لقد سبق وأن أسال هذا الموضوع كثيرا من الحبر عبر وسائل
الإعلام المكتوبة وعُقدت لقاءات وندوات فكرية وسياسية عديدة
عُرضت على مسامعنا من خلال الوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية
ولعل الجميع لاحظ الأفكار المتباينة التي طرحها كل طرف ليبرر
موقفه من تحديد النسل والآخر سعى إلى الرفض ونادى في المقابل
بتنظيم النسل وبين الغاية التي من أجلها يتبنى هذا الرأي ويدافع عنه
وأنا بصفتي كمواطن معني بهذا الموضوع ولابد أن يكون لي رأي
أو على الأقل ميل حول طرح معين بين كل هذه المتباينات
ولربما تجرأتُ أكثر لأعلن وبصوت عال أنني اصبحت مقتنعا بأن تحديد النسل أصبح اليوم
ضرورة حتمية يفرضها الواقع والمنطق بكل جزئياته
لكن أخي القارئ أمهلني قليلا لأشرح لك وجهة نظري وبعدها لك
الحرية في النقد أو الرفض لهذا المنطق....
حديثي عزيزي القارئ عن تحديد النسل لا يتعلق بالنسل البشري
بل عن نسل من نوع آخر الا وهو تناسل الأطباق الفضائية
التي اصبحت تتناسل بشكل كبير وبدون تاثير
فهي تُحقق مطلب الكم دون الكيف وتزيد في الحجم دون فعالية
وتتضخم على حساب المهنية والأخلاقيات وتُبدع في بث اشياء اخرى
لاتسرُ الناظرين ولا السامعين
فيا تُرى من لديه مصلحة في إنشاء فضائيات مثلايسميها تارة
فلسطين اليوم وتارة أخرى فلسطين الغد وقد نشهد مستقبلا إنشاء فضائية
فلسطين ما بعد الغد ونحن فرطنا في الأمس وفي الغد وفي التاريخ
وفي الحاضر والمستقبل...
ما معنى ان تتناسل الفضائيات في الأقمار الصناعية وتستنسخ بعضها
على طريقة النعجة (دوللي) حتى وصلت اليوم إلى المئات كثرتها كغُثاء
السيل وفعاليتها قليلة ووُجودها مثل عدمها إلا من رحم ربك.
لقد أصبحت معظم قنواتنا بحق لا تُغني ولا تُسمن من جوع
ولا تتوجه صوبا نحو قضايا الأمة بل تُخاطب جزءها السفلي فقط
وتُلغي العقل وتعمل لحساب هز الوسط أحيانا أو لتمجيد الأرجل أحيانا اخرى.
هذه هي قناعتي التي جعلتني أتجرأ على كل الأراء وأُعلن بصوت مرتفع
لقد اصبح تحديد النسل ...ضرورة حتمية
أكون سعيدا بسماع كل الأراء وبرحابة صدر اتقبل
كل انتقاد او رأي مخالف للرأي الذي طرحته
تحياتي للجميع