عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-13-2019, 07:10 PM
تاريخ الحب تاريخ الحب غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2018
المشاركات: 787
إرسال رسالة عبر MSN إلى تاريخ الحب
افتراضي تحميل كتاب هذه حقيقتى ليلى الطرابلسى, اقرأ ترجمة الصفحات تحميل كتاب ليلى الطرابلسى كاملا, مذكرات ليلى الطرابلسى

تحميل كتاب هذه حقيقتى ليلى الطرابلسى, تحميل كتاب ليلى الطرابلسى كاملا, مذكرات ليلى الطرابلسى

تحميل كتاب ليلى بن علي _ حقيقتي الممنوع من النشر مجاناً









محتوى الكتاب مترجم :


الصفحة الاولى

مالذى حدث فى ذلك اليوم الشهير 14 جانفي 2011؟ اشاعات غريبة و اداعاءات كاذبة و "أدلة مفبركة" راجت كلها حول ذلك اليوم. نتيجة لكل ذلك وجدت أنه من واجبي أن أبدأ بتوضيح الحقائق و سرد التسلسل الدقيق للأحداث كما لاحظتها وكما عشتها.. أحداث رافقت خروجنا القسري من البلاد و فتحت صفحة جديدة لتونس.

فى ذلك الصباح, استيقضت فى منزلنا فى سيدي بوسعيد, فى حدود الثامنة صباحا. كان الطقس جميلا, والبحر أزرق و هاديء يعانق بلطف تضاريس سيدي بوسعيد الخلابة... رغم ذلك لم يكن هذا المشهد ليروق لي لأن الأخبار التى تصلنى منذ أيام ليست مطمئنة. موجة من الاحتجاجات تعم البلاد. انطلقت من بعض مناطق الجنوب و الوسط لتعم العاصمة. عائلاتنا بدأت بالحيرة تدب فى صفوفها... زوجة أخى ناصر السابقة رأت بيتها وهو يحترق ليلة البارحة.. أختى جليلة التجأت الى منزلي مع عائلتها منذ الاربعاء –قبل يومين- محذرة من وجود عصابات تريد على ما يبدو الاعتداء على ممتلكات الطرابلسية بل و حياتهم..

نفس الشيء بالنسبة لأخى بلحسن الذى رأى أنه من الحكمة قضاء بعض الليالي فى بيت حماه –أب زوجته- مع عائلته. كنا نعلم يقينا أننا نعيش لحضات صعبة, ولكن لم أكن أتوقع أن الوضع سيتدهور بطريقة ستجبرنا على الرحيل بعد ساعات.....

الصفحة الثانية

فى ذلك اليوم –الجمعة 14 جانفي- كانت مفاجأة لى أن حضر الجميع فى القصر... أفراد عائلتي اخوتى و أخواتي, أبناء أخواتي و أولادهم, زوجات اخوتي و أقارب لبن علي..
حالة من الفوضى تعم المكان وكل الحاضرين يتحدثون عن خطر حقيقي فى الأفق...
علي السرياطي مدير الأمن الرئاسي كان قد استدعى الجميع بواسطة سيارات 4x4 تابعة للرئاسة دون علم مني الى مقر اقامتى فى سيدي بوسعيد... فاجأنى الأمر اذ أنى لم أطلب بتاتا من السرياطي استدعاء العائلة.
بعد لحضات طلب السرياطي من أقرابي و أقارب بن علي الحاضرين فى القصر مغادرة البلاد قائلا لهم أنها بصدد "الاحتراق".. وأنه تكفل بحجز مقاعد لهم فى رحلات باتجاه ليون و طرابلس.. وطمأنهم بأنهم سيعودون قريبا عندما تهدأ الأمور....

