عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 03-09-2007, 06:34 PM
بنت سكر بنت سكر غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 9,060
افتراضي

- عظمة الغاية
Greatness Of Purpose
التاريخ سيقول لك إنها كانت أكثر فترة مظلمة في التاريخ البشري عندما أمر محمد صلى الهل عليه وسلم أن يشهر بدعوته ( )
كانت هناك حاجة لبعث الرسل في كل ركن من أركان العالم أو إرسال رسول واحد سيد للجنس البشري كله ليخرجهم من الزيف وخرافة المعتقدات والأنانية والوثنية والخطأ والظلم .
ليكون إصلاحاً للبشرية كلها . والله القوي بحكمته اختار نبيه من مكان منعزل في جزيرة العرب ليكون رسولاً للعالمين ، لهذا يسجل في كتابه الشريف :
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " ( الأنبياء : 107 ) .
الآن لم يعد هناك سؤال عن السلالة ولا الأمة ، ولا " الشعب المختار " أو عن " ذرية إبراهيم " ، أو " ذرية داود " أو عن طبقة النبلاء عند الهندوس أو اليهود أو الأميين أو العرب أو العجم أو الفرس أو عن الترك أو الطاجيك أو الأوربيين أو الآسيويين أو البيض أو الملونيين أو آرى أو سامي أو مغولي أو أفريقي أو أمريكي أو استرالي أو بولونيزي ( من سكان جزر بولونيزيا ) وتنطبق المبادئ على كل الرجال والمخلوقات المسؤولة دينياً بلا استثناء " ( عبد الله يوسف علي في ترجمته الانجليزية لمعاني القرآن الكريم ) .
يسوع ( عليه السلام )
Jesus ( PBUH ) Discriminates
إن سلف محمد صلى الله عليه وسلم المباشر ( أي عيسى عليه السلام ) نصح تابعيه قائلاً " لا تعطوا القدس للكلاب " ( يعني غير اليهود ) .
" ولا تطرحـوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم " ( متى 7 : 6 ) .
إن كتاب الإنجيل أجمعوا على أن المسيح عاش على المبادئ التي وعظ بها ودعا إليها . ولم يعظ أو يدع شخصاً واحداً غير يهودي في حياته . في الواقع لقد رفض بازدراء امرأة غير يهودية جاءت تلتمس شفاء ابنتها على يديه .
( وكانت المرأة أممية ( غير يهودية ) وفـي جنسها فينيقية سورية ) ( ) ( مرقص 7 – 6 ) .
وأثناء موسم " عيد الفصح " عندما قام السيد المسيح وأتباعه بالاجتماع لهذه المناسبة في القدس جاءه بعض اليونانيين بعد أن سمعوا عـن شهرته وسمعته يلتمسون مقابلته للتنور الروحي . ولكن المسيح عليه السلام عاملهم " بجفاء " كما روى القديس يوحنا . " وكان أناس يونانيون من الذين صعدوا ليسجدوا في العيد . فتقدم هؤلاء إلى فيلبس الذي من بيت صيدا الجليل وسألوه قائلين يا سيد نريد أن نرى يسوع . فأتى فيليبس وقال لأندراوس ثم قال اندراوس وفيلبس ليسوع " ( يوحنا 12 : 2 – 22 ) .
تمجيد الذات Self Glorification
الآيات التالية لا تسجل الاذن بـ ( نعم – نعم ) أو ( لا – لا ) كما أوصى المسيح بالاكتفاء بهما ( بل ليكن كلامكم نعم نعم لا لا وما زاد علي ذلك فهو من الشرير ) ( متى 5 : 37 ) .
بل تمضي الفقرات في مدحه :
" وأما يسوع فأجابهما ( أي أندراوس وفيلبس ) قائلاً قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان " ( وهو يشير بذلك إلى نفسه ) ( يوحنا 12 : 23 ) .
