عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-20-2014, 07:41 PM
eshrag eshrag غير متواجد حالياً
اشراق العالم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 188,241
افتراضي ندوة "دراسات الإسلام" في أكسفورد تثمن مبادرة خادم الحرمين للحوار

واس – أكسفورد: رفعت ندوة "دراسات الإسلام والمجتمعات الإسلامية المعاصرة"، التي انعقدت في مدينة أكسفورد يومي السبت والأحد 24-25 من الشهر الجاري، بالتعاون بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ممثلة في برنامج التبادل المعرفي ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، في توصياتها جزيل الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على مبادراته في الحوار، وتعزيز التفاهم والتعايش والأثر الكبير الذي أحدثته على المجتمعات المسلمة في الدول الإسلامية وفي الغرب.

كما شكر المشاركون وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، على رعايته ودعمه هذا المؤتمر، وشكر مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية على التسهيلات التي قدمها والجهود التي بذلها.

وكانت الندوة قد ناقشت في جلساتها التي استمرت يومين خمسة محاور رئيسة، منها تاريخ دراسة الإسلام في الجامعات الغربية، دراسة الأديان: حالة الإسلام، دراسة الإسلام من منظور العلوم الاجتماعية، التبادل المعرفي في ظل العولمة، آفاق مستقبلية للتبادل المعرفي ودراسة الإسلام.

وأوصت الندوة في برنامج التبادل المعرفي في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالاستمرار في تنظيم مثل هذه المؤتمرات والندوات المتميزة سنوياً؛ لما لها من آثار إيجابية في تحقيق أهداف البرنامج وبناء جسور التفاهم.

كما أكدت الندوة في توصياتها أهمية التبادل المعرفي في تقليل حملات الكراهية والازدراء والتعصب، ونشر مفاهيم الوسطية والاعتدال والتفاهم والاحترام المتبادل، وأهمية العمل المؤسسي، وضرورة استمرار التواصل بين أقسام الدراسات الإسلامية في الجامعات الغربية والمؤسسات الدينية في العالم الإسلامي للوصول إلى فهم أفضل قائم على المعرفة الصحيحة.

كما أشارت إلى أهمية إبراز سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والتركيز على الجوانب الأخلاقية والروحانية والتربوية في حياته عليه الصلاة والسلام.

وأكدت أيضاً أهمية دور العلماء وأساتذة الدراسات الإسلامية في تقديم الحلول العلمية المعرفية المبنية على القيم الإسلامية للحياة لمواجهة الإرهاب والتطرف، وغيرها من الأزمات.

كما أوصت بالاستفادة من الدراسات الاستشراقية المنصفة في الرد على الدراسات التحليلية الحديثة التي تستهدف تحليل الشخصيات الإسلامية بطريقة تحمل في طياتها الازدراء، وأهمية الاستفادة من التقنيات المعاصرة ووسائط نقل المعلومات والقنوات الفضائية لخدمة رسالة السلام، والتعايش بما يسهل ويعين على التواصل بين الجميع.

وأيضاً تأكيد أهمية تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بوصفها أحد الجسور المهمة لتعزيز التبادل المعرفي، وإتاحة الفرصة لطلاب الدراسات الإسلامية في الجامعات الغربية للاستفادة من دورات تكميلية في اللغة العربية في المملكة العربية السعودية، والعمل على تأسيس شبكة تواصل للباحثين في الدراسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية ونظرائهم في الغرب، باستخدام وسائل التواصل التقنية الحديثة.

واختتمت في لندن أعمال ندوة "دراسة الإسلام والمجتمعات الإسلامية المعاصرة"، التي نظمها برنامج التبادل المعرفي في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالتعاون مع مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، وعقدت يومي السبت والأحد 24-25 ذي الحجة 1435هـ.

ويأتي انعقاد هذه الندوة في إطار توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لإيضاح صورة الإسلام الصحيحة البعيدة عن التطرف، في إطار جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لعقد ندوات لتصحيح صورة الإسلام.

وتركزت أعمال الندوة على مراجعة تاريخية لدراسة الإسلام في الجامعات، الاتجاهات المعاصرة لدراسة الإسلام، دراسة الأديان: حالة الإسلام، العالم الإسلامي المعاصر من منظور اجتماعي، التبادل المعرفي في ظل العولمة، الطريق للأمام، بحسب ما ذكره الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان مستشار وزير الشؤون الإسلامية.

وألقى السير الان مونرو، السفير البريطاني السابق لدى المملكة العربية السعودية نائب الرئيس الفخري للجمعية السعودية البريطانية، كلمة ترحيبية، عدَّد فيها جهود خادم الحرمين الشريفين في الدفع بالحوار وتبنيه له، ومنها دعوته - حفظه الله - التي أطلقها قبل عشر سنوات للحوار بين أتباع الأديان، وهي الدعوة التي أعقبتها سلسلة من اللقاءات والمؤتمرات من أجل التوصل إلى فهم أفضل وتعايش بين أتباع الأديان، وتكللت باللقاء التاريخي عام 2007 بين خادم الحرمين الشريفين والبابا في الفاتيكان، ثم مؤتمر الحوار بين أتباع الأديان والثقافات الذي عقد في مدريد في شهر يوليو عام 2008، والذي أعقبه عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاً عالي المستوى للحوار بين أتباع الديانات في نوفمبر من العام نفسه، ومن ثم تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، الذي يأتي بمنزلة قناة اتصال بين أتباع الأديان ووسيلة تعليم.

