عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-29-2006, 12:16 AM
dmX dmX غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 1,718
إرسال رسالة عبر AIM إلى dmX إرسال رسالة عبر MSN إلى dmX إرسال رسالة عبر Yahoo إلى dmX
الحضارة الإسلامية والعربية

ِمشكلة المصطلح:-
أختلف الباحثون حول تعريف الحضارة بصفة عامة, وزاد من الاختلاف أن ما كتب بالعربية حول هذا الموضوع كان يعكس الاضطراب الموجود في اللغات الأوربية حول طبيعة الكلمة وأصولها.
ولابد من الإشارة إلى الخلط بين التعريف اللفظي للكلمة وبين الشرح لمفهوم الحضارة.
والحضارة: في اللغة العربية هي مصدر الفعل "حضر" بمعنى أتى...
وفي المعجم الوسيط: " أن الحضارة أو الحضارة " تعني الإقامة في الحضر
و" الحاضرة "هي المدينة التي يقيم فيها رجال الحكومة.

وعلى أية حال فإن كلمة Civilization والمشتقة من Civilas أو Civilis ,والأولى بمعنى مدينه,والثانية بمعنى مدني وكلاهما يتفق والمعنى الموجود في القواميس والمعاجم اللغوية العربية التي تشير إلى الدلالة المكانية والارتباط بالمدن من حيث الإقامة والاستقرار,ويلاحظ أن معنى الكلمة قد أخذ تفسيرات مختلفة في اللغات الأجنبية فهو عند
- الفرنسيون تعنى الحضارة بكل مستوياتها.

- وعند الإنجليز يعني الحضارات العليا فقط

- وعند الألمان والأمريكان تعني الجوانب المادية أو التقنية في الحضارة.

- وارتبطت كلمة Culture في اللغات الأوربية بمعنى " الفلاحة ".

- فعند الإنجليز تطلق الكلمة على الحضارات في كل مستوياتها و أنواعها.

- وكان الألمان أول من أستعمل الكلمة Kultur بمعنى " حضارة " والكلمة في الألمانية مأخوذ من اللاتينية: وتعني إصلاح الشيْ وتهذيب وإعداده للاستعمال ومن هنا جاء لفظ

- Agri-culture: - أي إصلاح الأرض وزراعتها.

- Cultura animi: - استعملت في الأدب اللاتيني المسيحي بمعنى تهذيب الروح.

- Cultura Dli: - بمعنى التهذيب الرباني.

- Cultura bonorum atrium: - استخدمت في النهضة الأوربية بمعنى ثقافة الفنون الجميلة.

واجمع كل من نتشه,وفلهام دلتاي , وهيجل ,وجورج زيمل على أن الكلمة تعني العلاقة بين ما هو موضوعي وشخصي في التحول الثقافي.

- أما الفرنسيون فقد أطلقوا كلمة Cultur على الثقافة.

أما المفكرون الانجليز فقد اعتبروا أن الثقافة هي محاولتنا الوصول إلى الكمال الشامل عن طريق العلم بأحسن ما في الفكر الإنساني مما يؤدي إلى رقي البشرية.

وترجمت في العربية بمعنى " ثقافة " وتعني من ناحية أخرى في اللغة العربية "التهذيب, والصقل, والحذق.....
ويلاحظ أن المعنى باللغة العربية شمل الحذق,والتكيف,والتهذيب...

- وعرف البعض الثقافة بأنها: " ذلك النسيج الكلي المعقد من الأفكار والمعتقدات والعادات والتقاليد والاتجاهات والقيم وأساليب التفكير, والعمل وأنماط السلوك.

- وميز الباحثون العرب بين كلمة "حضارة " وكلمة "ثقافة" فأطلقوا كلمة ثقافة كترجمة للكلمة الأوربية Culture وكلمة "حضارة " كترجمة للكلمة الأوربية Civilization....

