عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-26-2010, 10:28 PM
zaouimokhtar zaouimokhtar غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,364
طلبة العلم وهواجس الحب

طلبة العلم وهواجس الحب



كثيرة هي تلك المظاهر والسلوكات الغريبة التي تستوقفك وتشد انتباهك حين تزور المؤسسات

التربوية وتتجول في أرجائها حيث لا تكاد تخلو حجرة من حجرات الدراسة من مخطوطات

ورسومات جمعت أشكالا وألولنا من القلوب المفجوعة بالأوهام

هذا شاب قد رسم قلبا أدماه سهم عاشق كتب إلى جانبه: ما أقساك حبيبي------وتلك فتاة قد

تفننت في زخرفة فؤاد جمعت له كل الألوان وبذلت اقصى جهدها ووقتها في إبراز نبضاته ومعاناته

ولم تسلم من هذه الإنجازات السلبية حتى تلك الأماكن المخصصة للقذارة كدورات المياه وغيرها

فما يكتبه الطالب على جدرانها وأبوابها يفوق ما يدونه على دفتر الفروض والواجبات

وليت هذه الحال تتوقف عند عتبة الجامعة أو الثانوية بل تكاد هذه المشاهد ترافق المتعلم في

كل مكان حل به ..في ساحات لعبه وفي غرفة نومه وفي جميع مقتنياته

ولقد تعمدت وأنا أُنجز هذا الموضوع الحصري لمنتدى إشراقة أن أطلع على بعض محتوايات

الجوال لدى بعض الطلبة وذلك بعد إستئذانهم وإقناعهم بأنني بصدد إعداد بحث حول كيفية

استغلال الجوال لدى الشباب المتعلم...ولا أخفيكم بأني أصبت بصدمة كبيرة حين شرعت أتفقد

بعض الملفات التي جمعت كل التناقضات حيث تجد المصحف المرتل إلى جانب ملفات صوتية

تخترق صمامات الأذن من هول ما تحمله من كلمات نابية..وفي مكان آخر قد تجد برنامجا

للأذان يقابله كليب فيديو لا يسر سمع المسلم ولانظره وأشياء كثيرة لا يتسع المقام لذكرها كلها توحي بأن

هذا الشباب يعيش اضطرابات نفسية حادة لا تكاد تستقر على حال

والعجيب الغريب أن كل هذا يحدث مرة أخرى باسم الحب....



إخواني أخواتي

أنا هنا لاأقف موقف الساخط الناقد لهذه السلوكات بقدر ما ابتغي الغوص في تحليل هذه الظاهرة

والتعمق في معرفة الأسباب والدوافع التي تقف خلفها



العاطفة والميل نحو الجنس الآخر أمر فطري...لكن التساؤل الذي يفرض نفسه

لماذا التعبير عنه بهذه الطريقة السلبية ?

هل أصبح الحب هو المشروع الأساسي للشباب الذي يفرض عليه تسخير كل قدراته

وإمكانته الفكرية والمادية ?

ألم يكن للشباب عبر التاريخ الدور الريادي في نهضة الأمم وإزدهارها ?

هل تلتمس هذه المعالم في شبابنا المتعلم اليوم ?

من المسؤول عن تهذيب وترشيد هذه الشحنة الفطرية لدى الشباب وتحقيق مبدأ الموازنة بين الحاجات

الفكرية والوجدانية?

هل غياب الحوار والتعبير عن الذات داخل الأسرة العربية عامل أساسي في تفاقم هذا الكبت

الذي يعبر عنه الشاب بأساليب واشكال تخرج عن دائرة القيم الأخلاقية التي من المفترض أن تسود فكره وعقله





أخيرا

الأكيد ان هناك بعضا من الشباب يسجل الإستثناء في وعيه وترتيب أولوياته

لكن حسب رأيك هل هذه البعضية تسجل الحد الأدنى من الحضور الشبابي في

المساهمة الفعلية في حركية المجتمع?

تقبلوا سلفا تحياتي واحتراماتي
رد مع اقتباس