حافز يوم السبت 19-7-1433هـ - يوميات حافز يوم السبت 9-6-2012م

[حلم سراب]

من عكاظ :

ردا على مطالبة حقوق الإنسان برفع سن المستفيدين..هدف لـ«عكاظ»:

لا يوجد توجه لتغيير ضوابط «حافز»
مريم الصغير (الرياض)
أكد المتحدث الرسمي لصندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» سلطان السريع لـ «عكاظ»، أنه لا يوجد حتى الآن أي توجه لتغيير أي من ضوابط «حافز». وقال ردا على مطالبة حقوق الإنسان برفع سن المستفيدين من البرنامج إلى ما فوق 35 سنة إن وزارة العمل والصندوق يعملان بشكل مستمر على تقييم أداء البرنامج الوطني ?‌عانة الباحثين عن العمل «حافز» وتطويره وتحسينه. مشددا على أن «حافز» في إطاره العام يشكل برنامجا وطنيا للسعي الجاد في التعامل مع قضية العاطلين عن العمل والتي استشعرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأصدر بشأنها عددا من الأوامر الملكية الكريمة ومن ضمنها إطلاق برنامج «حافز» لإعانة الباحثين عن عمل.
وأضاف أنه في حال صدور أي تعديل في الضوابط، سواء بالنسبة إلى ضابط العمر أو غيره فيستم إعلان ذلك في حينه للجميع وبشكل رسمي.




من الاقتصادية:

ما لا تعلمه عن «حافز»



د. محمد بن ناصر الجديد
تتميز المملكة عن العديد من دول العالم المتقدمة بالحجم الكبير لفئة شبابها اليوم وتضاعف هذا الحجم في الغد بكثرة من تقل أعمارهم عن الـ 15 عاماً. يشير تقرير الخصائص السكانية الأخير الصادر من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات إلى أن فئة الشباب ذكوراً وإناثاً من الفئة العمرية 20 إلى 24 عاما بلغت 8.92 في المائة في الوقت الذي بلغت فيه النسبة 32.44 في المائة للفئة العمرية دون 15 عاما من إجمالي سكان المملكة البالغ 23.98 مليون نسمة بنهاية 2008.

كما تشير توقعات الاستراتيجية التنموية بعيدة المدى للاقتصاد السعودي الصادرة من وزارة الاقتصاد والتخطيط إلى بلوغ إجمالي سكان المملكة 29.86 مليون نسمة بنهاية 2024. كما تذهب تقديرات مصلحة الإحصاءات العامة الأمريكية إلى أبعد من ذلك بتوقعها بلوغ إجمالي سكان المملكة 49.8 مليون نسمة نهاية 2050 تمثل فئة الشباب ذكوراً وإناثاً من الفئة العمرية 20 إلى 24 عاما ما معدله 7.83 في المائة. توقعات تطلق صافرات إنذار عن تحديات احتواء هذه الشريحة النشطة في العملية التنموية وتوجيهها بما يضمن مساعدتها على تحقيق مستهدفاتها الشابة الحيوية.

تشير الاستراتيجية التنموية بعيدة المدى للاقتصاد السعودي الصادرة من وزارة الاقتصاد والتخطيط إلى حاجة العملية التنموية السعودية إلى استحداث مليونين إلى ثلاثة ملايين وظيفة كل خمسة أعوام في الفترة المقبلة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من جهات حكومية وأهلية مختلفة لاستيعاب هذا الرقم، إلا أن المتحقق ما زال دون المأمول. تشير الإحصاءات الأخيرة لوزارة العمل إلى أن 50 في المائة من منشآت القطاع الخاص تقع في النطاق الأحمر بوجود قرابة ستة ملايين عامل أجنبي يعملون في منشآت القطاع الخاص المختلفة في الوقت الذي توجد فيه لدينا قرابة مليون باحث عن عمل. من أهم البرامج الهادفة إلى توطين الوظائف البرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن عمل ''حافز''. يمثل ''حافز'' الضلع الثانية من أضلاع مثلث برنامج وزارة العمل لمعالجة تحدي البطالة، حيث سبقه برنامج ''نطاقات'' لتحديد طاقة القطاع الخاص الاستيعابية لتوطين الوظائف، وعقبه برنامج ''لقاءات'' للتوفيق بين طالبي العمل السعوديين ومنشآت القاطع الخاص.