و يبدو أن كلمة ثقافة لم تحمل معنى دقيقاً في اللغات الأوربية فهي تشمل كل شي في حياة الشعوب ولابد من الإشارة إلى كلمة " المدنية "والكلمة نسبة إلى المدنية والمعيشة فيها.

ويقودنا هذا إلى ما كتبه العلامة " ابن خلدون" الذي تحدث عن العمران البشري واعتبر ابن خلدون الاجتماع البشري ضروري للعمران البشري , فالعمران عند ابن خلدون إصلاح قرأني صريح وقيمة إسلامية واضحة,وهو استخلاف الله في الكوكب وما يحيط بة,وإن ما فيه مختص بة مسخرٌ له.

و يقسم ابن خلدون العمران إلى بدو وحضر, واعتبر البدو الأصل في المجتمعات البشرية كلها, وهم تبعاً لذلك أقدم من الحضر, بل أعتبرهم المعين والمصدر للحضر.

و قد وصف أبن خلدون البداوة بالخشونة في العيش والتوحش في الحياة.
أما "الحضر" ومعناه " الحاضرون " فهم سكان الأمصار أي المدن, وهم أصلاً من البدو ثم ما لبثوا أن أتسع معاشهم, ونمت ثرواتهم فمالوا إلى السكون والدعة ولين العيش والحياة والرفاهية.

حول مفهوم الحضارة:

ربط العديد من الباحثين بين الحضارة وبين المستوى الفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والفني والروحي لمجتمع أو مجموعة من الافراد.
- وراى البعض أنه مقياس لمستوى الادراك وعنوان على معطيات الأمم والشعوب.
- وربط آخرون بين الحضارة وتجسيد لتطوير النشاط الفعلي عند الانسان.
- وراى البعض الاخر أن الحضارة لاتتمثل فحسب في عظام المنشأت كالاهرامات أو قصور فرساي أو العمائر التي تصعد في الجو كأنها تنطح السحاب في نيويورك.
- كما ربط بعض المؤلفون بين الحضارة والنظام الاجتماعي حيث اعتبروا الحضارة نظاماً اجتماعياً يعين على الزيادة في إنتاجه الثقافي.

كما أهتم العديد من المفكرين الأوربيين بمفهوم الحضارة :

- مونتسيكو : اعتبرها قواعد تحكم على وجه الأرض.
- فولتير : ربط بين مفهوم الحضارة وبين النهوض العلمي والصناعي والتجاري.
- أدوارد جبون : فقد ربط بين الحضارة والحكام,واعتبر الحضارة العربية الإسلامية
بفضل تعاليم الإسلام من أهم التجارب البشرية في مجال الحضارة.
- شبنجلر : اعتبر ان المبالغة في الإعجاب بالعقل واعتباره وحده أساس كل تقدم
وابتكار هو سلبي ,وان مصير الحضارة الأوربية هو التدهور والهلاك...

- ارنولد تويني : فقد خرج من دراساته بنتيجة مفادها أن الحضارات تقوم على أساس التحدي لما يواجهها ,واعتبر أن الحضارة الأوربية عاجزة الآن عن مواجهة التحديات التي تعترض سبيلها لأنها بالغت في تمجيد العقل.
هكذا نجد أن مصطلح الحضارة جمع العديد من الشروح والتفاسير,وكل شرح او تفسير عكس وجهة نظر صاحبه في الحياة,حيث ربط بعضهم بين معيار الإدراك عند الأمم وبين الحضارة,وجعلها البعض ألآخر مرادفة للعقل نفسه,أو هي ثمرة من ثمرات العقل حيث أنهم رأوا في ظواهر الحضارة الإنسانية مقياساً للعقل وإبداعاته,ورأى البعض أيضاً في العلم والمخترعات الإنسانية دلالات على حيوية الحضارة ورقيها, وفيهم من رأى الحضارة من خلال "الاقتصاد" ,حيث أن هذه الأمور من وجهة نظرهم هي التي قامت برفع الإنسان الى مكانة أسمى من بقية الكائنات الحية .

