عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-29-2011, 07:24 PM
ابـوالعز ابـوالعز غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 5,145
إرسال رسالة عبر MSN إلى ابـوالعز
افتراضي كيف تخطط لحياتك على المدى البعيد ؟؟!!

كيف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تخطط لحياتك على المدى البعيد؟


الرسالة والرؤية الشخصية



مقدمة :هل فكرت يوما في التخطيط لحياتك؟ هل فكرت في رسالتك في الحياة ؟ وهل تملك رؤية لما سيكون عليه حالك في المستقبل ؟ وهل هناك فرق أو شبه بين التخطيط والرسالة والرؤية ؟ ولكن قد يخطر ببالك سؤال آخر بعد أن تقرأ هذه الأسئلة وهو : وما أهمية كل هذه الأمور في حياتي ؟ ؟ ؟ هنالك الكثير من الناس يعيشون دون تخطيط ودون رسالة، فلماذا علي أنا أن اخطط وأن أجعل لي رسالة؟


لعلنا نستطيع أن نوجز الفرق بين من يخطط لحياته وبين من لا يخطط بالفرق بين من لديه طموحات وأحلام كبيرة ويعمل لتحقيقها وفق أولويات محددة وبين من يعيش على هامش الحياة همه الوحيد كيف سيوفر لقمة يومه.


أهم عمل ينبغي أن تعطيه جزءاً من وقتك الثمين :


لعلي لا أبالغ إذا قلت أن أهم عمل ينبغي على الإنسان أن يبدأ به هو وضع رسالته في الحياة. إذا كنت لم تقم بذلك حتى الآن فالفرصة بين يديك الآن. وإذا كنت قد قررت أن تتابع هذه الدورة فأنت تسير على الطريق التي ستجعل لحياتك معنى آخر. فمن يعمل على أساس رسالة في حياته يمكن تمثيله بقبطان السفينة التي تحمل على ظهرها آلاف البشر وربما آلاف الأطنان من الأشياء الأخرى والقبطان في هذه الحالة هو المسئول الأول عن حياة الركاب وسلامة حمولة السفينة، وهو لم يصل إلى هذه المرتبة إلا لتوفر مجموعة من المزايا لديه لعل من بينها :


· أنه يحمل إيمانا عميق بأهمية المهمة التي يسعى إليها.
· وأنه يعرف ويثق بإمكاناته وإمكانات سفينته بشكل دقيق ومفصل.
· وأنه يعرف قدرات البحارة وطاقم السفينة معرفة جيدة ويثق بهم.
· وأنه يعرف الطريق البحرية التي يسلكها ويتابع تغيرات الجو على مدار الساعة.
· وأنه يعرف البحار والمحيطات التي يخوض فيها وقد درس ممراتها بكل دقة.
· وأنه يؤمن بأنه قادر على الوصول إلى الميناء الذي يقصده ، بإذن الله.
· ويمكن تلخيص كل ذلك في أنه يعرف ماذا يريد ؟ وكيف يصل إليه ؟ يعرف أهدافه ويعرف كيف يعلم لتحقيقها.


هذا القبطان هو مثال على إنسان لديه رسالة ورؤية في مجال عمله كقبطان. ولكن هل الرسالة والرؤية تقتصر على مجال العمل ؟ بالطبع لا . فلكل ميدان من ميادين الحياة التي تمارسها ينبغي أن تكون هناك رسالة ورؤية توجه سيرك فيه وإلا أصبحت كالأعمى الذي يسير دون مرشد أو دليل يتجه مرة يمينا ثم يعود ليتجه يسارا لا يدري أين يذهب.


هل مر بك يوم خرجت فيه من بيتك أو مكان عملك تهيم في الشوارع والأزقة وتنتقل من مكان إلى آخر لا تدري أين تذهب ! تدور في رأسك أسئلة لا تجد لها جوابا مقنعاً. هل أعود إلى البيت أم أذهب إلى صديقي فلان ؟ لماذا اخترت هذا العمل ؟ ولماذا أصبر عليه؟ لماذا أنا موجود هنا وما الغاية من وجودي ؟ أسئلة قد يجد الإنسان صعوبة في الإجابة عنها في بعض الأوقات. هذه الأسئلة وأمثالها هو ما ستقودك هذه الدورة في طريق الإجابة عنه، بإذن الله.


فما هي الرسالة ؟
وما هي الرؤية ؟
وكيف أصوغ رسالتي في الحياة ؟
وكيف أرسم وأصور رؤيتي لمستقبلي ؟


مفهوم التخطيط الاستراتيجي:
يعيش كثير من الناس دون أهداف محددة. فتراه يوماً في عمل أو وظيفة ما ثم لا يلبث بعد وقت قصير أن ينتقل إلى عمل آخر لا علاقة بينه وبين العمل السابق. وقد تراه يوما يقرأ كتاباً ثم لا يلبث أن يغيره دون أن يتم قراءة الكتاب السابق. وربما تجده الآن يدرس تخصصاً معيناً ثم لا يلبث بعد فصل أو سنة أن يتحول إلى تخصص آخر، وقد يتخرج من الجامعة ثم يعمل في مجال لا علاقة له بتخصصه.


