سلطان المالكي- سبق- الرياض: قال الدكتور سلمان بن فهد العودة، الأمين العام المساعد لاتحاد لعلماء المسلمين، إن قضية الانتحار في مجتمعاتنا وخاصة الخليجية ازدادت نسبتها بشكل ملحوظ ما يستوجب دراستها ومواجهتها بكل الطرق التربوية والتوعوية والاجتماعية.
وأوضح خلال حلقة أمس من برنامج "ميلاد", والتي جاءت بعنوان "خطى"، أن قضية الحكم الشرعي في الانتحار قاطعة بالتحريم بلا خلاف لاعتباره من كبائر الذنوب، لكن العودة أشار إلى أن ما سبق لا يعني أن المنتحر كافر، كما قد يظن البعض، أو أنه لا يترحم أو يصلى عليه، بدليل الرجل الذي استوخم المدينة, فجرح يده حتى نزف دمه ثم مات فرؤي في المنام وهيئته حسنة, مغطياً يديه فقيل له ما صنع بك ربك فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه -صلى الله عليه وسلم-, فقيل ما لي أراك مغطياً يديك, قال: قيل لي لن نصلح منك ما أفسدت.
فقصها الطفيل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-, فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ"، والحديث رواه مسلم، وإن تكلم البعض في إسناده.
ولفت العودة إلى ازدياد نسبة المنتحرين بشكل مفاجئ، ما يدعو للتساؤل عن السر وراء هذه الدوافع، مشيراً إلى أن القنوات والصحف والإعلام ترجعه إلى مرض نفسي, وهو السبب الذي يظل جزئياً ولا يعبر عن الحقيقة الكاملة.
وتساءل: "ما الذي حدا بهذا المريض النفسي إلى أن يتطور أمره إلى الانتحار بدلاً من أن يعالج نفسه أو يطورها أو يصححها؟ خاصة وأن كثيراً من المرضى تحولوا إلى معالجين نفسيين" ، معتبراً أن الاتكاء على الاكتئاب وغض الطرف عن الأسباب الأخرى خداع.
وشدد على ضرورة أن تكون هناك حملة قوية، من علماء الشريعة لمواجهة ظاهرة الانتحار وتحريمه وتجريمه وما يتعلق به، داعياً المتخصصين في جميع المجالات الاجتماعية إلى دراسة هذه الظاهرة, مشدداً على ضرورة أن تدق أجهزة الدول الإدارية نواقيس الخطر لمعرفة أسباب هذه الظاهرة.
ورأى الشيخ العودة أنه على الرغم من تسجيل حالات انتحار جماعي في مجتمعاتنا؛ نتيجة ظروف تجمع بين الظروف النفسية والاقتصادية, إلا أنها تظل محدودة في عالمنا العربي والإسلامي، مشيراً إلى أن مفهوم الانتحار الجماعي تمارسه بعض الطوائف المتطرفة دينياً وخاصةً في الغرب سواءً كانت مجموعات يهودية أو مجموعات مسيحية.
أكثر...