عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-13-2019, 07:15 PM
تاريخ الحب تاريخ الحب غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2018
المشاركات: 787
إرسال رسالة عبر MSN إلى تاريخ الحب
افتراضي رد: تحميل كتاب هذه حقيقتى ليلى الطرابلسى, اقرأ ترجمة الصفحات تحميل كتاب ليلى الطرابلسى كاملا, مذكرات ليلى الطرابلسى

الحلقة 13

لغز السرياطي:

فى ليلة, رأيت السرياطي فى الحلم.. كنا داخل سيارة, هو جالس فى الكرسي الأمامي مع بن علي وأنا فى المقعد الخلفي.. كنا نعبر طريق المسرح الأثري بقرطاج عندما أخرج السرياطي فجأة مسدسا ووضعه على صدغ زوجى. فأخذت بالصراخ: "لمذا تفعل هذا؟ لا تقتله أرجوك, لا تقتله!" ... كنت أسترجع هذا الحلم القديم باستمرار ذلك اليوم 14 جانفي ...
هل كانت تلك الرؤية تحذيرا لى لما سيقع ؟ هل كان السرياطي جزء مما حدث؟ هل كان ينوى ابعاد بن علي الى الأبد؟ فى مصلحة من؟ ومقابل ماذا؟

كان السرياطي -مدير الامن الرئاسي- كثير الكلام, يصور نفسه فى صورة الرجل الذى يعرف كل شيء .. كان يتظاهر بمعرفة كل أسرار الحكم و كواليس السلطة, البعض نقل هذا الأمر الى الرئيس مما أغضبه بل وجعله يفكر فى فصله خصوصا فى الأشهرة الأخيرة..

الأمر المؤكد هو أن ردود فعل السرياطي، أصبحت غريبة منذ فترة، ففي ذلك اليوم 14 جانفي وعلاوة على سلوكه الغريب مع عائلتي، كانت العديد من المؤشرات توحي بأنه أحد المشتبه فيهم، ففي مطار العوينة العسكري كان يمسك بالهاتف طول الوقت ، وفى مكالمة بدت متوترة مع أحد ما قطع مكالمته واتجه نحو زوجي متسائلا هل تسمع سيدي الرئيس، لقد تجرأ على شتمي «فرد بن علي: من فعل ذلك؟، لكن السرياطي لم يجب ويبدو دون شك بأن الأمر يتعلق بمساعد له رفض تنفيذ أوامره أو اعطاه تعليمات غير مقبولة.
إصرار السرياطي على إبعاد بن علي تبقى النقطة الأكثر غموضا بالنسبة لي، فهل كان يخاف على حياة الرئيس حبا فيه وولاء له؟ أو كان يحضر المكان لشخص آخر، وكان يقوم بذلك على مضض؟ هل كان يريد ترحيلنا جميعا لأنه تنبأ بوجود خطر وكان يخاف فعلا على حياتنا؟ هل كان يريد رحيلنا حتى لا تقع عائلاتنا فى الأسر؟
حين كنا في مستودع الطائرات، تلقى السرياطي مكالمة هاتفية أخرى، لقد سأله احدهم عن الأسباب التي أخرت إقلاع الطائرة.
من المؤكد أن المتصل إما الجنرال رشيد عمار أو رضا قريرة وزير الدفاع، على كل حال كان واضحا بان السرياطي كان مكلفا بحملنا على ركوب الطائرة ومن ثم مغادرة تونس، والآن يمكن أن نتساءل لم فعل السرياطي ذلك؟ والإجابة تكمن في فرضيتين الأولى هي أن السرياطي كان ينتظر تعويضا، حُرم منه أو تم توقيفه بقرار متسرع وأخرق وبعبارة اخرى، إما أن السرياطي أدى دوره، كما كان متفقا عليه ثم انقلبوا عليه، أو أن توقيفه يعود إلى خطأ في إخراج السيناريو، ومهما يكن، نجح السرياطي في تطبيق سياسة المراحل، المفضلة لدى التونسيين, حيث أقنع الرئيس بإبعاد الطرابلسية في البداية، ثم اقترح عليه أن أذهب برفقة الأولاد الى المملكة العربية السعودية، ثم نصحه بمرافقتنا إلى غاية المطار، ليفاجئه بضرورة المغادرة بسبب سيناريو كارثي، تخوّف من وقوعه لقد وقع بن علي في الفخ، صعد إلى الطائرة من دون نظارات ومن دون أمتعته ولا جواز سفره ولا أدويته ويزيد الغموض أيضا بالنسبة للسرياطي، حين نعرف بأنه هو من حمل عائلتي من سيدي بوسعيد صبيحة الرابع عشر من جانفى على المغادرة وان السائقين شهود على ذلك، إذن كانت النية مبيتة وهي تجميع الجميع في بيتي، حتى يبدو بأن هناك مغادرة جماعية –وهذا لم يحدث-

ومرة أخرى لماذا لم يعترف لنا السرياطي حين وصلنا إلى المطار، بتوقيف أفراد عائلتي او بعبارة أدق أنهم اخذوا كرهائن. لو أطلعنا على ذلك، لكان بن علي فعل شيئا، ولكنّا تجنبنا المأساة التي كانوا يحضرون لها. ولماذا أخفى السرياطي نبأ اخلاء الحرس الرئاسي لقصر قرطاج فجر الرابع عشر من جانفي؟ ألم يعلم أن الشرطة تم دعوتهم لتسليم أسلحتهم الى الجيش الذى من الغد –وكأنها صدفة- بدأت صوره تغزو وسائل الاعلام...
اتصل احد الشهود، -لا استطيع ذكر اسمه الآن- بعلي السرياطي بعد أن أقلعت الطائرة الرئاسية وقال له هذا الأخير «لقد وضعته في الطائرة للتو».كان يتحدث عن الرئيس، لكنه واصل كلامه معتقدا بأنه اقفل الخط وقال لمن كانوا معه "هيا أيها الأولاد، الآن يمكن أن نشرب نخبكم، لقد غادر الرئيس".

منطقيا رئيس الأمن الرئاسي عليه العودة مباشرة إلى القصر الرئاسي فور إقلاع الطائرة للدفاع عنه، لكن السرياطي توجه إلى القاعة الشرفية للمطار، حيث تم توقيفه بعد دقائق، بأمر من وزير الدفاع رضا قريرة، بينما كان عليه أن يأمر وبصفة استعجالية بإلقاء القبض على سمير ترهوني....
رد مع اقتباس