عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-07-2007, 12:58 PM
نمله نمله غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 501
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
سأتناول اليوم موضوعاً ربما يكون في نظر البعض منكم أمراً مسلم به , ولكن مادعاني للكتابة فيه , هو مالمسته ورأيته من كثير من الناس الذين يعتقدون بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تجاوز حدود البشرية وأنه كله معصوم عن صفات البشر , وهذا أمر خطير نبهنا اليه صلى الله عليه وسلم فقد نهى أصحابه وأمته من بعد عن تعظيمه وإجلاله كما فعلت النصارى بالمسيح , وكما فعلت اليهود مع عزير , فأولئك عظموا عيسى حتى أصبغوا عليه صفات الألوهية , وكذلك اليهود سبقوهم بإدعائهم بأن عزيراً عليه السلام ابن الله – سبحان الله أن يكون له من ولد- فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله لأصحابه " لاتعظموني كما عظمت النصارى عيسى بن مريم , ولكن قولوا عبدالله ورسوله " أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
والقارئ لسيرته صلى الله عليه وسلم يجد فيه الكثير والكثير من الصفات البشرية البحتة ( الغضب , الحزن , البكاء , الخوف , الأكل , النوم , ...... الخ ) من الصفات الآدمية , وقد ورد بعض منها في القرآن لإثبات حكم أو اتخاذ عظة , ولتأكيد بشرية محمد صلى الله عليه وسلم , وليكون للناس قدوة , وإلا مافائدة أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لايتمتع بالخواص البشرية , ويطلب من الناس أن يقتدوا به ؟ لكان للكافرين عذرهم وكذلك المقصرين , والعصاة , ولكن لأن الرسول بشراً فقد أقام الله به الحجة على الناس , قد يقول أحدنا صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم بشراً ولكن صفاته وأعماله لايمكن مقارنتها بالبشر , وهنا سأورد بعض المواقف التي نزل فيها القرآن مؤيداً لأقوال بعض الصحابة لما رأووه يختص بالبشر , وكان رأي النبي صلى الله عليه وسلم فيه مخالفاً لهم , وماكان القرآن لينزل بذلك لو لم يكن يريد أن يثبت للمسلمين أمراً مهماً ألا هو بشرية النبي صلى الله عليه وسلم .

أولا : في غزوة بدر وبعد أن وصل المسلمون الى بدر رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يعسكر المسلمون دون أبار بدر بحيث تكون بينهم وبين المشركين , فما من أحد الصحابة رضوان الله عليهم غلا أن سأل النبي قائلا : يارسول الله أترى هذا المنزل منزلاً أنزلكه الله , أم هو الحرب والمكيدة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم بل هو الحرب والمكيدة , فقال الصحابي إذن أنزلهم دون الماء وليكن خلفنا ونمنع المشركين عنه فنسقي ولا يسقون , فأخذ برأيه صلى الله عليه وسلم .

ثانياً : أخذه رأي الصحابة حول الأسرى , فقد رأى مجموعة على رأسهم أبي بكر رضي الله عنه بأخذ الفداء فيهم , بينما رأى مجوعة أخرى على رأسهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأن يقتلوا , ولاتأخذهم فيهم رحمة , فعمل صلى الله عليه وسلم برأي أبي بكر , فنزل القرآن معاتباً له " ماكان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الأخرة والله عزيز حكيم (67) لولا كتاب سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم " فجاء عمر الى النبي فوجده مع ابي بكر يبكيان فسألهما عن سبب بكائهما فقال له صلى الله عليه وسلم كدنا أن نهلك وقرأ عليه مانزل من القرآن .

ثالثاً : ماكان من أمر مقام إبراهيم بالحرم المكي , فقد كان مقام ابراهيم عليه الصلاة والسلام لايصلي خلفه المسلمون وفي عام حجة الوداع إقترح عمر رضي الله عنه بأن يتخذ مقام ابراهيم مصلى ليوسع على المسلمين , فلم يجبه الى ذلك رسول الله , ومالبث أن نزل الوحي يأمر المسلمين بإتخاذ المقام مصلى كما أشار الفاروق رضي الله عنه .

أخوتي هناك الكثير من الشواهد والدلائل وسوف أتناولها على شكل حلقات وسأترك المجال مفتوحاً لمن أحب أن يشارك بما يعرف مما يؤيد موضوعنا هذا فالكل مدعو للمشاركة .
:rose: انتظر الحسن ان شاء الله:rose:
رد مع اقتباس