عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-06-2010, 12:15 AM
ضجيج الصمت ضجيج الصمت غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 13,840
عاطفة تدمر القلوب إلا أننا نزاولها!!



يضم الانسان كم هائل من العواطف منها ماتتحكم به ومنها مايتحكم هو بها,لكن هناك عاطفة من بين تلك العواطف تدمر قلب صاحبها أو بالاصح العوامل المحيطة بالانسان هي من تسعى لتدمير قلبه بسبب هذه العاطفة ,تلك العاطفة لايستغنى شخصاً عنها وهي عاطفة الحب هذه العاطفة التي تتعد مصادرها واتجاهاتها وأنواعها.

سأتحدث هنا عن الحب الذي يجمع بين قلبين أحبا بعضهما البعض وتداخلت أرواحهما ,عاشا أجمل أيامهما ورسما حياتهما المستقبلية معاً على لوحة بيضاء نقية يحطيها الحب والوفاء.

فالحب عاطفة جياشة تحلو بها الايام وتطرب لسماعها الاذان وتتمتم بها الافواه الحب من السهل الدخول في دوامته من الصعب الخروج منها او الابتعاد عنها بالحب تحيا القلوب وبدونه تتوقف نبضات تلك القلوب.

فبالحب يعيش كل شخص منهما في سعادة لاتماثلها أي سعادة فهي سعادة لقاء المحبين ببعضهما وحديثهما معاًوالتخطيط لحياة تربطهما بقية عمرهما وبالرغم من سماعهما قصص الحب مذ اأقدم العصور ونهاياتها المبكية إلا أنهما يصران على تنمية تلك العاطفة بينهما والسماح لحبهم أن يكبر وينمو بين قلبيهما غير مدركين حقيقة علاقتهما التي قد تكون نسبة نجاحها ضعيفة جدا في بيئتنا ومجتمعنا.

وكما هو متوقع لتلك العلاقة وكما ان الرياح لاتجري كما تشتهي السفن لم تدوم الايام لهما على حالها فسرعان ما تُكتشف العلاقة ويتم رفضها بشدة وإعلان الحرب لاخماده والسعي لتفريق ذلك القلبين وبذل الجهد لإبادة الحب بينهما والسبب عادات بالية وتقاليد ظالمة.

يحبها حباً جما ويريد ربط حياتهما بزواج شرعي إلا أن عائلته ترفض تلك الزيجة بشدة لانها فقط لاتنتمي تلك المحبوبة لطبقة عائلته او لرفعة نسبها,وتلك فتاة أرادت ان توثق علاقتها بمحبوبها اكثر فيتقدم طالباً الزواج بها فترفضه عائلتها بحجة عدم مناسبته لمقام أسرتها أو أنه لاينتمي لقبيلتها او وطنها.

فتنشأ حرب داخل المحب /ة أيسعى قلبه خلف عقله ويرضح لما فرض عليه ويقبل بشريك/ة حياته/ا التي أختارتها التقاليد والعادات ويخسر حبه؟!أم يسعى عقله وراء قلبه ويكمل علاقة الحب رغماً عن الجميع ويخسر عائلته التي نشأ فيها؟!

حتماً ستسعى كل عائلة لتحطيم حياة هؤلاء العاشقين لانهما فقط سمحا لقلبيهما بالدخول في أجواء الحب الصادق النقي العذري,وتنتهي تلك العلاقة كنهاية أغلب قصص المتحابين نهاية الفراق الحتمي والاكتفاء بذكرى إليمة فتفترق الأجساد وتبقى الارواح محلقة بحبها رغماً عن الجميع ويسلك كل شخص منهما طريق حياته الجديدة محاولاً التكيف مع المحيطين به رغماً عنه.

لماذا إذن نحب ونحن مدركين أن عاطفة الحب قد تدمر قلوبنا؟!
لماذا هم يسعون لتحطيم تلك العاطفة في قلوبهم وتدميرها؟.
أوليس هؤلاء ابنائهم الذين يتمنون لهم حياة سعيدة في ظل من يحبون ام ان عاداتهم أحق بالاتباع من دينهم؟!
أليس الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) أم قال من ترضون نسبه وقبيلته ؟!

المحب يدرك تماماَ أن والديه يريدون له حياة كريمة لكن لانهم لم يتذقو شهد الحب فلن يعرفو قيمته وسيرفضوه.

لنا في قصص السيرة أمثله عديدة أذكر منها قصة زواج رسولنا عليه أفضل صلاة وأتم تسليم بمارية القبطية التي اهدائها إياه عظيم مصر المقوقس حينما أرسل الرسول له رساله مفادها (اسلم تسلم)فرفض الاسلام وأرسل بمارية القبطية وأختها سيرين للرسول فتزوج الرسول بمارية القطبية وتزوج شاعره احسان بن ثابت بأختها سيرين فبالرغم من اختلاف القبائل والاوطان الا ان الزواج تم وأصبحت مارية القطبية من أمهات المسلمين رضوان الله عليهم أجمعين.

وقصة زيد بن حارثة مولى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تزوج زينب بنت جحش ابنة عم الرسول قبل زواجها بالمصطفى ولم ينكر الرسول تلك الزيجة بالرغم من اختلاف قبيلة زيد بن حارثه عن قبيلة زينب بنت جحش رضي الله عنهما فلماذا نحن الان بأمر من العادات والتقاليد نرفض تلك الزيجات لاسباب واهية لم تنّزل بها آيه او يسطر بها حديث صحيح؟! .

يالقلوب المتحابين التي هوت بها العادات لقاع بحر لاقاع له ومزقتها التقاليد حتى تناثرات على أرض الواقع المرير.

أختم ببعض الاقوال التي راقت لي عن الحب:
_الحب كالموت لايعترف بالطبقات ولا بالثروة ولا بالحياة"بلزاك"
_الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الابطال ,لكنه الإبحار دون سفينة وشعورنا بأن الوصول محال"نزار قباني"
_الحب يكون أقوى عندما يعطي الشخص أكثر مما يأخذ"جوته"
_الحياة زهرة رحيقها الحب وزينتها الجمال"فيكتور هيجو"
_ياتاجر الحب كم قلبا بعت اليوم واشتريت"ميخائيل نعيمة"
وفي النهاية:في الحب ان افترقت الاجساد التئمت الأرواح"ضجيج الصمت"
رد مع اقتباس