عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-13-2019, 07:13 PM
تاريخ الحب تاريخ الحب غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2018
المشاركات: 787
إرسال رسالة عبر MSN إلى تاريخ الحب
افتراضي رد: تحميل كتاب هذه حقيقتى ليلى الطرابلسى, اقرأ ترجمة الصفحات تحميل كتاب ليلى الطرابلسى كاملا, مذكرات ليلى الطرابلسى

الصفحة الثامنة

الوصول:

هبطت الطائرة في المملكة العربية السعودية بعد خمس ساعات من الطيران من دون توقف. كان مخطط الطيران مباشرا، ولم تكن لنا وجهة أخرى منذ الانطلاق، عكس ما قيل، فلا جربة ولا إيطاليا ولا ليبيا، كانت مبرمجة كمحطات للتزود بالوقود ولا حتى فرنسا لنستقر فيها.

كل الفرضيات التي طرحت لم تكن سوى إشاعات وصلت الى كل أرجاء المعمورة و استعملت لتكتمل عملية إخراج «الفيلم» وسأرجع الى ذلك لاحقا....

كانت الساعة تشير الى منتصف الليل فى السعودية – العاشرة مساء بتوقيت تونس- عند وصولنا تم استقبالنا مثلما يستقبل أي رئيس دولة، مررنا بالقاعة الشرفية وكان هناك موكب وسيارات رسمية لنقلنا.
بعد ساعة و نصف عادت الطائرة الى تونس بدون أن تنتظر زوجي... التعليمات التى أعطيت لقائد الطائرة نفذها حرفيا و عااد الى تونس بدون الرئيس...
لقد أُبعد الرئيس بن علي من تونس فيما اجتمعت شروط شغور منصب الرئيس، وقد تبين لنا ذلك بعد 24 ساعة من خلال تطبيق المادة 57 من الدستور التونسي، حيث عوض برئيس مجلس النواب فؤاد المبزع.

لم نستطع تصديق السيناريو الذي رسم لنا بعناية، فخلال عدة أيام كنّا نعتقد بأن الأمر يتعلق بتضليل من جهة ما، أو بفترة سيئة ستمر، وأننا سنعود من جديد إلى بلدنا.

حاول زوجي السيطرة على الأوضاع من جديد، فاتصل بوزرائه، الذين بدا بأن الأحداث قد تجاوزتهم، بما في ذلك الوزير الأول محمد الغنوشي، الذي بقي على اتصال ببن علي طيلة الأسبوع التالي.

كان الغنوشي، يكرر الجملة نفسها في الهاتف «لا نعرف من أعطى أمر ترحيلك، ولا نعرف لحد الآن هوية من جاء بنا بالقوة إلى القصر الرئاسي وليس لدينا أي فكرة عما سيحصل في البلاد».

بعد التساؤل والشك، دخلنا مرحلة الحزن والألم، لقد بقينا مصدومين طيلة الأيام التالية، كما ابتعدنا عن شاشات التلفزيون حتى لا نصدم أكثر من كم الاتهامات والشهادات المزورة.

الصفحة التاسعة

*** فى هذه الصفحات تعيد ليلى بن علي سرد الأحداث منذ حرق البوعزيزي تفسه من زجهة نظرها ***

بدأت الاشاعة تكبر بداية من شهد أكتوبر... ولكن لم نعرها اهتماما. ومنذ 17 ديسمبر 2010 تاريخ احراق البوعزيزي نفسه بدأت الاحتجاجات حيث بدأت فى سيدي بوزيد مهددة بالامتداد الى كل أنحاء البلاد. لم يكن بن علي يغادر مكتبه وكان يقضي طول الوقت فى اجتماعات مع التشاور مع وزيري الدفاع والداخلية، وفترات طويلة من الليل على الهاتف لبحث الموضوع..
عندما تم ايواء البوعزي فى المستشفى أصر بن علي على زيارته متجاهلا توصيات مستشاريه. يوم 28 ديسمبر التقطت كاميرات التلفزيون صورا للرئيس إلى جانب سرير البوعزيزي، الذي كان على قيد الحياة، عكس الاشاعات التي ترددت، وجاء فيها أن البوعزيزي كان ميتا أناء الزيارة.
كان الرجل يتألم كثيرا ولكن كان يعي ما يجري حوله، حتى أن الرئيس اقترح نقله للعلاج في الخارج ويمكن أن يؤكد الأطباء الحاضرون ذلك.. لكن وضعيته كانت ميؤوسا منها ...

