[سيرين خالد]

(1)

تعودتُ أن أكتب أحلامي ؛وأحشرها في كبسولة تحت لساني وأنساها ،

فلم يبقى عندي إلا نصف الشوق ، ونصف الحب ، ونصف الليل ،بعدما
تركتني الأنصاف الأخرى من أجل حياة أكثر جدوى ....
وقلبي أصبح منكوباً يصلح أن تجرى عليه التجارب الخطيرة التي لايمكن توقع عواقبها...
وأحزاني أعمارها مختلفة ، تشبه ساحلاً ملوثاً بالزيت .... وأصبحت مشاعري بعد رحيله

غابة من الأعواد الجافة يمكن أن تحترق في أي لحظة ......

(2)

لازلت أقتفي أ ثر عطره العالق بأنفاسي ، أرتاد الأماكن ، بحثاً عن وجهه، تخذلني المرايا،
أمرُ بباب بيته في كل ليلة ، وأحقن أطناب الذنوب الصغيرة تحت جلدي ، وآخذ نصيبي من الخطايا
وأمضي في صومي ... مخلفة بعض الأسئلة التي تحمل تاريخ صلاحية محدودة لا تقبل إجابتها بعد ذلك

وتتحول إلى سلعة غير لائقة وغير قابلة للتداول....

(3)

في لقائنا الأول تساقط حبه على قلبي رطباً جنياً ورضعته دون الفطام...
كان ناضج جداً منتفخ بالربيع والشرف ، لكن الثمار التي تنضج جداً لا تلبث أن تسقط
لازلتُ أذكر تلك النقطة السوداء في خده ... كأنها لم تولد معه ، بل نزلت إليه
من السماء مثل الحجر الأسود ......
صوته هذا المساء بعثر غيوم النوم ... لاأدري ماذا يفعل تحت أجفاني في ساعة وجع متأخرة...
آه أقبح مسافة في العالم هي مساحة السرير الزائدة عن جسدي والخالية من جسده
ذاكرة المطر بعده مسها العقم، ونام الغيث في كبد الغيم عليلاً من سقم العطش ، والسحابات
انكمشت رويداً رويداً حتىأصابها الضمور وتلاشت وأنقطع عن الوريد الماء ، وأصبح في قلبي

جثثٌ جماعية قتلها الظمأ .....

(4)

ياسنبلة هجرت جزر الحب
بيني وبينكِ خليج ٌ يلهب ظمأً
ياصوت المطر المُتعب في عيني
أترقبُ حضوركِ على أرصفة البرد
أقف مدججة بأمنية تكاثرت بقلبي
أن تمُر على موتي لوطرفة عين
أن ترتل على روحي فاتحة الرحمة والختام
أن تمد يدكِ وترفع حزني كغيمة وتبددها
يارائحة العرس ، وأحضان النرجس
يامواسم الربيع وشيئ من ريح الجنة
ياكل أشيائنا الجميلة والحزينة
عد لو طرفة عين
واقرأ على شفتي ماتبقى من حديث
واقرأ على صدري مااكتنز من حنين
أريدكِ ورقةِبيضاء
أريدكِ رجلي الأول
منفاي الأخير
وطني الكبير
أريدك فتنة قلب

جنة حب طاهر لايضمُ وشم فساد
منقولة