إشكالية التسمية في الحضارة الإسلامية:
اختلف الباحثون حول التسمية فقد وصفها البعض بالحضارة العربية والبعض الأخر وصفها بالحضارة الإسلامية والبعض الأخر سماها بالحضارة العربية الإسلامية والبعض الأخر سماها بالحضارة الإسلامية العربية.

 أولاً الحضارة العربية :  يرى أصحاب هذه التسمية للأسباب التالية :

1. أن المنطقة العربية تمتد من المحيط الأطلنطي غرباً إلى الخليج العربي شرقاً وهضاب الأنضول وأرمينيا شمالاً وأواسط أفريقيا والمحيط الهندي جنوباً .

2. تسكن هذه الأقاليم أمم عريقة في حضارتها تبدأ قبل الإسلام بفترات طويلة .

3. أن اللغة العربية هي اللغة التي نزل بها القران ودونت بها السنة النبوية .

4. أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أرسل هذه الحضارة إلى كل العالم فهم القادة الذين فتحو وهم الفقهاء وأهل الفكر لفترة طويلة من الزمن .

5. أن اللغة العربية هي اللغة الأساسية لهذه الحضارة مما ساهم في توحيد فكر أهلها .

6. أن شعوب أخرى مثل الفرس والترك والهنود قد ساهموا في بناء هذه الحضارة الإسلامية وبرز منهم علماء إلا أن هؤلاء استعربوا أي كانت ثقافتهم هي العربية نتيجة لرعاية حكام المسلمين العرب .

 ثانياً الحضارة الإسلامية : يرى أصحاب هذه التسمية للأسباب التالية :

1. أن كل الشعوب التي احتضنها الإسلام قد اندمجت فيما يمكن تسميته بأمة محمد صلى الله عليه وسلم .

2. أن هذه الشعوب قد اتخذت من القران الكريم منهجاً ودستوراً وسارة على سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

3. أن شعوباً كثيرة غير عربية قد ساهمت بنصيب كبير فيها وإطلاق اسم العربية عليها يثير حفيظة غير العرب .

4. أن الدين الإسلامي هو دين الأغلبية العظمى للسكان الذين يعيشون في إطار هذه الحضارة الإسلامية .

5. أن ما يربط بين الشعوب في كنف الدولة الإسلامية في قارات أسيا وأفريقيا وأوروبا إنما هو الشريعة الإسلامية .

6. أن أهل الذمة استظلوا بمظلة الإسلام وعاشوا في كنف سماحته فاطمأنوا وأمنوا على أنفسهم مما أدى إلى إبداعاتهم المختلفة وهذا هو الرد على من قال إن الحضارة الإسلامية أغفلت تماماً دور أهل الذمة في هذه الحضارة .


 ثالثاً الحضارة الإسلامية العربية : يرى أصحاب هذه التسمية للأسباب التالية :

1. تسمية هذه الحضارة بالحضارة السلامية العربية فيه نوع من التوازن بين دور الإسلام وإسهام العرب .

2. لولا رسالة الدين الإسلامي ما نزل القرآن الكريم بلغته العربية .

3. لولا نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم بالإسلام ما ظهر في صفحات التاريخ ولأكن الإسلام جعل منة نبياً وشهيداً ونذيرا .

4. لو لا رسالة الإسلام ما كان للعرب أو لغتهم أي انتشار أو نجاح ولضلتا نسياً منسيا .

5. أن الإسلام سبباً أساسياً في رفعة العرب ولغتهم التي أصبحت لغة الحضارة .

6. العروبة دون الإسلام تمثل رذائل الجاهلية والعروبة بالإسلام هي قوة حضارية أخلاقية فالأصل هو الإسلام والفرع هو العروبة .

