عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-22-2015, 09:38 PM
eshrag eshrag غير متواجد حالياً
اشراق العالم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 188,241
افتراضي قنطرة قرطبة.. شاهد آخر على تطور المعمار الإسلامي الأندلسي

بعثة سبق– الأندلس: منذ الصباح الباكر ومع شروق الشمس على جوهرة الخلافة الأموية في الأندلس قرطبة يمكنك أن تلحظ أرتال السياح القاصدين القلعة الحرة - وتنطق بالأسبانية: كالاهورا- على مقربة من مسجد عبدالرحمن الداخل، ولكن قبل الوصول إلى القلعة لا يمكنك إلا التوقف قبل أن تخطو قدماك على قنطرة قرطبة العجيبة، تلك الموصلة إلى القلعة ممتطية 17 قوساً تتخلل منها المياه في انسيابية مبهجة لا تقل عن نسمات الصباح في ذلك الوقت.

وسيتكرر معك نفس السؤال المندهش: كيف تفوق المعمار الإسلامي إلى هذا الحد حتى في الترميم وليس فقط في الإنشاء؟ وكيف تم بناء كل ذلك دون استخدام التقنية والعلوم الهندسية الحديثة؟ بلا شك العمارة الإسلامية هي من أعرق فنون المعمار عبر التاريخ.

الحقيقة التاريخية تثبت مدى اهتمام الخلفاء الأمويين في الأندلس بالمعمار والبناء، فقام القائد السمح بن مالك بترميم وتجديد القنطرة المهدمة بحجارة مأخوذة من السور الروماني الذي تهدم عند الفتح من الناحية الغربية. يذكر أن القنطرة في الأساس بناها الأمبراطور الروماني أوغسطس.

من التاريخ أيضا يطل شاهد عيان، وهو الجغرافي العربي المعروف بالإدريسي والذي يقول واصفاً القنطرة: "ولقرطبة القنطرة التي علت القناطر فخرًا في بنائها وإتقانها، وعدد قسيها سبع عشرة قوسًا، بين القوس والقوس خمسون شبرًا، وسعة القوس مثل ذلك خمسون شبرًا، وسعة ظهرها المعبور عليه ثلاثون شبرًا، ولها ستائر من كل جهة تستر القامة، وارتفاع القنطرة من موضع المشي إلى وجه الماء في أيام جفوف الماء وقلته ثلاثون ذراعًا، وإذا كان السيل بلغ الماء منها إلى نحو حلوقها".

ويقول مرشدنا السياحي هشام مخلف، وهو جزائري أمضى قرابة 27 عاماً في قرطبة، إنها تعتبر من أبرز المعالم هنا، وهي وإن كانت رومانية الأصل إلا أن تطويرها العمراني الأنيق تم على يد خلفاء الدولة الأموية في الأندلس الذين عرفوا بولعهم ببناء القناطر والتفنن في ذلك.

ويضيف "مخلف" أن الفاتحين المسلمين وجدوها مهدمة، ولم يبق سوى دعائمها في النهر، فاستعان القائد السمح بأحجار السور المهدم لدعمها، وعلى فترات تم ترميمها في عهد الخليقة هشام بن عبدالرحمن، ورممت بعد سيل جارف في عهد عبدالرحمن الناصر، ولكنها أيضا تعرضت لسيل آخر ليتم ترميمها أيضا.

وفي محاولة لتخفيف الضغط عليها بنى المنصور بن أبي عامر قنطرة أخرى سنة 379هـ، فيما أعيد بناء القنطرة بعد خروج المسلمين من الأندلس، حيث رممت عام 1880م، وأعيد رصفها من جديد، ثم كسيت بالأسمنت عام 1912م.

ويصل عدد أقواس القنطرة اليوم إلى 16 قوساً تحملها 17، دعامة ولكنها كانت تشتمل في العصر الإسلامي على عدد أكبر، فقد ذكر الرازي أن عدد أقواسها 17 قوساً، بينما ذكر صاحب "مناهج الفكر" أن عدد حناياها 18 حنية، وعدد أبراجها 19 برجاً.

ولا يتوقف السائرون على القنطرة عن التقاط الصور التذكارية، وحدهم ربما أحفاد المسلمين هم من لا يكتفون بالتقاط الصور.

يذكر أن شركة الرياض للسفر قد أنشئت في عام 2004، وتعد ضمن أكبر شركات السفر والسياحة والحجز في السعودية، وتنظم مع بداية شهر رمضان المبارك برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- للعمرة، والخاص بالمعتمرين في جميع أنحاء العالم، ولها الكثير من البرامج الخاصة بالسفر والسياحة المبتكرة والجديدة، وقد رعت الشركة بعثة الصحيفة في أسبانيا.





























أكثر...
رد مع اقتباس