عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-12-2011, 12:03 AM
zaouimokhtar zaouimokhtar غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 1,364
افتراضي ماذا تعني أن تُحب ؟

ماذا يعنى ان تحب....

أن تُحَّب .. يعني أن توزّع فرحك على كلّ شيء . على الهواء . على البشر . على الأغصانِ والحمام والنيران والخبز والشُرُفات
وكلّ شيء .. كلّ شيء
أن تُحِّب يعني أن لا تُزعجك أتفه الأمور التي كانت تثيركَ سابقاً . أن تحترمَ الصّمت وتتأمل دواخلَ الأشياء من حولك . أن تشعر بأن الهواء مقسّم لميليمترات أفقيّة تعانقُ مسامَ وجهكَ وأجفانكَ المسبلة . أن تشمّ وتحبّ كلّ الروائح . رائحة الهواءِ البارد وأوراق الشجر الغضّة والأغصان المتكسرّة والخشبُ الذي يحترق والخبز الدافئ والشوكولا السائحة فوقَ أشداقِ الصغار والترابُ الرطب بين أصابعهم وكلّ شيء .. كلّ شيء
أن تحِّب يعني أن تتمنّى في كلّ مرّة ترى فيها أهلك .. أباكَ أمّك إخوتَك .. لو تهّب .. تقبّل جبينَ والدك دون سببٍ معيّن سوى أنّ رائحة جبينه تزيدكَ طمأنينة وسكوناً وحبّا ، ورائحة خدّ أمّك التي تذكرك بالحياة المروّضة فوق تعبِها المقدّس وفوق راحة يدها التي تتمنّى لو تظلّ تلعقها وتلثمها حتّى تستخلص كلّ الحّب المتدفق فيها .
وأن تحّب لا يعني أن تحبَّ شخصاً معيّناً بحدّ ذاته ، بل أن تحبّ الكون بما فيه . بكلّ ما فيه . وأن تشعرَ بدفئِه وحميميّته وقربه كلّما أحببته أكثر .
أن تحبّ الخالق في كلّ وقت ، في السرّاء والضرّاء ، وأن تصرّح بحبّك ليحبّك كما تحبّه وأكثر .. وأكثر . أن تحبّ الله والطبيعة التي إن توحدتَ معها واستحلتَ ذرّة هواء ستفهمها وتفهم وحدة الزنابق ومرح العصافير وعبثَ عصا الراعي وصبرَ الزيتونِ وأصالته ولا مبالاةِ الشجر وتكيّفه وحبّه للأرض .. للتراب . أن تفهمَ التراب وبساطته والكائنات . كلّ الكائنات . العصافير الفراشات الحمام الذي يبرحُ أعشاشه مرتسّة بحضوره حتّى تخرّ حنيناً وانتظاراً . كلّ شيء . النمل الذي يجوب تعاريج جسدكَ المسجّى فوق الرمل ويقرصك ، يصافحك ، يسلّم عليك ويتركُ وعداً بزيارتك كرّةً أ .. ولا يُخلف الوعد
كم هو قادر هذا الحّب اللامحدود الغير أنانيّ – بأن يغيّر ويصنع ويروي ويعيدَ ترميمَ الأشياء وتنقيتها وبثّ الأزرقِ والأخضرِ والأبيضِ فيها ..

رد مع اقتباس