[alfares]

ما إن تهطل الأمطار ويأتي اللهُ بالخير ، يتهافت الناس على الأودية والشعاب ،
للاستمتاع بمنظر المطر ، وصوت السيل ، فالقلوب تنشرح ،
والأفكار تصفى ، والذهن يروق.

لكن المؤسف مانراه من تخبطات عشوائية من بعض الذين
( أجّروا )عقولهم للهياط الخاوي،
والثقة العمياء في بعض المركبات ذات الدفع الرباعي,
مناظر مؤسفة وغبية جدا , مبكية ومضحكة في نفس الوقت ..
https://www.youtube.com/watch?v=lu6HdkS4vGU
حوادث مؤسفة نراها بين الحين والآخر لأشخاص نبذهم غباءهم
في مواجهة جندي من جنود الله ( السيل ) بآلة من صنع الإنسان !،
فتراهم يستعرضون قوة مركباتهم ويرمونها في مواجهة السيل العرمرم
لينالوا مكافأة ( الغرق والموت ) ...

https://www.youtube.com/watch?v=VtyQ-O65sI4

هذه المغامرات لا يمكن ان تصدر من أناس سويين كاملي العقل والإتزان ,
فمن يتحدى قوة السيل الهائلة ينبغي - إن نجى من مغامرته _
أن يعاقب من قبل الدولة ليكون درسا رادعا لغيره من المتهورين ,
لتُكبح ألجمة العقول الناقصة , والقلوب الميتة ...

مانستغربهم أن هناك أشخاص كبار في السن يفعلون هذا الجرم الإنساني بحق انفسهم ،
ولو كانوا صغار لمنحناهم العذر استنادا لمراهقتهم وطيشهم ..
فتجدهم يضعون مخيماتهم ومواشيهم في أماكن مجرى السيل ،
ويجعلون حلالهم عرضة للخطر ثم تظهر لنا مقاطعهم
وهم يبكون ويندبون ويقدحون في عمل الدفاع المدني ...!!
هذا التوجه الانتحاري ورمي النفس في مواجهة الهلاك لا علاج له
إلا تثقيف أولئك المتهورين ، وجعلهم يعلمون أنهم لو ماتوا لا سمح الله بسبب ذلك التهور
فإنهم ربما يعتبرون في قائمة المنتحرين لا قدر الله ،
لقول الله تعالى : ( ولا تلقوا بإيديكم إلى التهلكة ) ..

المطر والسيل نعمة من نعم الله ، من أراد الاستمتاع بسحرها
وهو في مأمن بإذن الله فليكن في ضفافها وتحت سقف آمن ،
فهذا الخير لا نريد أن ينقلب إلى شر ،
وقد قالوا قديما أجدادنا: " لاتأمن الليل، ولاتنطح السيل" .