ولكن هل مجرد وجود أهداف في حياتي يجعلني صاحب رسالة ورؤية. والجواب المختصر لا. وإن أردت التفصيل فعلينا أن نتعرف على مراحل تطور الفكر الإداري في هذا المجال والذي يهتم بإدارة الذات وإدارة الوقت والحياة.


من التخطيط اليومي إلى الرسالة والرؤية مرورا بالتخطيط الإستراتيجي :
كانت البداية بالتخطيط اليومي. فكان الإنسان يحدد لنفسه ماذا سأفعل غداً ؟ فمن خلال القيام بجولة بسيطة يتعرف من خلالها على ما تم انجازه سابقاً، وما ينتظره ويجب عليه القيام به، يقوم بإعداد قائمة بما عليه القيام به غداً ومواعيد هذه الأعمال.


واجهت المخططون بالطريقة السابقة مشكلات من قبيل أن بعض الأعمال التي يخططون لها غدا تحتاج إلى إعداد وتحضير مسبق. وهذا ناتج عن النظرة القصيرة المدى لعملية التخطيط. وهنا ظهرت فكرة التخطيط الأسبوعي ثم الشهري. فبوضع خطة لشهر كامل يمكن انجاز المهمات المسبقة التي يتطلب انجازها تحضيراً لمهمة ستأتي آخر الشهر. بهذه الطريقة تم التغلب على بعض التحديات. ولكن هل كانت الأمور تسير على ما يرام؟


تطورت الأمور أكثر وأكثر بالانتقال للتخطيط لسنة ثم لعدة سنوات. وكان هذا هو بداية التخطيط الاستراتيجي. بدأ الأفراد والشركات يتنافسون في وضع خطط لسنوات أكثر مفترضين أنه كلما ازداد عدد السنوات كانت الخطط أبعد نظراً. فأصبحنا نسمع عن خطط لـ 10 سنوات، ثم لـ 50 … وآخر ما تم الإعلان عنه خطه لـ 500 سنة. ولكن ظهرت تحديات جديدة.
بعد ساعات وربما أيام أو شهور من التخطيط الاستراتيجي، وبعد وضع الخطط موضع التنفيذ، تظهر في الأفق بوادر تحديات من نوع جديد وعميق في نفس الوقت. وجد أن هذه الخطط الطويلة يتم تجاوزها والاتجاه في مناحي أخرى لا تخدم أهداف الخطة. أمر آخر لعله يفسر المشكلة السابقة أن الحماس والحيوية التي كانت متوقعة لتنفيذ الخطة كانت تتلاشى بسرعة ودون تفسير واضح.


القيم والمعتقدات تفسر أسباب إخفاق التخطيط الاستراتيجي:
بالتأمل في وسائل وأدوات التخطيط الاستراتيجي والمقارنة بين الخطط التي نجحت والخطط التي فشلت وجد أن الخطط الفاشلة لم تبن على أساس قيم ومعتقدات صاحبها وبالتالي لم يكتب لها الحياة، بينما نجحت الخطط التي بنيت على أساس قيم ومعتقدات أصحابها.


ولكن ماذا نعني بالقيم والمعتقدات ؟
وما دورها في الرسالة والرؤية ؟

قصة ذات مغزى
بدأت أحداث هذه القصة، والتي يرويها الدكتور محمد الشريف في كتابه ( الهمة طريق إلى القمة) ، في اليابان بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها وكانت اليابان قد خرجت منها منهزمة، حيث يقول : أرسلت الدولة اليابانية في بدء حضارتها بعوثاً دراسية إلى ألمانيا كما بعثت الدول العربية بعوثاً، ورجعت بعوث اليابان لتحضر أمتها، ورجعت بعوثنا خالية الوفاض!! فما هو السر؟ لنقرأ القصة حتى نتعرف على الإجابة.


