عبد الله البرقاوي – سبق - الرياض: كذَّبت أسرة معاق المدينة المنورة، الذي عُثر عليه متوفَّى صباح الأحد، رواية وزارة الشؤون الاجتماعية عن الواقعة، وألقت باللائمة على "الإهمال" في مركز التأهيل الشامل بالمدينة المنورة، وقالت إنها تقدَّمت بشكوى رسمية للجهات المعنية ضد المركز، وكشفت عن وصول لجنة تحقيق رفيعة المستوى من وزارة الشؤون الاجتماعية للتحقيق في القضية.
وردت الأسرة على بيان وزارة الشؤون الاجتماعية الذي صدر أمس الاثنين بشأن العثور على المعاق متوفَّى، عقب أكثر من 24 ساعة من هروبه من المركز.
وقال راكان العنزي قريب المتوفَّى إن المعاق ليس كما ذُكر كان في مهجعه، وتسلل فَجْراً؛ حيث تشير معلومات الأسرة إلى أنه تُرك في الساحة منذ مساء اليوم السابق لهروبه. مبيناً أن المعاق يعاني تخلفاً عقلياً فقط، ويستطيع الحركة طبيعياً، ويبلغ من العمر (25 عاماً).
وأشار العنزي إلى أن بوابة المركز ظلَّت لأكثر من نصف ساعة مفتوحة بعد مغادرة صهريج الصرف الصحي؛ ما يكشف الإهمال، وأوضح أنه على الرغم من أن المعاق هرب الساعة 4:20 فجراً إلا أن المركز لم يبلّغ الجهات الأمنية إلا عند التاسعة صباحاً، أي بعد 5 ساعات من هروب المعاق.
وقال العنزي: "نحن أسرته لم يتم إبلاغنا إلا عند الساعة السادسة مساء، ويرجَّح أن المركز حاول إخفاء الهروب والإهمال طوال الساعات التي سبقت إبلاغنا، ولكنه مع فشل ذلك اضطروا للبلاغ".
وأكد العنزي أنه أصر على ضرورة إبلاغ الدفاع المدني في المساء؛ حيث لم يبادر المركز بالإبلاغ رغم أنه أكد أن المنطقة منطقة مزارع، ويصعب فيها العثور على المعاق. مبيناً أن المعاق عُثر عليه صباح اليوم التالي، واتضح سقوطه من أعلى كوبري لا يبعد عن المركز بأكثر من كيلومترَيْن.
واتهم العنزي المركز بإهمال عمليات البحث عن المعاق، وتأخر إجراءاته. مشيراً إلى أنهم تقدموا بشكوى رسمية للجهات المعنية ضد المركز، وكاشفاً عن وصول لجنة تحقيق رفيعة المستوى من وزارة الشؤون الاجتماعية للمركز مساء أمس الاثنين للتحقيق في القضية والإهمال الذي تعرض له المعاق المتوفَّى.
وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية قد ذكرت في تفاصيل العثور على جثة المعاق أنه هرب من المركز فَجْر السبت بعد أن استغل فتح البوابة الجانبية لدخول صهريج الصرف الصحي للمركز، وأنه أبلغ عن هروبه حينها، ولم يعثر عليه وقت الحادثة؛ كون المبنى محاطاً بالمزارع.
وأوضحت الوزارة أنها شكَّلت لجنة عاجلة للتحقيق في الحادثة، وأعربت في البيان الذي أصدرته الاثنين، وتلقت "سبق" نسخة منه "عن بالغ حزنها وهول فجيعتها بوفاة أحد أبنائها المعاقين بمركز التأهيل الشامل بالمدينة المنورة، الذي وافته المنية فجر يوم السبت 5/ 7/ 1433هـ بعد أن تسلل هارباً من المركز؛ حيث وُجد ميتاً صباح الأحد، وفق ما ذكرت الجهات الأمنية".
وقدّم وكيل الوزارة للرعاية الاجتماعية والأسرة، عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف، أحرّ التعازي وأصدق المواساة إلى أهل وذوي المتوفَّى، مؤكداً أن الوزارة احتضنته مثلما تحتضن آلاف المعوقين على امتداد خارطة الوطن، ساعية في كل جهة ومجال إلى تحقيق أرقى سبل الخدمة والعناية، إلا أن مشيئة الله وأقداره نافذة.
وبيّن اليوسف أن ملابسات الحادثة تعود إلى الساعة 4:20 فَجْر يوم السبت 5/ 7/ 1433هـ عندما دخل صهريج شفط البيارة إلى مركز التأهيل الشامل بالمدينة المنورة من البوابة الجانبية؛ فتسلل المعوق من مهجعه المنوَّم به هارباً من البوابة التي دخل منها الصهريج.
وأضاف: "على الفور أبلغت إدارة المركز الجهات الأمنية بذلك، وجرى تمشيط كامل للمنطقة، إلا أن موقع المركز الذي يتوسط منطقة محاطة بالمزارع أدى إلى عدم العثور عليه".
وتابع: "في صباح الأحد 6/ 7/ 1433هـ تم إخبارنا عن طريق الأجهزة الأمنية بالعثور على الابن المعوق متوفَّى، ولا نزال في انتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي سيكشف أسباب الوفاة. علماً بأن الوزارة شكَّلت لجنة عاجلة للتحقيق في الحادثة".
أكثر...