 رابعاً الحضارة العربية الإسلامية : يرى أصحاب هذه التسمية للأسباب التالية :

1. أن العرب كانوا قائمين في جزيرتهم ثم جاء الإسلام ونزلت الرسالة على فرد منهم وهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .

2. صار العرب رسل هذا إلى العالم الخارجي محملين بثقافتهم الموروثة والسابقة على الإسلام .

3. تسمية الحضارة عند هؤلاء يتفق مع طبيعة الحضارة التي اشترك في تأسيسها شعوب تكلمت بالعربية وتثقفت

بثقافتها وكذلك أصحاب أديان سماوية أخرى كلهم جميعاً يتحركون في الإطار العام للثقافة العربية وتحت رعاية الذين حكموا هذه الدولة لفترة طويلة من الزمن .

الخصائص الرئيسية للحضارة العربية الإسلامية أولاً الحضارة العربية الإسلامية هي حضارة إيمان :

الإيمان في الحضارة العربية الإسلامية هو إيمان مطلق بالله ورسله وأنبيائه وكتبه السماوية وأن إيمان العرب بهذا الدين الجديد جعلهم يخرجوا من ظلمات الجهل بعد أن كانوا يتعبدون أنواع من الآلهة لا تنفعهم ولا تضرهم وكذالك اختفت كل العادات القبيحة وانتهاك حقوق الإنسان وحل الإيمان بالله عند العرب محل هذا التخبط وأصبح الإيمان وهو المدخل لصياغة هذه الحضارة على مستوي الفرد والجماعة وهو إيمان لا يتعارض مع العقل بل يدعمه .

 ثانياً الحضارة العربية الإسلامية هي حضارة إنسانية :

يتضح ذلك في ارتفاع قيمة الإنسان في مقابل ما كان يعيشه الناس قبل الإسلام وترعى هذه الحضارة احتياجاته المختلفة وتحترم أفكاره وتضع الأنظمة والقوانين التي تنير حياة الإنسان وتأتي الحضارة العربية الإسلامية بنوع من التوازن بين واجبات الإنسان كفرد في مجتمعه وبين حقوق هذا الفرد على مجتمعه .

 ثالثاً الحضارة العربية الإسلامية – حضارة عمل لا جمود ولا خمول فيها :

ترتب على استخلاف الإنسان واستخلافه الأرض أن يقوم بدوره في أعمار الأرض وبناء حضارته وقد اقترن الإيمان بالعمل الجاد وتفضيل من يعمل على من سواه من الناس وربما كانت هذه السمة سبباً في الجهود المتصلة للعرب والمسلمين لبناء هذه الحضارة .

 رابعاًً الحضارة العربية الإسلامية – حضارة توازن لا تطرف :

جاء الإسلام بمنطق الوسطية في كل شيء وجعل امة الإسلام امة وسطاً وتتضح هذه السمة في عدم غلبة الجانب المادي على الجانب الروحي أو العكس وكان على الإنسان في هذه الحضارة أن يوازن بين متطلباته المادية وبين احتياجاته الروحية دون أن يتمادى في الترف والشهوات وهي الأسباب الرئيسية في تدهور الحضارة وقيمها .
 خامساً الحضارة العربية الإسلامية – حضارة حركة لا جمود فيها :
لا شك أن ما جاء به الإسلام من مبادئ إنسانية تحترم كرامة الإنسان وحقوقه تعتبر مبادئ سامية أخذت الإنسان في حركة تقدمية أخرجته من الجمود والتحجر الذي كان يعيش فيه في فترة ما قبل الإسلام و أوجدت لديه نمطاً جديداً من التملك والإبداع وأنماط من العدالة الاجتماعية مخالف تماماً لما كانت عليه الحضارات القديمة ومن هنا عاش الإنسان في كنف الحضارة العربية الإسلامية وهو يشعر بالأمان والاطمئنان والكفاية .


