الموضوع: حسن الخآتمة ..
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-23-2011, 05:15 AM
أمـ ـ ـواج أمـ ـ ـواج غير متواجد حالياً
كاتبة متميزة::صاحبة قسم خاص
حاملة بيرق اشراق العالم للموسم الأول
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 827
افتراضي رد: حكاية من نوع أخر ..

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم . . وسلام عليكم من رب غفور رحيم وبركاته . .

كان هذا قبل مدة . . عندما قررت أن أرى الكعبة للمرة الأولى . . كان شعورا روحانيا لدرجة البكاء . . سأرى الكعبة . . يا له من شعور جميل . .

رائد . . عبد الله . . صديقاي . . ما رأيكما برحلة إلى بيت الله نغتسل من ذنوبنا ونطهر قلوبنا . . حسنا يا فهد لا ضير بها . . قمنا بحجز رحلة بواسطة الحافله( النقل الجماعي ) على أن تبدأ الرحلة يوم الخميس وتكون العودة الجمعة . .

هيا يـا ( الربع ) قد حان وقت الإقلاع الساعة الآن الرابعة عصرا . . ركبنا الحالفة . . وجلسنا في الحر مدة تزيد عن الساعة بسبب أعظم عيوب العرب . . التأخير . . تأخير بعض المعتمرين . .

ملاحظة : التأخير يعتبر من المعضلات يصعب التخلص منها عند أي عربي . . فهو لا يقيم للمواعيد أية قداسة تذكر . .


أخيرا سنقلع . . سرنا في الطريق الذي ( لو رايح مشي وصلت قبل الباص ) وصلنا أول استراحة . . بعد ساعتين من الإقلاع. . وبدأ الناس بالنزول من الباص جريا إلى ( التموينات وبدأ الأكياس تعبأ . . كيك . . عصير . . شوكو .. فطائر .. موية . . بيبسي . .شاي . . قهوة . . وجميع أنواع التسالي . . ولا أنسى المدخنين الذين ما إن وقف الباص إلا وقد أشعلوا سجائرهم قبل النزول حتى . . في وقت نحتاج الى ترك المعاصي والدعاء . . فدعاء المسافر مستجاب . . تم الإقلاع مرة أخرى . . وبدأنا بالسير .

. . لوحة عابرة ( مكة المكرمة 475 كلم)بدأنا نشعر بالجوع . . فالساعة الآن تشير إلى 10 مساء . . اقتربنا من استراحة فوقفنا للعشاء . . . .
فقد كان الباص يضم مختلف الجنسيات . . فلفت نظري ذلك الشاب الوسيم الذي . . كان يجلس ورائي مباشرة . . لم أنس حتى المكان الذي كنت اجلس فيه . .
. . كان شابا وسيما في العقد الثالث من العمر أي مابين 25 إلى 30 . . كان شابا وسيما من الجالية الباكستانية ملتحٍ . . أي مقتدٍ بالسنة النبوية الشريفة . . معالم الصلاح تجدها في وجهه من الوهلة الأولى . . بعد أن أكلنا وجبة العشاء . . ركب الناس . . وتابعنا المسير . . وجلست أتحدث مع صديقي عبد الله وعن مغامراتنا . . طال الحديث بيننا حتى قطعتهُ تلك الضوضاء خلفي . . كان ذلك الشاب الوسيم تعبا نوعا ما ولا نعلم ما به فقد التفت ورائي لأجده في حال لا يعلم بها الا الله . . كان واضعا يده على صدره ويتألم فسألت الذي بجانبه قائلا : مابه صاحبك . . فقال هو تعب أو مريض وهذه الحالة تأتيه بعض الأحيان ويهدأ . . فهدأت . . وعاد السكون إلى الباص . . ولكن مازال فكري منشغلا في ذلك الشاب . . فقد كنت ألتفت كل دقيقة لأطمئن على حاله . . حتى سكن ونام . . وبعد ساعة عاودت الالتفات عليه لأراه على حاله ساكنا . . لم يهدأ بالي . . فقمت لأوقظه . . أقلبه يمنة ويسرة لأتأكد من حاله . . وضعت يدي على مكان قلبه لأطمئن على حاله وأن قلبه لا زال ينبض . . ولكن حال بيني وبين ذلك ضجيج الباص . . هرعت إلى السائق لأخبره بأن بيننا مريض ولابد من رؤية الطبيب . . فقال حسنا . . هناك مبنى لهيئة الهلال الأحمر قريب من في بلدة (ظُلم – هي بلدة تبعد عن الطائف مسافة230 كلم) سنصل بعد نصف ساعة تقريبا . . عدت إلى الكرسي . . وجلست أراقب حال المريض . . حتى وصلنا إلى هيئة الهلال الأحمر . . نزلنا مسرعين أنا وصاحباي مسرعين إلى المبنى فطرقنا الباب ولم يفتح أحد . . (كان المبنى أشبه بكهف عششت العناكب على زواياه . . وسيارة اسعاف أشبه مهترئة .
. ( أيعقل أن هناك جهة مثل هذه الجهة حالها هكذا !! ) واصلنا طرق الباب حتى خرج علينا شاب . . من الواضح انه كان مستيقظا من نومه . . . . فقال ما الأمر فقلنا هناك مريض بيننا وحاله ساكنة لا نعلم ما به . . خذوه بسيارة الإسعاف لإيصاله إلى اقرب مستشفى . . فقالوا لا لا لا لا دعوه في الباص ونحن نمشي أمامكم نوصلكم إلى أقرب مستوصف . . لوهلة ظننت أن ذلك المريض به مرض معدي لشدة رفضهم . . لا أعلم هل هي تهرب من المسؤولية أم ماذا . . قبلنا رغما عنا وقاموا بالسير أمامنا حتى وصلنا إلى المستوصف . . وأنزلنا المريض حملا . .


<<<يتبع
رد مع اقتباس