14 جانفي

الكل جهزوا أنفسهم للذهاب الى مطار تونس قرطاج الدولي.. بالنسبة لي انشغلت بالذين سيسافرون الى طرابلس, كان من بينهم زوجة أخى ناصر السابقة مع ابنها حسام و زوجة ناصر الحالية مع ابنائها الثلاث الذين لم يكونوا جاهزين للسفر بهاته السرعة حيث جاؤوا بدون أمتعه.. النساء كن يرتدين "نعالا" ** شلاكة باللهجة التونسية*** و الأولاد بدون معاطف.. حاولت اعطاءهم القدر الكافي من الأمتعة...
مع الساعة الثالثة و النصف عصرا تلقيت مكالمة من قصر قرطاج.. كان زوجي على الهاتف.. اقترح علي الذهاب الى مكة لأداء مناسك العمرة صحبة ابني محمد و ابنتي حليمة.. فاجأنى الأمر و سألته "لمذا أذهب فجأة الى السعودية؟" فرد بن علي قائلا "فقط حتى تهدأ الأوضاع و ستعودين بعد ثلاث أو أربع أيام" ... الاقتراح كان من قبل علي السرياطي.. كنت متأكدة...
لم أستطع استصاغة ضرورة و استعجالية هذا الأمر: كيف للآلاف من المتظاهرين أن يمثلوا خطرا بشكل يضطرنا الى الرحيل؟ كانت عندى ثقة فى زوجي.. الذى كان يوصف "بجنرال الأزمات", سيجد حتما الطرق المناسبة لاستعادة الهدوء و الخروج بالبلاد من الأزمة.
على كل استجبت لطلبه بدون أن أكون مقتنعة تماما به..

الصفحة الثالثة

حقيقتي
وصلت بنتى حليمة عائدة من قصر قرطاج أين كانت مع خطيبها للاستفسار عن الوضع, حيث ذهبت الى مكتب والدها فى القصر ومن ثم قامت بتوديعه موصيا اياها بتعجيل السفر..
مع الرابعة مساء غادرنا على عجل –أنا و ابنى محمد 6 سنوات و بنتى حليمة وخطيبها- بدون أن يكون لنا متسع من الوقت لتجهيز أمتعتنا... فقط قمت بتجهيز حقيبة لابني محمد و فى حقيبة أخرى وضعت "لوازم الحمام –تواليت-" و جوز من الاحذية و العبايات اللازمة للعمرة.
حليمة كانت ترتدي "الدجين" ولم يكن لها من الأمتعة الا معطف "كبوط باللهجة التونسية"
وتحمد الله اليوم أنها "فازت" بخاتم خطوبتها... وحكاية أنى سافرت بعشرات الحقائب لا أساس لها من الصحة وهي محض اختلاق.. لم أحمل ذهبي معي.. ولا فساتين فاخرة ولا حتى ألبسة عادية للارتداء اليومي .... لم يكن معي لا مال ولا جواز سفر...
ادعى البعض أنى هربت بأطنان من الذهب أخذتها من البنك المركزي.. والحمد لله أن ادارة هذا البنك نفت هذه الكذبة الكبرى والتى تلتها أكاذيب أخرى... كالمال الذى وجد فى الصندوق الخاص برئيس الجمهورية والذى يقل بكثير من مبلغ 41 مليون دينار الذى أعلن عنه..
غادرنا قصر سيدي بوسعيد مصحوبين بنباح الكلاب التى على مايبدو شمت رائحة المأساة. فى الخارج الشارع كان خاليا من المارة و من السيارات. سيارة شرطة واحدة كانت متوقفة أمام المبنى... أسفل الشارع كانت توجد دبابتان للجيش. لأول مرة أشعر أن شيئا غير عادي بصدد الحدوث...
سرنا فى الطريق المؤدية الى شارع قرطاج للسلام على زوجي قبل الرحيل.. لم يكن يوجد أي حارس أمام الاقامة الرسمية فى قرطاج.. ولا ظل عون حراسة!! ... الأبواب كانت مفتوحة على مصراعها.. لا توجد سيارات حراسة ولا حافلات أمن "ستافيت".. فقط دبابتان كانتا متوقفتين على الرصيف.. كان يخيم على المكان شبح الكارثة كأن الزمان زمن حرب.. فى تلك اللحضات غمرنى احساس بالحزن و اليأس...
داخل القصر, و أمام المكتب الرئاسي .. رأيت سيارات 4x4 متوقفة ولمحت سيارة علي السرياطي... أعوان الحماية الشخصية و السواق كانوا متواجدين بالمكان.... تقدم منى أحدهم قائلا " أرجوك سيدتى أخرجيه من هنا! يجب على الرئيس أن يغادر !" لم أفهم طلبه! و تقدمت للدخول الى المكتب.

