عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 03-09-2007, 06:39 PM
بنت سكر بنت سكر غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 9,060
افتراضي

صفة الرحمة The Quality of Mercy
يتفاخر الدعاة المسيحيين بأنه لا شيء في تاريخ البشرية يقارن بدعاء عيسى المليء بالرحمة والمغفرة وهو على الصليب كما يزعمون :
( فقال يسوع يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ) ( لوقا 23 : 34 )
وإنه لأمر مثير للدهشة أن القديس لوقا هو وحده من بين مؤلفي الأناجيل الأربعة القانونية ( المعتمدة ) الذي ألهمه الروح القدس ( ؟ ) أن يكتب تلك الكلمات .
أما الثلاثة الآخرون متى ويوحنا ومرقس فلم يسمعوا تلك الكلمات أبداً أو شعروا بأنها تافهة أو ليست مهمة بما فيه الكفاية للتدوين . والقديس لوقا لم يكن حتى واحد من ( التلاميذ ) الإثني عشر حواري الذين اختارهم عيسى عليه السلام .
ووفقاً لمراجعي ومنقحي النسخة القياسية المنقحة للكتاب المقدس ( R.S.V. ) ، فإن تلك الكلمات ليست موجودة في أقدم المخطوطات . وذلك يعني ضمنياً أنها مدسوسة أو مقحمة . ويقال لنا في ترجمة الملك جيمس الجديدة ( حقوق الطبع محفوظة لتوماس نيلون في عام 1984 ) . إن تلك الكلمات " ليست موجودة في النص الأصلي " للمخطوطات اليونانية لإنجيل القديس لوقا . وبمعنى آخر لقد اختلقها رجل مخادع .
وبالرغم من أن الفقرة غير أصلية سنظل نأخذها في الاعتبار لأنها تظهر التقوى الشديدة بحب الفرد لأعدائه والمغفرة التي لا يفوقها مغفرة كما وعظ ودعا إليه السيد المسيح نفسه .
ولكي تكون المغفرة ذات قيمة – يجب أن يكون الغافر في وضع يسمح له أن يغفر . ولو أن ضحية الظلم في قبضة أعدائه في هذا الوضع الضعيف ثم يصرح قائلاً " أنا أغفر لك " سيكون ذلك بلا معنى . لكن لو أن المظلوم تبادل الوضع مع أعدائه وكان في موقع يمكنه من الأخذ بثأره . أو تنفيذ عقابه وبالرغم من ذلك يقول ( أنا أغفر لك ) هنالك فقط سيكون الأمر ذو معنى !
رحمة محمد صلى الله عليه وسلم
Mohammed (PBUH) Clemency
قارن مغفرة المسيح المزعومة من على " الصليب " بالفتح التاريخي لمكة الذي لم تراق فيه قطرة دم واحدة بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم على رأس 10 آلاف من أصحابه " القديسين " ( )
المدينة التي عاملته بمنتهى القسوة وأجبرته هو وأتباعه المخلصين أن يجدوا مأوى وسط الغرباء ، وهو الذي وضع حياته وحياة أتباعه المخلصين على كفه ومضطهديه القدامى القساة المتعجرفة قلوبهم الذين ألحقوا الإنسانية بالعار والقسوة .
الرجال والنساء وحتى الأموات الذين بلا حياة كانوا الآن تحت رحمته تماماً . لكن في ساعة نصره نسي كل ما عاناه من شرور وعفا عن كل جرح أنزلوه به وامتد عفوه العام ليشمل كل سكان مكة .. "
سيد أمير علي في " روح الإسلام " .
إن جماهير المدينة المهزومة مثلوا أمامه فخاطبهم قائلاً : " ماذا تظنون إني فاعل بكم اليوم ؟ " إن قومه كانوا يعرفونه جيداً منذ أيام طفولته فأجابوا : " خيراً أخ كريم وابن أخ كريم ! " وأدمعت عينا النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته : لا تثريب عليكم اليوم . إذهبوا فأنتم الطلقاء " .
والآن وقد حدث هذا الذي ليس له ما يوازيه في تاريخ العالم تقدمت جموع فوق جموع واتخذت الإسلام دينا .
إن الله القوي يشهد على السلوك النبيل والرفيع لرسوله :
" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " ( الأحزاب : 21 )
ولقد كرر لامارتين بدون علم هذه الحقائق ببراعة فقال :
" وبالنظر إلى كل المقاييس التي تقاس بها عظمة البشر يحق لنا أن نسأل هل يوجد أي إنسان أعظم منه ؟!!! "
ونحن أيضاً نستطيع أن نجيب ثانية بقولنا :
" لا ! لا يوجد إنسان أعظم من محمد صلى الله عليه وسلم " .
إن محمداً صلى الله عليه وسلم كان أعظم إنسان عاش أبداً حتى الآن ! لقد كسب بطلنا الإجلال غير المستجدي والذي لم ينكره عليه أحد من كثير من غير المسلمين من مذاهب دينية شتى ومن اتجاهات فكرية مختلفة .
