وداعا غازي القصيبي
وداعا ايها الشاعر والوزير ايها الاداري المخضرم
وداعا يا صاحب الاحساس المرهف
هاهو الدكتور غازي القصيبي يوارى الثرى يختم اخر ايامه في الخامس من شهر رمضان لعام 1431 هجريه
ترجل الفارس اخيرا ليترك لنا كنزا من الروايات والشعر والادب وتجربة اداريه عظيمه
كم كنت معجبا به وبادبه وشعره
كم هو محزن فراقك ايها الدكتور غازي القصيبي
واحبببت ان انقل لكم بعض من اخر شعره المؤلم وهو على فراش مرضه
الحمد لله..
هذه آخر قصيدة قالها وهو على فراش المرض للعبرة:
قصيدة الوداع :
أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الآلام مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضّني
بصدره المشؤوم همّي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجى سيّدي
أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهًا ، ها أنا
أعود إذ لم يبقَ إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فاغفر أيـــا ربّ لعبد ذليـــــــــــل
ذرفت أمس دمـــــــعتي توبـــــة
ولم تزل على خدودي تســـــــيل
يا ليتني ما زــــــــلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمـــــــــال النخيل
أرتّل القــــــــرآن يا ليتـــــــــني
ما زلت طفلاً في الاهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي
يؤذنّي في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضــحى
أسمع فيها هدهدات العويــل
تقول يا بابا تريث فـــــــــلا
أقول إلا سامحيني ... هديل
قصيده مؤلمه قبل الرحيل
رحمك الله واسكنك فسيح جناته
انا لله وانا اليه راجعون
|