يتجلى الهدف الرئيسي من كتابة:تجليات من تاريخ الحضارة العربية الإسلامية :العصر الذهبي في أبراز الصورة العامة عن القفزات والانجازات الكبرى التي حققتها حقول النخب في شتى ميادين المعرفة والإنتاج والإبداع في القرنين الثالث والرابع الهجريين والتاسع والعاشر الميلاديين .
قبل أنشاء المدارس النظامية كانت قصور الخلفاء ومنازل العلماء والمساجد يحج أليها طلاب العلم من كل أرجاء الأرض.
يذكر الرحالة ابن جبير في القرن السادس الهجري / 12م كرم أهل المشرق اتجاه المنتمين للطلب العلمي حتى أنة دعا جميع المغاربة والأندلسيين إلى الرحيل إلى المشرق .
• كانت العربية لغة العلم يكتب بها العلماء ليقرآها الناس في أي صقع من أصقاع العالم الإسلامي وازدهرت الترجمة حركة الترجمة أيما ازدهار.
مباحث هذه الوحدة:
1- المبحث الأول: وقع الإطلال من خلاله على دور العلم وخزائن الكتب التي انتشرت في حاضرا العالم الإسلامي برمته.
2- المبحث الثاني:فيدرس العلوم الدينية التي تناولت الدراسات القرآنية والحديث والمذاهب الفقهية وعلى الكلام.
3- المبحث الثالث:فقد خصصه للغة العربية وآدابها ،النثر وابرز الأدباء والتطور الشعري والأدبي في العصرين الأموي والعباسي .
4- المبحث الرابع: فقد تناول فيه العلوم الاجتماعية والإنسانية.
5- المبحث الخامس:توضيح ما وصلت إلية العلوم الرياضية(الحساب،الجبر،الهندسة،وعلم المثلثات)،وعلم النجوم في الهيئة .
المبحث الأول دور العلم وخزائن الكتب:
أولاً الدور العلمية:
( 1) الجوامع والمساجد
1-1 الحرمان الشريفان
كان المسجد عند المسلمين يمثل المركز العلمي الذي يتلقى فيه العلوم والمعارف على أيدي العلماء.
المسجد النبوي في المدينة أول نموذج من دور العلم الذي وضعت فيه اللبنات الأولى للتعليم.فقد كانت الاجتماعات السياسية واستقبال الوفود وتحرير العقود والمواثيق والاتفاقيات وإبرام الصفقات التجارية وإعلان الجهاد تعقد فيه.
يروي ابن خلكان أن حلقات الدرس تعقد فيه ومن أشهر هذه الحلقات حلقة ربيعه فقيه أهل المدينة وكان مالك حياتية ليتعلم بين يديه .
أما المسجد الحرام كانت حلقاته تزخر بالطلاب والمتعلمين، وذالك لمكانته الخاصة في نظر

1ـ2ـ الجامع الأموي في دمشق .
لهذا الجامع أسماء متعددة عرف بها ، فهو جامع دمشق وجامع بني أمية والجامع الأموي والجامع المعمور.
أظهر المؤرخون والجغرافيون والرحالة المسلمون إعجابهم بالمسجد الجامع في دمشق ، وأطلقوا العنان لأقلامهم في وصفه ، أمثال المقدسي ، الإدريسي، وياقوت الحموي ، وابن جبير، وابن بطوطة .
يعد وصف ابن جبير من أغنى النصوص التي تفيد ذكر حلقات العلم والتدريس بالجامع الأموي في بدايات العصر الأموي.
أما الرحالة ابن بطوطة فيؤكد ملاحظات ابن جبير وان الجامع مازال مركزا علميا رفيعا . وقراء القرآن يقرؤون بالأصوات الحسنة صباحا ومساء ، وهم لايكتبون القرآن في الألواح تنزيها لكتاب الله تعالى ، وإنما يقرؤون القرآن يلقينا .

