عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-23-2017, 06:23 PM
alfares alfares غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 36,031
إرسال رسالة عبر ICQ إلى alfares إرسال رسالة عبر MSN إلى alfares
افتراضي رد: نصوص عالمية مترجمة للعربية - روائع الشعر العالمي -روائع الأدب العالمي

7

والت ويتمان / Walt Whitman




Walt Whitman

آهِ يا قُـبطانُ! يا قُـبطاني!

أوه يا قُـبطانُ ! يا قُـبطاني ! لقد انتهتْ رحلتنـا الرّهيبة ،

فقد اجتازتْ سفينتـنا كلَّ عقبـةٍ ، وأُحرزَ الهدفُ الذي ابتغيناه ،

المينـاءُ قريبٌ ، إنني أسمع الأجراسَ ، الناسَ أجمعَ يهلّلون ،

بينما أعيـُنٌ تَـتَـبَّـعُ الرافـدةَ الثّـابتةَ ، تتقدّم السَّفينـة

متجهِّـمةً جريئـةً :

ولكنْ، آه يا قلبُ ، يا قلبُ ، يا قلبُ !

آه القَطـراتُ الحُـمـرُ النّازفـة ،

حيث القبطانُ يضطجع على سطح السَّـفينـة ،

ساقطـاً بارداً وميِّـتاً .

.

آه يا قـبطانُ ! يا قـبطاني ! انهضْ واسمعِ الأجراسَ

انهضْ- لك تُـنَكَّـسُ الرّايةُ- لك يرتعش صوتُ البوق ،

لك باقاتُ الأزهارِ والأكاليلُ الموشّحة ولك تَجَـمهُـرُ

السّواحل ،

إيّـاكَ ينـادون، الحشدُ المُتـرنِّحُ ، أوجهُهم المُتَحمِّسة

تدورُ ؛

هنـا ، يا قبطانُ ! أيّها الأب الغالي !

هذا الذراع تحت رأسك !

إنّه بعضُ حُلمٍ ، ذاك الذي على ظهر السّفينـة ،

سقطتَ بارداً وميِّـتاً .

.

قبطاني لا يُجيبُ ، شفتـاه باهـتتـانِ وساكـنتـانِ ،

أبي لا يُحِـسّ ُ بذراعي ، لا نبضَ فيه ولا حَـولَ ،

رست السَّفينـةُ سالمةً ومُجلجِـلةً ، أُغلقتْ رحلتُهـا وأُكمِلتْ ،

من رحلة رهيبـة أتت السَّفينـةُ المنتصرة مُحرزةً الهدفَ ؛

هلّلـي يا شواطئُ ، دقّـي يا أجـراسُ !

ولكنّي بخطىً كئيـبةٍ

أسير على ظهر السَّفينة حيثُ قُـبطاني يضطجع ،

ساقطاً بارداً وميِّتاً.


طفلٌ قال، ماهو العُشب؟


طفل قالَ ما هو العُشْب؟ كان يحمله إلَيّ بكلتا يديه؛

كَيْفَ يُمكنُ أن أُجيبَ الطفل؟ . . . إنني لا أعرف عن ذلك أكثرَ مما يعرفه هو.

أظنّه قد يكون الرّاية لحيودي، بعيداً عن تموّج المادةِ الخضراءِ المتفائلة.

أَو أظنُّ أنّه مِنديلُ اللوردِ،

تذكارٌ و هديّةٌ عَبِقة سَقطَت على عَمد،

يزمُّ اسمَ المالكَ بطريقةٍ ما في الزوايا،

ذاك الذي قد نراهُ ونشيرُ إليه، ونقول مَن!

أَو أظنّ أنّ العشبَ نفسه طفلة. . . أنجبتْ فتاة النبات.

أَو أنني أظنّ أنّه بزّةٌ هيروغليفيّة،

وتَعْني، التّبرعمُ بالتساوي في البُقَع الواسعةِ والبُقَع الضيّقةِ،

النموّ بين الناسِ السودِ كسواهم من البيضِ،

كانوك1، توكاهو2، عضو كونجرس، كفّةالكُم، أَعطيهم المِثْل،

وأَستقبلهم بالمِثْل.

والآن يَبْدو لي الشَعْر غيرَ المَقْصوص الجَميل للقُبورِ.

بلُطفٍ، هلاّ استخدمُك أيّها العُشْب المُجعّد،

قَدْ يكونُ أنّك تَرْشح مِنْ أثداء الشباب،

قَدْ يكون لو أنني عرَفتهم لكنتُ أحبّهم؛

قَدْ يَكُون أنّك مِنْ كبارِ السنّ ومِنْ النِساءِ،

ومِنْ ذُرّية أَُخذَت على عَجَل من أحضانِ أمِّها،

وها أنت هُنا أحضَان الأمّ.

هذا العشب مُظلمٌ جداً لِيَكُونَ مِنْ رؤوسِ العجائز البيضاء،

أظلم مِنْ لِحَى الشيوخ عَديمة اللون،

مُظلم ليأتي مِنْ أسفل الأسطُح باهتة الحُمْرة للأفواهِ.

أوه! أخيراً ألاحظُ الكثيرَ من الألسنةِ المُتلعثمة!

و ألاحظُ أنّهم لا يَجيئونَ مِنْ سقوفِ الأفواهِ بدون مقابل.

أَتمنّى أنّني أستطيعُ أَنْ أفسّر التلميحات عن المَوْتى من النِساءِ والشباب اليافِع،

والتلميحات عن الشيوخ و العجائز، و عن الذُرّيةِ التى أخِذَت عَلى عَجَلٍ من أحضانِ أمّها.

ما الّذي تعتقده يصبحُ مِن الشباب والشيوخ؟

ما الذّي تعتقده يصبحُ مِن النِساءِ والأطفالِ؟

هم أحياءٌ و بخَيْر في ثمّة مكان؛

البَراعمُ الصغيرة تؤكّد أنّ المَوْت لم يكُن هُناك،

وإنْ يكُن فلقَد افتتح أفقاًً لحياة،

ولن يَنتظرَ عند النهايةِ ليكبحها،

ويقطع لحظةً لحياةٍ دبّت.

ينطلقُ الجميعُ الى الامامِ والى الخَلْف . . . ولا شيء ينهار،

وأن تمَوت فذَلك شيءٌ يختلفُ عما يمكن لأحَدٍ أن يتصوّر،

و شيءٌ أوفَرُ حظاً.
رد مع اقتباس