عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-02-2011, 06:48 AM
ضجيج الصمت ضجيج الصمت غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 13,840
افتراضي رد: أخطاءٌ لُغويةٌ شائِعة .!

يقولون: أصغى الحضور للخطاب ، والصواب أصغى الحضور إلى الخطاب ؛ لأن أصغى إليه: مال بسمعه نحوه . والآية 113 من سورة الأنعام تقول: (ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة) أي ولتميل .


- يقولون : ينبغي عليه أن يفعل كذا ، والصواب ينبغي له ؛ قال تعالى: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر) يس 40، وقوله: (وما علمناه الشعر وما ينبغي له) يس 69.


- يقولون: اعتذر منه ، والصواب: اعتذر إليه ، قال تعالى: (قالوا معذرة إلى ربكم). الأعراف 146.


- يقال: أعتذر عن عدم حضوري الحفل ، إذ تستخدم كلمة (عدم) بكثرة بسبب الجهل بالكلمة المضادة المعبرة عن المراد ، ومثله: أعتذر عن عدم معرفتي بالخبر ، والصواب: أعتذر عن غيابي عن الحفل ، وأعتذر عن جهلي بالخبر .


- يقولون: لا يخفى عن العاقل ، والصواب: لا يخفى على العاقل ؛ لأن الفعل (يخفى يتعدى بحرف الجر (على) ، وهذا ما ورد في القرآن الكريم: (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء) .


- يقولون: لا زالت السماءُ تمطرُ ، والصواب: ما زالت السماءُ تمطرُ ؛ لأن ما زال من أفعال الاستمرار الماضية التي تُنفى ب (ما) ، ودليله قوله تعالى: (فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين) الأنبياء 15، أما (لا) فينفى بها فعل الاستمرار إذا كان مضارعاً ، كقوله تعالى: (ولا تزالُ تطلعُ على خائنةٍ منهم) المائدة 13.


- يخطئ كثيرون في التفريق بين الاسم والمسمى ، إذ يستخدمون المسمى وهم يريدون الاسم ،
ومثل ذلك ما ورد في الصحف : اعتماد مسمى «جدة التاريخية» بديلاً عن «جدة القديمة»!
والصواب هو اعتماد اسم «جدة التاريخية» فهو الاسم، أما المسمى فهو الموقع الذي سيطلق عليه الاسم،

وقديماً قيل : لكل مسمى من اسمه نصيب ، فكل من يحمل اسماً أكان إنساناً أم جماداً هو في واقع الأمر مسمى ، ولهذا جاء في القرآن الكريم: (وعلم آدم الأسماء كلها) البقرة ٣١، ولم يقل المسميات لأنها هي التي تحمل الأسماء ،
ومثله قوله تعالى: (إن هي إلا أسماء سميتموها) النجم ٢٣، ولم يقل مسميات. وقوله: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) الأعراف ١٨٠. وأصبح هذا الخطأ شائعا بصورة كبيرة مستفزة؛ في الأحاديث والكتابات وعناوين الصحف البارزة .


- وأخيرا من أكثر الكلمات المستخدمة استخداما خاطئا كلمة (تمّ) ليس في الصحافة فقط، بل هو استخدام شائع في الكتب والمحاضرات والأحاديث والإعلانات، مثل: تم افتتاح المؤتمر، وتمت ترقية فلان، وتم بيع السيارة ، وهكذا ،
وقد ورد الفعل (تمّ) في القرآن الكريم بصيغه المختلفة للدلالة على الإتمام وإكمال ما نقص ؛ كما في الآيات: (فتمّ ميقات ربه أربعين ليلة) الأعراف 142،
و(وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً) الأنعام 115،
و(لمن أراد أن يتمّ الرضاعة) البقرة 233،
و(ويتمّ نعمته عليك) يوسف 6،
و(يقولون ربنا أتممْ لنا نورنا) التحريم 8،
و(ثم أتموا الصيام إلى الليل) البقرة 178،
و(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممتَ عليكم نعمتي) المائدة 3.

ونلحظ أنّ الاستخدام الحديث ليس فيه ما يدل على إكمال شيء ناقص، بل هو مجرد فرار من صيغة الفعل المبني للمجهول، فبدلا من قولهم: أُفتتح المؤتمر ، يقولون تمّ افتتاح المؤتمر ، وبدلا من رُقي فلان يقولون تمت ترقية فلان ...




وصاروا يعبرون عن المعنى بثلاث كلمات: تم افتتاح المؤتمر ، بدلا من التعبير بكلمتين: أفتتح المؤتمر، وهذا أسلوب ركيك ؛
فكثيرا ما رأينا جمال التعبير في القرآن عن الأحداث المختلفة بصيغ المبني للمجهول، كما في قوله تعالى: (إذا الشمس كورت، وإذا النجوم انكدرت، وإذا الجبال سُيرت، وإذا العشار عُطلت، وإذا الوحوش حُشرت، وإذا البحار سُجرت، وإذا النفوس زُوجت، وإذا الموؤدة سُئلت، بأي ذنب قتلت...).
رد مع اقتباس