ولكن علينا في المقابل أن نطرح السؤال التالي: لماذا بالذات احراق محمد البوعزيزي نفسه أدى الى انطلاق موجة التظاهرات وليس الشابان اللذان احرقا نفسيهما قبل أسبوعين في المنستير؟ واضح التوقيت ليس مناسبا ساعتها لمدبري المؤامرة.. كان الخطة تقتضي باطلاق شرارة التظاهرات منتصف شهر ديسمبر لخلق جو مناسب و من ثم تنفيذ المخطط... وتاريخ 14 جانفي مضبوط بدقة...
أعتقد شخصيا أنه كان ينبغي التحقيق بدقة في قضية البوعزيزي، كان ذلك سيوضح لنا العديد من الحقائق، لكن ما وقع، قد وقع.
انتقال بن علي إلى المستشفى للاطمئنان على صحة البوعزيزي وصف على أنها اعتراف ضمنى بالضعف من الرئيس واستعملت هاته المأساة الإنسانية كفتيل للمؤامرة..، على الرغم من أن الرئيس وبعد الزيارة استقبل والدة وشقيقة محمد البوعزيزي فى المساء و سلمهما مبلغا ماليا هاما فقبلاه وشكراه عليه... ثم بدأتا فى الظهور على الشاشات مدعيات أنهن رمين المال في وجه الرئيس. . . بدون تعليق!.


الصفحة 10

في نهاية ديسمبر، بدأت أياد خفية في إثارة الاضطرابات، وقد وصل إلى مسامع الرئيس بأن سيارت مؤجرة وسيارات تاكسي وسيارات أجرة بين المدن تجوب المناطق الداخلية وتقوم بتوزيع المال وزجاجات حارقة وأقراص مخدرة... النية كانت واضحة اذا رجعنا الى المكالمات الملتقطة من قبل الاستخبارات الداخلية والتى تدعو الى "ارتكاب أعمال العنف ونشر الفوضى بمهاجمة مراكز الشرطة و حرق المؤسسات العمومية والبنوك و المحاكم ثم اطلاق سراح المسجونين – البعض من هؤلاء غادر تونس نحو لمبيدوزا بايطاليا- وقد رووا فى الصحافة كيف تم تحريضهم على الهروب.. بل فى بعض الأحيان تم اجبارهم على الخروج من فتحات تم حفرها وحسب شهادتهم قالوا أن من هربهم هم عسكريون وذلك استنادا الى نوعية أحذيتهم.

يوم الثلاثاء 11 جانفي امتدت التظاهرات لتصل العاصمة. حيث انتشرت عصابات في الأحياء الحساسة للضاحية الشمالية, في الكرم وسلامبو وبدأت في مهاجمة البيوت الخاصة وفي السيطرة على الطرق الفرعية للمدينة وبخاصة في الأحياء الفقيرة كحي التحرير وابن خلدون، حيث كانوا يشجعون الناس على الفوضى والقتل.

لجأ وزير الداخلية إلى نشر قوات كبيرة من الشرطة، لم تستطع هاته القوات فعل شيء.. المسؤولون عن بعض المقرات الرسمية و العمومية استعدوا لتلقى اعتداءات محتملة.. كما حدث مثلا فى مقر التجمع الدستوري الديمقراطي –الحزب الحاكم- حيث لم يكن لدى محمد الغرياني -وكان أمينا عاما للتجمع- حتى العدد الكافي من الحراس لحماية المقر وقد اتُّهم لاحقا باستعمال مقرات الحزب لتخزين العصي والأسلحة البيضاء الموجهة لضرب المتظاهرين وزرع الذعر بعد مغادرة الرئيس، وألقي به في السجن.. ولن يكون هو الوحيد فمنذ 14 جانفي
تم اتباع مخطط محبك فكلما تأزم الوضع وتظاهر المواطنون وكلما ارتفعت أصوات ضد قرار الفريق الجديد الموجود في السلطة، أو تم إعلان شن إضرابات أو نهب مبان حكومية أو اشتعال معارك عروشية أو اكتشاف مخابئ للسلاح.. الا و ينسبون ذلك كله الى «رجال بن علي» و«عصابة الطرابلسية» او «بقايا التجمع الدستوري»..
فنحن –حسب زعمهم- نواصل عن بعد تغذية الكراهية و زرع بذور الانتقام و التحريض حتى لا تستعيد البلاد هدوءها .. مع أن المسؤولين الحقيقيين يدركون جيدا زيف تلك الادعاءات وأنهم يتسبون لنا قوة و سلطة لم نعد نملك منها شيئا...

على كل نعود الى سرد الأحداث..
عصابات من المجرمين مستعدين لزرع الرعب مقابل حفنة من الدنانير وبدون عقاب..فى وسط البلاد وفى مدن كالقصرين وتالة تم ملاحظة مجموعات غريبة عن المنطقة, أحيانا صحبة عناصر أمنية تقوم بتوزيع الاسلحة البيضاء و المال... في تلك الفترة التي كانت تونس تعيش خلالها الدمار، كان هناك ثلاثة أو أربعة أسماء لتولى الداخلية مطروحة أمام الرئيس لكن أخيرا رضح لرأي كمال لطيف لتعيين أحمد الفريعة كرجل للمرحلة...
رد مع اقتباس