الصفحة الرابعة

كان زوجي محاطا بمدير التشريفات محسن رحيم و مدير الديوان الرئاسي عياض الودرني بالاضافة الى مروان مبروك زوج احدى بنات الرئيس من زوجته الاولى والذى غادر المكان بسرعة. علي السرياطي مدير الامن الرئاسي كان يتحرك مضطربا فى كل الاتجاهات متحدثا عن أخطار محدقة محاولا اقناعي بالسفر صحبة أبنائي. . كما اقترح على الرئيس مصاحبتنا الى المطار كعادته.
لم نبقى هناك الا خمس دقائق.. طلب الرئيس أن يذهب أحد المرافقين الى المنزل لجلب جوازات سفرنا. فصاح السرياطي "أي منزل؟ و أي جوازات؟ ليس هناك وقت, وجب المغادرة حالا!"
حدث كل هذا فى جو من الاضطراب و السرعة ولم يكن هناك وقت حتى للتحليل و الفهم. ورغم ذلك لم يتنازل زوجي و يغادر المكتب قائلا للسرياطي "رافقهم أنت. أنا سأبقى هنا".. ولكن السرياطي ألح عليه قائلا أن القصر يمكن أن يقصف! و أن هناك طائرات هيلوكبتر تحوم حول القصر و أن حراس السواحل يخشون من هجوم عن طريق البحر.
لم أكن أرى أي هيلوكبتر ولم أفهم هذا الكلام للسرياطي بل ورأيت أنه أقرب الى الهذيان.. لم أقل شيئا بينما أصرت حليمة على والدها أن يصحبنا الى المطار قائلة فى لهجة تهديدية "ان لم تصحبنا الى المطار فلن أسافر!" حينها رضخ بن علي الى طلبها وقرر أن يخرج من القصر معنا.
ركبنا السيارة.. كنت أنا على المقود و زوجي بجانبي و فى المقاعد الخلفية ابني محمد و حليمة رفقة خطيبها. كان الموكب متكونا من سيارتي و سيارة حراسنا الشخصيين ولكن أثار اهتمامي 2 أو 3 سيارات كانت تتجاوزنا باستمرار فيها عناصر حراسة لا نعرفهم... أمامنا كانت سيارة علي السرياطي الذى كان يقود بسرعة لدرجة أنه صدم سيارة مدنية عند مفترق قرطاج من دون أن يتوقف –معتقدا على ما يبدو- أن الحادث بسيط.
وباستغراب كبير لاحظت أنه عوض أن نذهب الى مطار قرطاج حيث تعودنا أن نسافر منه غير السرياطي المسار باتجاه مطار العوينة المخصص للطيران العسكري. ورغم ذلك لم أطرح الكثير من الأسئلة لأن الرجل يعرف عمله جيدا.. حرصت على متابعته بسيارتي وذلك بالسير بنفس سرعته الكبيرة.
أنزل الرئيس "عازل الشمس" فى السيارة الموجود أمامه لكي لا يتم التعرف عليه من الخارج. طلب منى أن أخفض السرعة قليلا قائلا "الدنيا لم نحنرق لمذا هذه السرعة!" ولم يفهم أيضا لمذا السرياطي يسير بكل هاته السرعة. و بعد 6 دقائق من خروجنا وصلنا الى العوينة...
رد مع اقتباس