يقول الطالب الياباني أوساهير: الذي بعثته حكومته للدراسة في ألمانيا: لو أنني اتبعت نصائح أستاذي الألماني الذي ذهبت لأدرس عليه في جامعة هامبورج لما وصلت إلى شيء، كانت حكومتي قد أرسلتني لأدرس أصول الميكانيكا العلمية، كنت أحلم بأن أتعلم، كيف أصنع محركاً صغير. كنت أعرف بأن لكل صناعة وحدة أساسية أو ما يسمى موديل Model هو أساس الصناعة كلها، فإذا عرفت كيف تصنعه وضعت يدك على سر هذه الصناعة كلها، وبدلا من أن يأخذني الأساتذة إلى معمل، أو مركز تدريب عملي، أخذوا يعطونني كتباً لأقرأها، وقرأت حتى عرفت نظريات الميكانيكا كلها، ولكنني ظللت أمام المحرك، أيا كانت قوته وكأنني أمام لغز لا يحل، وفي ذات يوم، قرأت عن معرض محركات إيطالية الصنع، كان ذلك أول الشهر، وكان معي راتبي، وجدت في المعرض محركاً قوة حصانين ثمنه يعادل مرتبي كله، فأخرجت الراتب ودفعته، وحملت المحرك وكان ثقيلاً جداً وذهبت به إلى حجرتي، ووضعته على المنضدة وجعلت أنظر إليه، انني أنظر إلى تاج من الجوهر، وقلت لنفسي: هذا هو سر قوة أوربا، لو استطعت أن أصنع محركاً كهذا لغيرت تاريخ اليابان، وطاف بذهني خاطر يقول: إن هذا المحرك يتألف من قطع ذات أشكال وطبائع شتى، مغناطيس كحدوة الحصان، وأسلاك، وأذرع رافعة، وعجلات ، وتروس وما إلى ذلك، لو أنني استطعت أن أفكك قطع هذا المحرك وأعيد تركيبها بالطريقة نفسها التي ركبوها بها، ثم شغلته فاشتغل، أكون قد خطوت خطوة نحو سر موديل Model الصناعة الأوربية، وبحثت في رفوف الكتب التي عندي ، حتى عثرت على الرسوم الخاصة بالمحركات وأخذت ورقاً كثيراً، وأتيت بصندوق أدوات العمل، ومضيت أعمل، رسمت المحرك، بعد أن رفعت الغطاء الذي يحمل أجزاءه، ثم جعلت أفككه، قطعة قطعة، وكلما فككت قطعة رسمتها على الورقة بغاية الدقة، وأعطيتها رقما، وشيئا فشيئا فككته كله، ثم أعدت تركيبه، وشغلته فاشتغل، كاد قلبي أن يقف من الفرح، استغرقت العملية ثلاثة أيام، كنت آكل في اليوم وجبة واحدة، ولا أصيب من النوم إلا ما يمكنني من مواصلة العمل.


وحملت النبأ إلى رئيس بعثتنا فقال: حسنا ما فعلت، الآن لا بد أن أختبرك، سآتيك بمحرك متعطل، وعليك أن تفككه، وتكشف موضع الخطأ وتصححه، وتجعل هذا المحرك العاطل يعمل وكلفتني هذه العملية عشرة أيام عرفت أثناءها مواضع الخلل، فقد كانت ثلاثاً من قطع المحرك بالية متآكلة، صنعت غيرها بيدي، صنعتها بالمطرقة والمبرد.
بعد ذلك قال رئيس البعثه وكان يتولى قيادتي روحيا: عليك الآن أن تصنع القطع بنفسك ثم تركبها حتى تصبح محركاً، ولكي أستطيع أن أفعل ذلك التحقت بمصانع صهر الحديد، وصهر النحاس، والألمنيوم، بدلاً من أن أعد رسالة الدكتوراة كما أراد مني أساتذتي الألمان، تحولت إلى عامل ألبس بذلة زرقاء وأقف صاغراً إلى جانب عامل صهر المعادن، كنت أطيع أوامره كأنه سيد عظيم، حتى كنت أخدمه وقت الأكل، مع أنني من أسرة ساموراي، ولكنني كنت أخدم اليابان وفي سبيل اليابان يهون كل شيء. قضيت في هذه الدراسات والتدريبات ثماني سنوات، كنت أعمل خلالها ما بين عشر وخمس عشرة ساعة في اليوم، وبعد انتهاء يوم العمل كنت آخذ نوبة حراسة، وخلال الليل كنت أراجع قواعد كل صناعة على الطبيعة.
وعَلِمَ الميكادو الحاكم الياباني بأمري فأرسل لي من ماله الخاص، خمسة آلاف جنيه إنجليزي ذهب اشتريت بها أدوات مصنع محركات كاملة، وأدوات وآلات، وعندما أردت شحنها إلى اليابان كانت النقود قد فرغت، فوضعت راتبي وكل ما ادخرته، وعندما وصلت إلى ناجازاكي قيل لي: إن الميكادو يريد أن يراني، قلت : لن أستحق مقابلته إلا بعد أن أنشء مصنع محركات كاملاً، استغرق ذلك 9 سنوات، وفي يوم من الأيام حملت مع مساعدي عشرة محركات ( صنعت في اليابان )، قطعة قطعة، حملناها إلى القصر، ودخل الميكادو وابتسم وقال: هذه أعذب موسيقى سمعتها في حياتي، صوت محركات يابانية خالصة، هكذا ملكنا الموديل Model وهو سر قوة الغرب، نقلناه إلى اليابان، نقلنا قوة أوربا إلى اليابان ونقلنا اليابان إلى الغرب.


أعتقد أن هذه القصة تشرح نفسها بنفسها، ولكن دعونا نتوقف عندها ونفتح باب النقاش من خلال الأسئلة التالية :


ما هي القيم والمعتقدات التي كان يحملها أوساهير؟
أين تقع القيم والمعتقدات الدينية في هذا الإطار؟

نظرية ماسلو والدوافع الإنسانية
دعونا نتوقف عند بعض العبارات المختارة من قصة أوساه
.

يتبع...