وقال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الدكتور صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، في كلمته التي جاءت تحت عنوان "دراسة الإسلام في عصر العولمة"، وألقاها نيابة عنه الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان مستشار الوزير: إن الهدف من الندوة هو تحقيق فهم أفضل عن الإسلام والمسلمين انطلاقاً من دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، التي فتح بها آفاقاً رحبة أمام المهتمين بالتبادل المعرفي والدراسات الدينية للعمل المشترك على تحقيق فهم أفضل ومعرفة أدق بالإسلام والمجتمعات المسلمة المعاصرة.

وأكد معاليه الحاجة إلى مزيد من الأعمال البحثية التي تدرس الإسلام من مصادره الأصيلة، والحاجة أيضاً إلى مزيد من الباحثين المنصفين الذين ينقلون لمجتمعاتهم المعرفة كما هي، لا كما يشاع عن أصحابها؛ حتى لا يصبح المهتمون بالدراسات الدينية من أكاديميين وعلماء جزءاً من المشكلة بل جزءاً من الحل. ونعني بالمشكلة انتشار حملات التعصب والكراهية والازدراء، ونعني بالحل إشاعة التفاهم والحوار الإيجابي.

وبيّن معالي الوزير أن المسلمين لا يجدون من واقع دينهم ومن تاريخهم الناصع في انتشار العولمة ما يهدد دينهم أو كيانهم، ولكن التأثير المتزايد في ظل العولمة لعناصر وجماعات ومجموعات (دون مستوى الدول، على سبيل المثال منظمات إرهابية أو جماعات ضغط ذات نفوذ إعلامي أو اقتصادي) على ساحة العلاقات العالمية وتفسير تلك العناصر للدين والعلاقات الإنسانية بشكل خاطئ، أو إساءة فهمها له، أو قيامها بتشويه صورته، أدى إلى زيادة الحاجة لنداء موحد ومستمر للفهم الصحيح وتشجيع الدراسة المنصفة للإسلام كسبيل للحيلولة دون تفسير أحداث العنف بشكل خاطئ، أو تخفيها وراء أقنعة مختلفة.

وأضاف بأنه يمكن الفهم للصحيح للإسلام من خلال دراسة الإسلام بتجرد، ومن مصادره الأصيلة، وفق مفهوم "اسمع مني قبل أن تسمع عني"، الذي يعدّ أفضل أسلوب للمعرفة الصحيحة التي ستؤدي إلى مزيد من التفاهم.

وحدد في كلمته أسباب الفشل في فهم العالم الإسلامي بصورة عامة في هذه المرحلة إلى أن بعض الدراسات تكون على قدر كبير من الارتجال والبُعد عن الموضوعية والإنصاف والنزاهة؛ لأنها تقوم على مفاهيم غير واقعية وتحليلات تعوزها المنهجية، واستنتاجات وهمية، تُبنى على معلومات غير موثوقة، غالباً ما تُستقى من أشخاص على خلاف مع مجتمعاتهم، أو تنقل من جهات غير أمينة، تتولى تسريبها إليها لأغراض ليست نزيهة.

وأوضح أنه بناء على ذلك، فإن غالب السياسات والاختيارات المعتمدة عالمياً حيال القضايا العربية والإسلامية تأتي بعيدة عن الواقع، وتقوم على أساس غير سليم، وتنطلق من تصورات ونظريات وأفكار هي أبعد ما تكون عن حقائق الأمور، فينشأ عن ذلك غالباً الإمعان في إلحاق الضرر بالمصالح العليا للشعوب الإسلامية، والدفع في اتجاه اتخاذ قرارات تسيء إلى العلاقات مع العالم الإسلامي، وتؤدي في النهاية إلى إيجاد الأسباب التي تفضي إلى التوترات والأزمات؛ فتضيع نتيجة لذلك كله حقوق الطرفين، وتفوت عليهما فرص البناء المشترك لنظام عالمي إنساني، يرتكز على قواعد العدل والإنصاف، وتسود فيه قيم التسامح والتعايش.

وعبَّر الوزير عن بالغ شكره للأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، وشكره للقائمين على هذه الندوة من مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية والمركز الثقافي الإسلامي بلندن وبرنامج التبادل المعرفي في وزارة الشؤون الإسلامية على المساهمة الفعالة والتعاون المثمر لعقد هذه الندوة وإنجاحها.

حضر الندوة نائب رئيس بعثة سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الدكتور عبدالعزيز الواصل وعمدة مدينة أكسفورد محمد عباسي وعدد من الملاحق المعتمدين لدى السفارة السعودية وعدد من الباحثين والمهتمين بالدراسات الإسلامية في الجامعات البريطانية.


أكثر...
رد مع اقتباس