عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-30-2011, 07:29 AM
ضجيج الصمت ضجيج الصمت غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 13,840
ليه ياربي كذا؟؟

سلام من الخالق معطر برياحين المودة..
ليه ياربي الكل ناجح إلا أنا؟

ليه ياربي الكل فرحان ومبسوط إلا أنا؟
ليه ياربي تسوي فيني كذا ليه؟
وش معنى أنا يارب ماتزوجت واللي اقل مني جمال ومال تزوجوا؟
وش معنى أنا اتعذب لوحدي وهم لا ياربي؟
ليه يارب اللي أقل مني درجات يتوظف وأنا الاشطر في البيت بلاوظيفة؟
وش معنى أنا للحين ياربي ماحصلت على بيت استقر فيه؟
ليه ليه ياربي ولمتى بظل كذا؟
عبارات وجمل تذمر وسخط تتردد على مسامعنا كثيرا ممن حاصرتهم الهموم والاحزان فأستغل الشيطان لحظة ضعفهم ليوسوس لهم بتكهنات وأسئلة لاينبغي أن تمر بعقولهم أو أن تنطقها أوفواههم لانهم مؤمنون بالقدر خيره وشره ولأنهم مؤمنون بأن خالقهم لايظلم عباده وماهي الا ابتلاءت ينبغي أن نصبر ونتجلد لها ليعوضنا الرب بما يرضينا سواء بالدنيا أم بالاخرة
(لايسأل عن شيء وهم يسألون)آية نتلوها مرارا لكن القليل منا يعي معناها والأقل يطبقها في حياته عملياً
لماذا لانؤمن أن ما أصابنا لم يكن ليخطأنا وما أخطائنا لم يكن ليصيبنا وأن الاقدر كتُبت وجفت الاقلام ورفعت الصحف أو كما قال عليه السلام
كل إنسان منا يمر بلحظات ضعف تجعل الأفكار تتضارب في عقولنا لكن المؤمن الحق لايستسلم لما يطرىء عليه من أفكار شيطانيه هدفها تضعيف الايمان في نفوسنا وتشكيكنا في خالقنا, وأن ماكتبه عليه هو رحمة بنا مهما كان فكل هم او نصب او حزن نصاب به هو تكفير لذنونبا وزيادة لحسناتنا وإذا كانت وخزة الشوكه تتساقط بها السيئات فكيف بالهموم والابتلاءت الكبرى ؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)ولا أظن بأن هناك سجناء سعداء بسجنهم إلا أن أدركوا بأن خلف هذا السجن جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ,الصابرين,المحتسبين
وقال تعالى: (الأخرة خير وأبقى)فلماذا نضاعف الهموم على انفسنا ونحملها مالاتطيقه بتساؤلات لاتنبغي أن تصدر من المؤمن ونحن نعلم يقينا بأن نعيم الدنيا لايقارن بنعيم الاخرة ومهما بلغ نعيم أهل الأرض فهو زائل لامحالة لان نعيم الأخرة هو فقط الباقي والمستمر
نبي الله أيوب رغم مابلغ به من مصائب من موت ابنائه الاربعة عشر ومرضه وخسارته لأمواله إلا أنه لم يتسأل يوماً( ليه ياربي تسوي فيني كذا وأنا ماسويت شي)بل رفع الشكوى لله بأسلوب العبد المتذلل الخاضع لخالقه : (ربي أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)فاستجاب الله له دعائه لإنه لم يتذمر بطرق شيطانية بل أظهر حاجته كما يحب الله
ويحكى أن رجلاً من الصالحين مر على رجل أصابه شلل نصفي والدود يتناثر من جنبيه وأعمى وأصموهو يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ماالذي عافاك الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناًيوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره 0
هؤلاء هم من عرفوا عاقبة الصبر على البلاء وتلذذوا بما يصيبهم الله به لينالوا حلاوة ذلك فيما بعد وآمنو ا بقدر الله خيره وشره فهل لأؤلئك الساخطون المتسألون بلماذا أنا ان يقتدوا بهؤلاء
وأن نبدل (ليه أنا )بـ يارب لك الحمد على قدرك الذي قدرته علي
قال رسول الله عليه السلام: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خيرا وليس ذلك لأحد الا المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وأن أصابته ضرا صبر فكان خيرا له )
فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..
رد مع اقتباس