1ـ3ـ المسجد الأقصى.
ذكر هذا المسجد في الآية الأولى من سورة الإسراء, وهو أحد المساجد الثلاثة التي يشيد إليها الرحال ، وقد عنى المسلمون بعمارته وأداء رسالته منذ فتح بيت المقدس ، وكان جل حجاج بيت الله الحرام يمرون بفلسطين ، عند مقفلهم من الحج لينعموا برؤية مسرى النبي صلى الله علية وسلم ، ويحققوا الأجر في الرحلة لثالث الحرمين .
وقد زار ابن بطوطة المسجد الأقصى أكثر من مرة ووصفة بأنة من المساجد العجيبة الرائق الفائقة الحسن .
هذا وقد اختار الرحالة البلوي الأندلسي مجاورة المسجد الأقصى وآثر ملازمته حتى تسنى له ملاقاة العلماء والفقهاء ، فلما كثر علية تعدادهم ،وقل عليه نظراؤهم وأندادهم ،أنتقى منهم خمسة يتبرك بذكرهم وتعطر الأندية بشكرهم على حد قوله . كما أن البلوي شهد شهر رمضان المبارك في القدس الشريف ، وقد ظل في المسجد الأقصى معتكفا لالتزام الأوراد والأذكار . أما ابن فضل العمري صاحب كتاب (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ) يقول :"وبالقدس مدارس وخانقاه ،وربط، وزوايات،وترب.
على أن أشارات الرحالة للعلماء وحلقات العلم والتدريس في جامع الأقصى أتت بصورة يسيرة إلا أنها أعطتنا دليلا موثقا على ازدياد حركة النشاط العلمي في العصرين الأيوبي والمملوكي.

1ـ4ـ الجوامع المصرية
أـ جامع عمرو بن العاص بالفسطاط .
يعد جامع عمرو بن العاص في مصر رابع مسجد جامع أقيم في الإسلام بعد مساجد المدينة والكوفة و البصرة.
وقد أسهم مسجد الفسطاط في النهضة العلمية الإسلامية ، فيذكر القلقشندى إن المتقدمين كانوا يجلسون للعلم بالجامع العتيق .
يصف ابن بطوطة الجامع الذي زاره سنه (725)ه ، أنه مسجد شريف كبير القدر تقام فيه الجمعة ، والطريق يعترضه من شرق وغرب ، وأن بشرقه الزاوية حيث كان يدرس الأمام أبو عبد الله الشافعي .
ويقول المقريزي : وفي الجامع زوايا يدرس فيها الفقه منها زاوية الأمام الشافعي يقال أنه درس بها فعرفت به، ومنها الزاوية المجدية ـ وكان قد رتبها مجد الدين أبو الأشبال وزير الملك الأشرف ، ومنها الزاوية الصاحبيه والزاوية الكمالية ، ويروي المقريزي عن المقري عن ابن الفرات ـ أنه كان بالمسجد بضع وأربعون حلقة لإقراء العلم لا تكاد تبرح منه .
ب ـ جامع أحمد بن طولون بالقطائع
يقع هذا المسجد الكبير في حي السيدة زينب في القسم الجنوبي من مدينه القاهرة ، وكان أحمد بن طولون ، قد اختار ذلك المكان ليجعله مقرا له ، وشرع ابن طولون في بناء المسجد سنة 265 ه ، وقد تأثر ابن طولون في عمارة مسجده بهندسة مسجد سامراء ، فكلاهما منيع ، ولكل منهما مئذنة ملوية .
يذكر المقريزي أن أحمد ابن طولون رتب في مسجده دروسا للحديث لإلقاء الفقه على المذاهب الأربعة التي عمل أهل مصر عليها الآن ودروسا في القرآن ودروسا للحديث النبوي ، ودروسا للطب .
كان جامع ابن طولون يحظى لدى المغاربة بمكانة خاصة ، لكونه كان مخصصا في العصر الأيوبي لإيواء وإقامة الفقراء الحجاج المغاربة والمتصوفة منهم .
ولقد كشف أبي القاسم التجيبي السبتي في لأواخر القرن السابع الهجري / 13م عن جامع ابن طولون وذكره بمجموعة المدارس التي رتبها فيه السلطان لاجين من علوم تدرس فيه ، وأقر فيه طلابا ، وعين لهم شيوخا للتدريس .
ج- الجامع الأزهر:
وقد شرع جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي, في بناء الجامع الأزهر في سنة
359هـ,واكتمل بناءة ,وبدأت الصلاة في رمضان سنة 361هـ .
1-5 جوامع الغرب الاسلامي
أ- المسجد الجامع في القيروان :
هو أول مسجد بناه المسلمين في النغرب العربي سنة 50هـ , وكانت القيروا مقر الولاة الأمويين والعباسيين.
ب- جامع القيروان في فاس
أنشئ حول منتصف القرن الثالث الهجري وكانت الدولة الادريسيةفي أوجها
الحضاري.
ج- المسجد الجمع في قرطبة:
أنأة المسلمون بعد أن شاطروا أهل البلاد المفتوحة كنيستهم في قرطبة, ولما ضاق
المسجد وسعة الامير عبد الركمن الداخل وضم شطر الكنيسة وذلك سنة 196هـ .

