بحثنا عن الطبيب ولكن دون جدوى . . فالطبيب في منزله نائم . . قاموا بإرسال مرسال إليه وأتى ولكن بعد نصف ساعة . . . وصل الطبيب وكان من الجنسية السودانية . . قام الطبيب بالكشف على المريض . . وطال انتظارنا لمعرفة حاله . . وفي ذلك الوقت كنت أطل من نافذة وفجأة رأيت الطبيب قد ( غطى وجه ذلك الوسيم ) شعرت وكأن جهاز إنعاش القلب نفض صدري بقوة . . وقفت فاغرا فأي منتظرا كلمات الطبيب وماذا سيقول . . خرج وقال . . ( البقاء لله وحده ) مات صاحبكم بذبحة صدرية منذ ساعة ونصف . . الآن وقد استوعبت تلك الشهقات والزفرات التي كانت تخرج من فم ذلك الرجل . . . كانت الروح تفارق جسده وكنت أراقب ذلك دون أن أشعر أنه يفارق الحياة . . رباه . . الموت كان خلفي ولم أشعر بذلك . . كان ملك الموت قريبا مني مسافة نصف متر . . صدق رسول الله صلوات ربي وسلامه عليهحين قال(كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله )
قام الطبيب بتحويل المتوفى إلى قسم شرطة بلدة ظُلم لإكمال الإجراءات الروتينية . . ذهبنا جميعا إلى القسم وقاموا باستجواب من كانوا حوله لمعرفة تفاصيل الحادثة . . وبالفعل قاموا باستدعائي وصاحباي لسؤالنا . . ولكن كانت الإجراءات طويلة نوعا ما . . فقد مكثنا في القسم 3 ساعات لإنهاء الإجراءات الروتينة حتى وصل بي الأمر أن انفجرت على ذلك الضابط قائلا . . يا أخي نحن معتمرون ولابد من اكمال رحلتنا فليس من المنطق أن نمكث هنا أكثر من هذا الوقت . . فقال . . هذه إجراءات روتينية لابد منها ولو كان المتوفى سعوديا لقلت لكم أكملوا رحلتكم بكل ود . . ولكن لابد من مخاطبة كفيله ولابد من مكوث السائق في القسم حتى يأتي كفيله من مدينة الرياض . .
ماذااااااااا. . نمكث هنا حتى يأتي الكفيل . . هذا لا يعقل . . من الذي سيقوم بقيادة الحملة ( أنا يعني . . قال إذن لابد من توقيع تعهد بعودة سائق الحملة ليعود لنا لإكمال الإجراءات . . وبالفعل قام السائق بذلك وصعدنا إلى الحافلة لإكمال عمرتنا . . وصلنا إلى الميقات وأحرمنا وكانت الساعة تشير إلى السابعة صباحا . .
انتهينا من العمرة بعد الساعة العاشرة ثم . . ذهبنا إلى الفندق استرحنا قليلا . . فأتى الباص عند الثانية ظهرا . . الغريب في الأمر أنه ظل ينتظر ساعتين حتى يتجمع المعتمرون الذين أدوا عمرتهم ولم يأتِ أحد . . فعدنا . . وبدون مبالغة . . العائدون في الباص هم أنا أصحابي وشاب تعرفنا عليه في الباص . .
. . يبدو أن الجميع كان خائفا من عودة السائق لتلك المنطقة . . ولكننا أكملنا مسيرنا إلى الرياض مباشرة ولم يقف إلا في محطته . .
نسأل الله حسن الخاتمة والصلاح في الدنيا . . والآخرة . .
بالتأكيد نحن لا نصنع هذه الخاتمة الحسنة ولكن هي ( ازرع تحصد ما زرعته ) . . الخير يعود عليك بالخير عند الخاتمة والشر لا يعود بالشر . .
يتبع<<