عبد الله السالم- سبق– الدمام: ثلاث سنوات قضاها المواطن محمد العقيل مع مرضه النادر، ولم يفقد يوماً الأمل في أن ينتشله أحد من آلام المرض وعذاباته، كان ينظر بين الحين والآخر إلى ابنه الذي لم يتجاوز 6 سنوات وابنته التي لم تتجاوز السنتين، ولم يستطع حملها منذ ولادتها، فيستمد منهما الأمل.
مأساة المواطن محمد العقيل يرويها شقيقه لـ"سبق" حيث قال: بدأت حينما تعرَّض لضمور في عضلات يده، ثم بدأ ينتشر هذا الضمور وضعف العضلات في أنحاء جسده، ليفقد القدرة على الحركة تماماً وشُلَّ بالكامل، مما جعل المنشأة التي يعمل بها تقرر إنهاء خدماته وهو لم يتجاوز سنَّ 35 عاماً؛ لعدم قدرته على العمل، لتكتمل أركان مأساته.
وأضاف: مع تراكم هذه الهموم لم ييأس محمد من الحياة، وقرر أن يبدأ في رحلة علاجه مع هذا المرض الغامض؛ حيث توجه في البداية إلى مستشفى سعد التخصصي بالخبر، وأجرى الفحوص هناك، حتى جاءت المفاجأة صادمة له بأنه يعاني من مرض نادر، ويحتاج إلى مستشفى متقدِّم في طب الأعصاب، كان إيمانه بالله تعالى أقوى، وتوجَّه إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وعُرِضت حالته على أكبر الاستشاريين هُنـــاك، لكن لم يفعلوا له الفحوص اللازمة جميعها، واكتفوا بفحص قوة العصب وظهرت النتيجة سليمة.
وتابع: استمرَّ معهم بالعلاج لمدة سنة كانوا يضعون له موعداً واحداً كل 4 شهور تقريباً، حتى جاءت المفاجأة في موعده الأخير معهم، حينما قرَّروا وقف العلاج، وإغلاق ملف الحالة لديهم؛ لزعمهم بعدم الفائدة من مجيئه إلى المستشفى، حتى قاموا بوقف صرف العلاج الذي يخفِّف من أعراض انتشار المرض، وبعدها ذهب إلى مستشفى الدمام المركزي البرج الطبي، وقابل كبار الاستشاريين في المخ والأعصاب، وجاءت تقارير الأطباء صادمة هي الأخرى لتؤكد أن حالته غير معروفة، وأنه يحتاج لتشخيص وعلاج في مركز متقدِّم في طب الأعصاب خارج المملكة.
وأكمل شقيقه: جاء الأمر الملكي بالموافقة على السفر للعلاج بالخارج، ولكن الطبيب المشرف على حالته في المستشفى التخصصي بالرياض قام بتوقيف ورفض معاملة السفر؛ بحجة أنه أفضل طبيب بالشرق الأوسط وهو يؤكد عدم توصل الطب لعلاج لهذا المرض حتى في أكبر الدول المتقدمة، مما أدَّى إلى تدهور حالته النفسية وازدياد آلام المرض معها.
وقال: اكتفى مستشفى "التخصصي" بصرف بعض الأجهزة المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، وصرف كرسي متحرِّك بمواصفات خاصة إلا أنه لم يتم توفير أيٍّ منها من قبل مركز التأهيل الشامل، واكتفوا بصرف كرسي عادي؛ ليساعده على التنقل بعد أن أصبح عاجزاً عن الحركة تماماً.
وتابع: كان من الحين والآخر يتعرَّض لنوبات ضعف في التنفس، ونقص في الأكسجين، ويُنقل إلى أقرب مستشفى بسيارة إسعاف حتى جاء اليوم الذي أتته نوبة اختناق وضيق شديد لم يستطع مقاومتها، وتم نقله إلى مستشفى المواساة بالدمام، وهو في حالة حرجة جداً، وقام المستشفى بإسعافه ونقله حالاً إلى العناية المركزة وأجروا جميع الفحوص اللازمة له، ليؤكدوا أن عضلات التنفس تأثرت لديه، وهو حالياً يعيش على التنفُّس الصناعي وفي الآونة الأخيرة قرر الأطباء فتح فتحة جهة الرقبة لتساعده على التنفس؛ لأن مضاعفات أنبوب التنفس الصناعي بدأت تؤثر على القصبة الهوائية، مما يشعره بالضيق الشديد، وهو الآن لا يستطيع الكلام طريح الفراش يرقد بالعناية المركزة.
وناشد شقيق المريض حكومة خادم الحرمين الشريفين وزارة الصحة سرعة النظر إلى حال ابنهم محمد العقيل؛ فهو يحتاج إلى إخلاء طبي للعلاج بالخارج بأسرع ما يمكن، قبل تدهور حالته الصحية وربما وفاته.
أكثر...