(1) مجالس الوعظ والتذكير , إنموذج من العراق :
لقد أسهمت المجالس العلمية والوعظية التي كانت تعقد في الجوامع , وقصور
الخلفاء والوزراء, ومنازل العلماء , وحوانيت الوراقين , والرابطات , بالشرق
في إحياء نهضة علمية شاملة في هذا العصر, وهي وإن لم تكن وسائل منظمة
للتعليم , إلا إنها أسهمت إسهاماً كبيرا في المنظور الثقافي والفكري والتعليمي
(2) الاجازة العلمية:
الاجازة مصدر للفعل أجاز , ويقول صاحب اللسان ,أجازة بمعنى خلق ونطق , وأجازة أنفذ , يقال أجاز راية وجوزة أنفذة .
ثانياً : الخزائن المكتبية :
وهذه لها علاقة وثيقة بالنهضة العلمية الإسلامية التي شهدها القرن الثالث والرابع الهجريين وامتدادهما النسبي للقرنين اللاحقين.

1- بيت الحكمة:
كان بيت الحكمة خزانة كتب, ومركزاً للترجمة والتأليف, ومركزاً للأبحاث ورصد النجوم , وأن الكتب التي حواها هذا البيت لها جملة مصادر- أولها الكتب القديمة التي وصلت عن طريق الوراثة والاقتناء (عربية,ويونانية,وفارسية,وسريانية) , وثانيها الكتب القديمة التي ترجمت عن تلك اللغات الأجنبية , وثالثها الكتب التي ألفت للمأمون ولغيرة من الخلفاء . ورابعها الكتب التي نسخها النساخ الذين كانوا يعملون في بيت الحكمة.
ثالثاً:خزائن الكتب الأخرى
1-2-خزائن كتب العلماء الخاصة:
أ-خزانة الواقدي(702هـ ت):
هو أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي,من أهل المدينة ,وانتقل إلى بغداد.
ب-خزانة علي بن يحي المنجم(572هـ - 888هـ):
كان علي المنجم نديماً للخليفة المتوكل على الله, وكان لدية قصر واسع اتخذت فيه خزانة كتب عظيمة سماها "خزانة الحكمة".
ج-خزانة الفتح بن خاقان(ت742هـ):
كان الفتح بن خاقان من أبناء الملوك من أصل فارسي ,وهو مستشاري المتوكل على الله وصاحبة الذي لايفا رقة ,وقد اغتيل معه في القصر الجعفري سنة247هـ.