أعلى المقاييس Highest Standards
تذكر كيف أن الله ذكر محمد صلى الله عليه وسلم بأفضل آداب العشرة المطلوبة منه . حتى فكرة تكديره من التطفل غير الملائم لرجل أعمى لم تقبل منه " أنظر فصل ؛ عبس وتولى " كرسول للعالمين جعل الله له أرفع وأنبل المقاييس .
" وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " ( ن : 4 )
وما هو نطاق دعوته ومجال بعثته ، إنها البشرية كلها !
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " ( الأنبياء : 107 ) .
رسول لكل العالم Universal Messenger
هذه الأشياء ليست مجرد أمور تافهة وعواطف أو مشاعر جميلة مجردة من الأفعال . فقد طبق محمد صلى الله عليه وسلم ما وعظ به ودعا إليه . ومن بين الصحابة والمهتدين الأولين بخلاف العرب ، كان بلال الحبشي وسلمان الفارسي وعبد الله بن سلام اليهودي من الممكن أن يقول الشكوكيين أن امتداده كان ببساطة مصادفة لكن ماذا يستطيعون أن يقولوا عن الحقيقة التاريخية أنه قبل موته أرسل خمس رسائل واحدة إلى كل من البلاد الخمسة المحيطة ، يدعوهم إلى دين الإسلام .
1- إمبراطور فارس .
2- ملك مصر .
3- نجاشي الحشة .
4- إمبراطور الروم هرقل بالقسطنطينية .
5- ملك اليمن .
وهو بهذا يضرب لنا مثلاً في تنفيذ رسالته السماوية و " عظمة الغاية " وإصلاح البشرية كلها بهدايتها للإيمان بالله . فهل يمكن أن يضارع أي دين آخر عالمية الإسلام . ولم يبعث محمد صلى الله عليه وسلم لكي يسجل أو يحطم أي أرقام قياسية وإنما بعث لكي يقوم بالمسئولية التي أسندها إليه رب العالمين !
2- قلة الوسائل Smallness of Means
لم يولد محمد صلى الله عليه وسلم وفي فمه معلقة من فضة .
إن حياته تبدأ برعاية محدودة . مات أبوه قبل أن يولد ، أما أمه فماتت ببلوغه السادسة من عمره . لقد كان يتيم الأبوين في هذه السن الحرجة . ثم يقوم جده عبد المطلب برعاية هذا الطفل لكنه يموت أيضاً بعد ثلاث سنوات . وما أن اشتد عوده حتى بدأ يرعى أغنام عمه أبي طالب من أجل طعامه .
قارن هذا الطفل الفقير اليتيم الأبوين – العربي ببعض الشخصيات الدينية العظيمة التي سبقته ولا بد أن تعجب على ما كان يخبئ له القدر .
إن إبراهيم عليه السلام الأب الروحي لموسى وعيسى ومحمد ( عليهم السلام ) كان ابن واحد من أنجح التجار في ذلك الوقت .
وموسى عليه السلام رُبي في بيت فرعون . أما عيسى عليه السلام فبالرغم من وصفه في بعض الأناجيل بأنه " النجار ابن النجار " إلا أنه كان لديه إمكانيات مادية وتعليمية جيدة .
إن بطرس وفيلبس وأندراوس إلخ تركوا جميعاً أعمالهم وتبعوه ليكونوا رهن إشارته وطوع أمره ليس لأنه كانت هناك أي هالة ( ) فوق رأسه . لم يكن هناك شيء كهذا . لكن بسبب ملابسه الثمينة وعطاياه الكثيرة .
لقد كان بإمكانه أن يطلب لنفسه ولأتباعه قصوراً في القدس في ذروة العيد وأن يطلب تجهيز الولائم السخية . وكان بإمكانك أن تسمعه يوبخ اليهود الماديين .
