[ضجيج الصمت]

عمت لحظاتكم سعادة بلا حدود
في ظل التطور التقني والاختراعات الهائلة نرى ونسمع بين الفنية وأختها بابتكار أحدهم روبوت (رجل آلي) ليعمل له ما شاء بدون كلل أو ملل أو حتى تضجر ورفض فهو مسير لا مخير يعمل وفق آلية معينة لا يحيد عنها
لكن ماذا لو رأيت أحدهم يريد أن يجعل من أخ أو صديق أو حبيب روبوت يعمل وفق أهوائه يحزن إذا حزن ويضحك إذا فرح ويصمت إذا تعكر مزاجه ,يحب ما يحبه هو ويكره ما يكرهه هو,يشاهد ما يفضل في التلفاز ويتجنب ما لا يروق له!!
ليس هذا فقط بل عليه أن ينام ويأكل ويلبس ويفكر كما يريد هو دون تدخل للشخص في أموره الخاصة بتاتاً!!
لا ينصحه بما يراه مناسب له بل يأمره أمراً وعليه التنفيذ بلا مناقشة وإذا فكر يخالفه استشاط غيظاً
أؤمن جداً بالمشاركة الوجدانية للآخرين لكن هل تفرض علينا تلك أن نتجاهل مشاعرنا تماماً وبالكلية فقط لمراعاة شعورهم دون أدنى اهتمام بما نشعر به؟!
وهل من الواجب علينا أن نشارك ممن حولنا مشاعرهم ولا يجب عليهم مراعاة مشاعرنا؟
إحداهن تقول: والدتي لا يعجبها أن تراني حزينة أمام ضيوفها مهما كان بي وترفض أن اختلي بنفسي وقت ضيقي وحزني على أمر ما فكل شي يتأجل لديها حتى الأحاسيس!!
وأخرى تقول أخي الأكبر كل فترة يلقي علينا محاضرة بوجوب أن ننام مبكراً كما يفعل وأن نأكل ما يراه مفيد وصحي ونترك ما تشتهيه أنفسنا إتباعا لرأيه وحين نعارضه بان كل شخص حر فيما يفعل يغضب ويزمجر!
وتلك لا تريد لصديقتها أن تتعرف على غيرها بداعي الغيرة وعليها أن تكون كما تريد في جميع تصرفاتها
قصص ومشاهد كثيرة لأناس يطلبون من غيرهم أن يكونوا نسخة منهم يعملون ويتحركون كما يريدون هم وفق خطوط معينة لا يتخطونها أبدا فيصبحون بذلك روبوت إنساني
إن فعل كل فرد منا هكذا بغيره مهما كانت صفته وقربه لنا فلماذا خلق الله لكل شخص منهم عقل؟
هل خلقه لنسيره نحن وفق أهوائنا دون أي تفكير أو تدبير منه؟
أين نحن من قوله تعالى: (ولو كنت فظاً غليط القلب لانفضوا من حولك)؟
ننصح ,نرشد,نصصح ما نراه خطأ لكن بأسلوب لين إن فعلوه فحسن وأن لم يستجيبوا لنا فيكفينا التبليغ بدون أن نفرضه فرضا عليهم لأننا لم نُخلق ملائكة لا يخالطنا الخطأ ونغضب لمن يأمرنا بالغلظة ..