د-خزانة محمد بن عبد الملك الزيات(ت233هـ):
كان الوزير الزيات إلى جانب براعته في الإدارة والسياسة, أديبا وشاعر وقد وزر لثلاثة خلفاء على نسق واحد: المعتصم بالله, الواثق بالله, المتوكل على الله

هـ-خزانة أبناء موسى بن شاكر:
عرف موسى بن شاكر (ت200هـ) وأبناؤه بحب الكتب وجمعها – وينسب لبني موسى (حيل بن موسى في الميك************ا.

و-خزانة الجاحظ:
يعتبر أبو عثمان الجاحظ الأديب وصاحب التصانيف في كل علم وفن من المولعين بالمطالعة واقتناء الكتب حتى قيل عنه: لم ير قط ولم يسمع من أحب الكتب والعلوم أكثر من الجاحظ.
ز-خزانة كتب ابن الجوزي:
جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن الجوزي(ت597هـ) ,أبرز العلماء وأكثرهم تألفاً , بلغت مؤلفاته نحو من ثلاث مئة مصنف في علوم الفقه والتفسير والحديث والفقه والأصول والوعظ والرياضيات والشعر والتاريخ.

ح-خزانة الشريف المرتضى:
أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي الحسيني (ت436هـ) –نقيب الطالبين ,ببغداد وكانت خزانته حافلة بنفائس الكتب ,لذلك ضمت خزانته ثمانين ألف مجلد من مصنفاته ومحفوظا ته ومقروءاته.
2-2 خزائن خاصة لبعض الخلفاء والأمراء
أ-خزانة الخليفة المعتضد (982هـ)في بغداد
هو الخليفة الذي هجر سامراء وعاد إلى بغداد سنة 279هـ , وكان المعتضد معروف
عنة حبه للكتب, وكان يشجع منادميه من الأدباء والعلماء على أن يصنفوا له كتباً في
مواضيع معينه يسألهم عنها.

ب-خزانة المستنصر الأموي (ت663هـ) في قرطبة:
هو الحكم بن عبد الرحمن الناصر (350هـ -961م) خليفة أموي أندلسي ,وكان أبوه
عبد لرحمن أول خليفة في الأندلس انصرف إلى العلم وقرب العلماء وكان يبعث
الرسل لشراء الكتب والنفائس والذخائر.

ج-خزانة الناصر لدين الله العباسي(ت226هـ):
هو أحمد بن المستضيء بأمر الله أبن المستنجد – أبو العباس الناصر لدين الله (553-622هـ/1158-1225م) بقي في الحكم مدة طويلة بلغت حوالي سبع وأربعين سنة وقد كان حازماً أعاد للخلافة هيبتها بعد أن دب الضعف في الدولة السلجوقية كان يمتلك خزانة كتب كبيرة ,مما يستدل على ضخامة هذه الخزانة ,أنة أخرج منها كتباً لثلاث خزائن هي :خزانة دار المسناة ,وخزانة الرباط الخاتوني السلجوقي , وخزانة المدرسة النظامية وكلها ببغداد.

3-مكتبات الجوامع:
لم يقتصر وجود خزائن الكتب على بيت الحكمة ببغداد, والخلفاء والسلاطين, والعلماء
و رجال الدولة ممن يعنون بالعلوم والآداب أمثال من ذكرناهم من قبل. بل إن أشهر الجوامع كان لها مكتباتها الخاصة بها.
أ-المسجد الحرام:
وهي أن مكة والمدينة مبدأ ومنتهى الحركة العلمية بسبب الرحلات للحج والزيارة, وهذه ميزة انفردت بها عن سائر الأمصار الإسلامية.
ب- المسجد النبوي:
هناك ندرة في المصادر عن الخزائن المكتبية في الحرم النبوي ,وهناك وصف لخزانتين
كبيرتين تحتوي على كتب ومصاحف موقوفة على المسجد المبارك.

ج- المسجد الأموي:
أفاد الرحالة ابن جيبر على وجود مصحف الإمام عثمان بن عفان في الخزانة الكبيرة في
الجامع الأموي وأثرة الديني على الدماشقة.
رد مع اقتباس