" ولما وجدوه في عبر البحر قالوا له يا معلم متى صرت هنا أجابهم يسوع وقال الحق أقول لكم أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آيات ( ) بل لأنكم أكلتم الخبز فشبعتم " ( يوحنا 6 : 25 – 26 )
لا شيء ليقدمه Nothing To Offer
أما محمد عليه السلام فلم يكن يملك أي خبز أو لحم ليقدمه ولا مُسكرات من أي نوع لا في هذا العالم ولا في العالم الآخر !
والأشياء الوحيدة التي كان بوسعه أن يقدمها لقومه الرعاة الفقراء هي المحن والابتلاءات والقيود في حياتهم على الأرض والوعد بالملذات المرضية من الله في الآخرة .
إن حياة النبي كانت كتاباً مفتوحاً أمامهم . لقد عرف من لقوا محمد صلى الله عليه وسلم نُبل أخلاقه وكمال غايته وجديته وحماسته المشتعلة من أجل الحق الذي جاء يدعو إليه وأظهر بطولته فاتبعوه . إن تقييم السيد ستانلي لان بوول لبطلنا هو من الجمال والصدق بحيث أنني لا أستطيع مقاومة إغراء الاستشهاد به هنا : ( لقد كان مفعما بالحماسة لهذا المفهوم النبيل وعندما تصبح الحماسة ملح الأرض " يقصد خيار الإنسان " تكون الشيء الوحيد الذي يحفظ الناس من الفساد ما داموا أحياء " .
الحماسة غالباً ما تستخدم بخبث عندما ترتبط بهدف حقير أو تسقط على أرض جرداء فلا تحمل أي ثمار . لم يكن الأمر كذلك مع محمد ( صلى الله عليه وسلم ) . لقد كان مفعماً بالحماسة عندما كانت الحماسة الدينية الشيء الوحيد المطلوب ليحول الدنيا إلى شعلة متوهجة وحماسته هذه كانت نبية ولهدف نبيل .
لقد كان واحداً من هؤلاء القليلين السعداء الذين بلغوا قمة السعادة عندما جعلوا للحياة حقيقة واحدة عظيمة هي ينبوع حياتهم . لقد كان رسول الله الواحد ، ولم ينس أبداً حتى نهاية حياته من هو ولا رسالته التي كانت سبب وجوده . لقد وعى قومه إلى رسالته ، بشرف وكرامة نابعة من وعيه بمهمته الرفيعة وقام على أمرها بتواضع شديد الرحمة وتنبع أصوله من معرفته بضعفه الشخصي " .
من السهل أن يسلم بأن محمداً عليه الصلاة والسلام أنعم عليه بأرق الموارد البشرية . وفي الواقع النزعات كلها تجمعت ضده . لكن ماذا عن حظه في نهاية إقامته المؤقتة على الأرض ؟
لقد كان السيد المطلق على العرب أجمعين . وماذا عن الإمكانيات اللانهائية التي كانت تحت تصرفه وقتها ؟ سندع مبشر مسيحي يجيب عن ذلك .
" لقد كان القيصر والبابا في شخص واحد لكنه كان بابا بدون خيلاء البابوات والقيصر بدون حشود القياصرة بدون جيش متأهب – بدون حاشية بدون قلعة بدون دخل ثابت . لو أن أي إنسان كان له الحق أن يدعى أنه حكم بالحق الإلهي فهو محمد . فقد كان يملك كل السلطات بدون أدواتها وبدون ما يدعمها "
( ر. بوسوورث سميث – محمد والإسلام ) لندن 1874 صفحة 92 ) .
العقبات التي قابلته His Handicaps
إن ( ضعفه ) كان قوته .
إن حقيقة أنه لم يكن يملك أي إمكانيات مادية لمساندته جعلته يضع ثقته التامة في الله . والله الرحيم لم يتخلى عنه ونجاحه كان مذهلاً .
أليس من حق المسلمين أن يقولوا بالعدل والإنصاف أن الإنجاز كله من صنع الله ؟ وكان محمد صلى الله عليه وسلم أداته ؟
رد مع اقتباس