لكن كل ذلك ما زال غير كامل بدون رأي السيد الذي سلف محمد صلى الله عليه وسلم يسوع المسيح عليه السلام . سنطبق الآن مقاييسه لتقدير العظمة :

يوحنا المعمدان Yohn The Baptist :
إن يوحنا المعمدان ( ) المعروف باسم يحيى ( عليه السلام ) في العالم الإسلامي ، كان نبياً معاصراً للمسيح ( عليه السلام ) . وهذا ما يقوله السيد المسيح عن يوحنا المعمدان ابن خالته .
" الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان " ( متى 11 : 11 )
كل ابن من أبناء آدم ( Son of man ) هو " مولود من النساء " .
ووفقاً لهذه الحقيقة يكون يوحنا المعمدان أعظم من موسى وداوود وسليمان وإبراهيم وإشعياء ولا يستثنى من ذلك أي من أنبياء بني إسرائيل . وما الذي يرفع مكانة يوحنا فوق جميع الأنبياء الآخرين ؟ لا يمكن أن يعزى ذلك لأي معجزة أجراها يوحنا ، لأن الكتاب المقدس لم يسجل لنا أنه أجرى أية معجزات . ولا يمكن أن يعزى ذلك لتعاليمه ، لأنه لم يأت بأية شرائع أو قوانين جديدة . إذن ما الذي يجعله الأعظم ؟ ببساطة لأنه كان البشير النذير المبشر بالبشارة السارة عن قدوم المسيح . هذا هو ما جعل يوحنا الأعظم . لكن عيسى عليه السلام يدعى أنه هو نفسه أعظم من الأعظم يوحنا ( المعمدان ) لماذا ؟
" وأما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنا .. لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأكملها هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب أرسلني " ( يوحنا 5 : 36 )
إن " الشهادة " هي التكليف أو المهمة التي عهد به إليه الله القوي وهي التي تجعل عيسى عليه السلام أعظم من يوحنا المعمدان .
بتطبيق هذه المقاييس التي أعلنها السيد المسيح نجد :
1- أن يوحنا المعمدان كان الأعظم من بين جميع رسل بني إسرائيل لأنه بشر بالمسيح عليه السلام
وبالمثل فإن المسيح عليه السلام أعظم من يوحنا لأنه بشر " بروح الحق المعزى " الذي سيرشد البشرية إلى جميع الحق ( يقصد محمد خاتم الأنبياء والمرسلين المترجم ) .
( انجيل يوحنا – الفصل السادس عشر ) ( )
2- إن رسالة ومهمة المسيح عليه السلام أو " الأعمال التي أعطاها الله إياها ليكملها " كانت قاصرة على خراف بيت إسرائيل الضالة ( فأجاب وقال لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ) ( متى 15 : 24 ) .
أما رسالة محمد عليه الصلاة والسلام فقد كانت للعالم أجمع لقد قيل له :
" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " ( الأنبياء : 107 )
والتزاماً بمهمته الكبرى فقد ثبت محمد صلى الله عليه وسلم على مبدأه وبلغ رسالته إلى كل من يسمع بغض النظر عن السلالة أو الطبقة أو العقيدة . لقد رحب بهم جميعاً في دين الله بدون أي تمييز .
لم يكن يفكر في تقسيم مخلوقات الله إلى ( الكلاب والخنازير ) متى ( 7 : 16 ) إلى ( خراف وجداء ) ( متى 15 : 32 )
لقد كان رسول الله الواحد الحق الذي أرسله رحمة للبشر أجمعين بل للعالمين .
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) ( الأنبياء : 107 )
لم ينس أبداً تلك الرسالة حتى يوم وفاته ( ) في نهاية إقامته المؤقتة في الأرض عندما كان يمكنه أن ينظر وراءه لماضي محموم وخطير وهو متوج بالنجاح في ذلك الوقت ، كان يمكنه أن يجلس ويستمتع بثمرة كفاحه وأن يحلم بحياة خالية من الاضطراب ومليئة بالرضا والراحة . لكن بالنسبة له لم يكن هناك وقت للرقاد والراحة فما زال هناك عمل يجب أن يتم .
الله القوي يذكره :
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ( سبأ : 28 ) .
كيف سيجيب هو على هذا التحدي الجديد بتبليغ الدعوة للبشرية كلها . لم يكن هناك أدوات وطرق اتصال إلكترونية حديثة تحت تصرفه .
لم يكن هناك أجهزة تلكس أو فاكس يستطيع أن يستغلها .
ماذا كان بوسعه أن يفعل ؟ ولأنه كان أمياً ( لا يعرف الكتابة والقراءة ) فقد طلب الكتاب وأملاهم خمس رسائل واحدة لكل من قيصر القسطنطينية وملك مصر ونجاشي الحبشة وملك اليمن وكسرى فارس .
واستدعى أيضاً خمسة من الصحابة بخمس جياد عربية وأرسلهم في خمس اتجاهات مختلفة يدعون شعوب العالم لدين الله الذي أرسله للعالمين .
رد مع اقتباس