عوض الفهمي- سبق- مكة المكرمة: حالة إنسانية يعيشها خمسة أطفال من أب سعودي، مع والدتهم من الجنسية المالية، والتي تقطن ساحة المسجد الحرام، منذ أربعة شهور، بعد أن أجبروا على الخروج من منزلهم المستأجر في شارع الستين بمكة المكرمة؛ بسبب مشاريع الهدم والإزالة. فطورهم وغداؤهم أرز سادة ووجبة العشاء مفقودة، ملابسهم منذ شهور لم تتغير، وأوشكت على التلف؛ لعدم وجود البديل.
تحكي قصتهم والدتهم (عائشة 28 عاماً) من جمهورية مالي بأنه تزوجها مواطن سعودي يدعى (موتان) وأنجب منها أربعة أطفال، وتوفي قبل أربع سنوات، وتركها وهي حامل بالطفل الخامس، حيث أنجبته بعد وفاته.
وتضيف: أبنائي الأربعة هم: علي (13 عاماً) ويعاني من ضعف شديد في السمع- حسب التقرير الطبي- ولم يكمل دراسته؛ بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة حيث اكتفى بشهادة الصف الثاني الابتدائي، وشقيقه محمد (11 عاماً) اكتفى هو أيضاً بالشهادة نفسها، وشقيقتاهما ذكرى (10 سنوات)، وميساء (8 سنوات)، لم تلتحقا بالدراسة للظروف نفسها، فيما الطفل الخامس والذي يدعى راشد (4 أعوام) لم تتم إضافته بعد وفاة والده، ولا يملك حتى شهادة ميلاد.
وأضافت والدتهم: لا نملك أي دخل مادي من أي جهة حكومية أو خيرية سوى مبلغ 800 ريال من التأهيل الشامل لابني "علي" الذي يعاني من ضعف شديد في السمع، بعد خروجنا من منزلنا الذي كنا نقطن فيه بشارع الستين، اضطررت إلى الذهاب بهم إلى الحرم؛ لأنه بيت الله وتأتيه الناس من كل حدب وصوب، وقد أنعم الله على أهله بالطعام والماء دون تعب أو عناء حيث نعيش هنا منذ أربعة شهور على حسنة المحسنين.
وتابعت: ألقي القبض عليّ ذات مرة، وتم تسليمي لمخفر شرطة الحرم الذي بدوره أحالني للجمعية الخيرية بحمراء مكة، والتي قدمت لي سكناً لمدة 24 ساعة فقط، ثم أخرجوني منه؛ بحجة أنه لا يوجد سكن للعائلات بل لكبار السن فقط- على حد قولها- ما دفعني للعيش في ساحة الحرم مرة أخرى.
"عائشة" ناشدت المسؤولين في هذه البقعة المباركة، بأن يوفروا لها سكناً يأويها وأبناءها الخمسة، وأن يساعدوها في إكمال أبنائها لتعليمهم، بالإضافة لتجديد إقامتها المنتهية، وإنهاء إجراءات إضافة ابنها الصغير "راشد" في هوية والده.
أكثر...