حياتك يهديك رشدا أن تُهت ، ويمنحك عزاء إن حزنت ، ستجده في يوم قريب آت لا محاله ينتظرك عند الصراط المستقيم .. احرص يا بني على أن تلقاه في الجنة صلى الله عليه وسلم .
يا بني .. توقف عن الضحك فصوتك داعيا لربك تاليا لكتابه متمتما بذكره أعذب لك ولمن حولك من الضحك .. توقف عن بحثك وجريك واجتهادك في طلب المضحكات فهمة العلم وحماية اﻷوطان ومكافحة الفساد وإصلاح للمجتمع أولى بك وأنت أولى بها .

أخيرا .. أريد أن أخبرك بمهمة أخرى عظيمة .. أنت لست فقط من يستطيع حماية الأوطان ودحر اﻷعداء وانقاذ نفسك في الاخرة ..بل أنت الوحيد الذي يستطيع إيقاف ضحك من حولك من الشباب ..صوتنا ليس مسموعا لهم كصوتك أنت ..
أرجوك يا بني خذ موقعك.. ودع الضحك. .وابدأ الحياة .



بقلم / منى الشهري سوط حريري


الساعة الآن 08:28 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi