سعود الدعجاني- سبق- جدة: "حبس الأنفاس" هو الوصف الدقيق الذي يمكن أن تطلقه على تفاعل زوار مهرجان "رمضانا كده" بالمنطقة التاريخية بجدة، مع تفاصيل مباراة دور 16 التي جمعت الخضر الجزائريين أمام الماكينات الألمانية.
فالشاشات العملاقة التي وفرتها إدارة المهرجان "محافظة جدة" لعشاق الساحرة المستديرة من مختلف الفئات العمرية الحريصين على حضور المهرجان، الذي يعتبر امتداداً لمهرجان النسخة الأولى "كنا كده".
سخونة اللقاء انعكست على زوار المهرجان الذين قاموا وقعدوا مع كل كرة على مرمى شباك ثعالب الصحراء الجزائريين أو لصالحهم، فأصوات الجمهور تعالت وتسارعت مع تعليقات المعلق التونسي الشهير "عصام الشوالي".
الكل كان مرتقباً لتفاصيل اللقاء الكروي، فالهجمات التي كان يهدد من خلالها اللاعب البوسني وحيد خليلوزتش، مرمى الألمان، كانت تفعل الأفاعيل في جمهور "رمضانا كده".
ولم يتوقف التشجيع خلف المنتخب الجزائري، بل تحول الأمر بين الشوطين الرئيسين إلى منصة تحليل رياضي وخطط حجازية بامتياز، في محاولة من الجمهور لتعديل خطط تمركز المنتخب الجزائري في المستطيل الأخضر، بعدما أحرجوا الماكينات الألمانية في أكثر من محور في المباراة، وقال أحدهم: "شكراً للجزائر التي عيشتنا الروح المونديالية التي افتقدناها".
تعليقات زوار "رمضانا كده"، لم تتوقف طوال الـ120 دقيقة من زمن المباراة، بل تحول بعضهم إلى رابطة مشجعي الفريق الجزائري، فأسماء اللاعبين كانت محفوظة تماماً لدى الجمهور، مرددين مقولة المعلق الشوالي: "الجمهور عليه بالحركة، ورب عليه بالبركة".
فالازدحام الشديد حول المكان المخصص لمتابعة المباراة، كان السمة الأبرز في المهرجان، وأشار أحد مسؤولي المهرجان في تعليق صحافي خاص إلى أن ترتيب الشاشات العملاقة كان إحدى الخدمات التي تقدمها إدارة المهرجان لعاشقي متابعة كأس العالم 2014، ودعم مباراة ممثل العرب الوحيد، منتخب مقاتلي الصحراء "الجزائر"، والذي حرص الكل على مساندته ومتابعته؛ لعله يحقق مفاجأة 1982 حينما فازوا على الألمان بهدفين لهدف.
ويأتي مهرجان "رمضانا كده" كامتداد نجاح لمهرجان "كنا كده"، وبخاصة أن توقيت المهرجان الحالي يأتي بعد تسجيل المنطقة التاريخية في العشرين من يونيو 2014، في منظمة اليونسكو كإحدى مناطق الإرث الإنساني العالمي.
أكثر...