تعود جذور ''حافز'' إلى الشق الثاني من الأمر الملكي الكريم رقم (أ/30) بتاريخ 20/3/1423هـ القاضي بأن تقوم وزارة العمل بإعداد دراسة متكاملة لتفعيل برنامج ''التأمين التعاوني للمواطنين العاطلين عن العمل'' وبرنامج ''دعم الباحثين عن العمل'' في غضون سبعة أشهر. تبع ذلك الأمر الملكي الكريم رقم (أ/61) بتاريخ 13/4/1423هـ عندما أمر خادم الحرمين الشريفين بـ ''اعتماد صرف مُخصص مالي قدره ألفا ريال شهرياً للباحثين عن العمل في القطاعين العام والخاص، ولإعطاء الفرصة لوزارة العمل لتقوم بتلقي طلبات الباحثين عن العمل، وحصرها، والتأكد من صحة بياناتها ومطابقتها لضوابط استحقاقها، واتخاذ القرارات التنفيذية اللازمة لها بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة فيكون الصرف اعتباراً من 1/1/1433هـ''.

خصص إجمالي مبلغ 36 مليار ريال لدعم ''حافز'' خلال عامه الأول من صرف الدفعة الأولى في شهر المحرم الماضي. وحسب تصريحات المسؤولين في ''حافز''، فإن عدد المستفيدين للدفعة الأولى في شهر المحرم بلغ 554 ألفا، فـ 564 ألفا لشهر صفر، فـ819 لشهر ربيع الأول، فـ 1.110 ألف لشهر ربيع الآخر، فـ 1,160 لشهر جمادى الأول، وأخيراً 1,228 ألف لشهر جمادى الآخرة. وإذا افترضنا أن جميع المستفيدين من الإعانة حصلوا على المبلغ الأقصى البالغ ألفا ريال، فإننا نصل إلى أن إجمالي ما صرفه ''حافز'' حتى تاريخه بلغ قرابة 11 مليار ريال تمثل قرابة ثلث المخصص بعد انقضاء نصف المدة الزمنية. بمعنى آخر، أن معدل الصرف هذا سيدعم الإعانة المالية إلى 13 شهراً قادمة. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المبلغ المخصص لا يقف على جزئية الإعانة المالية، إنما يشمل تكلفة جزئيتي التدريب والتوظيف كذلك.

تشير تصريحات المسؤولين في ''حافز'' إلى تواضع عدد المستفيدين من جزئيتي التدريب والتوظيف. حيث دعا البرنامج قرابة 25 ألف باحث عن عمل لتلقي برامج تدريبية عن بعد بهدف تنمية قدراتهم المهنية بما يتطلبه سوق العمل. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هذا الرقم يمثل قرابة 2.5 في المائة فقط من إجمالي الباحثين عن عمل بافتراض أن عددهم بلغ المليون وقت تلقي دعوة التدريب. كما لم تحظ جزئية التوظيف بالمستهدفات المرجوة عندما أعلن مسبقاً عن مستهدفات برنامج ''لقاءات'' الذي عقد في كل من الرياض وجدة والدمام خلال الفترة الماضية.

حيث يوضح كتيب ''لقاءات'' أن البرنامج يستهدف 100 ألف سيرة ذاتية كمرحلة أولية من السير الذاتية للباحثين عن عمل. ثم تم اختيار 15 ألفا في المرحلة الثانية من هذه السير الذاتية ممن تتوافر لديهم القدرات المهنية التي تتطلبها سوق العمل. ثم في المرحلة الثالثة تم دعوة ألفين من أصحاب السير الذاتية التي اجتازت المرحلة الذاتية لمقابلة مسؤولي التوظيف في منشآت القطاع الخاص المشاركة في برنامج ''لقاءات''. وإذا افترضنا أن جميع هؤلاء الألفين قد تم توظيفهم، فإن هذا يعني أنه تم توظيف ما نسبته اثنين من كل ألف باحث عن عمل خلال ستة أشهر.

وأعتقد أن أهم العوامل التي أسهمت في تواضع استفادة الباحثين عن عمل من جزئيتي التدريب والتوظيف هو تواضع الجانب التوعوي للخدمات التي يستحقها الباحثون عن عمل من ''حافز''. فجزئيتا التدريب والتوظيف لا تنحصر في المستفيدين من الإعانة المالية فقط، إنما تفتح المجال لجميع من يبحث عن عمل يرتقي لمستوى تطلعاته المادية والمهنية. وجزئية التدريب تتيح التدريب عن بعد لتنمية المهارات المهنية لكل من يبحث عن عمل، وجزئية التوظيف تساعد كل من يبحث عن عمل على البحث عن عمل مناسب من خلال موقع إلكتروني يسمى ''وظّف'' ومكاتب تسمى ''طاقات'' فتح أولها للرجال في الرياض فالسيدات في جدة وجار افتتاح مجموعة أخرى بشكل تدريجي في باقي مدن المملكة.

يستهدف ''حافز'' الباحثين عن عمل من خلال ثلاثة مكونات رئيسة: ''إعانة مالية''، و''تدريب''، و''توظيف''. وعلى الرغم من أهمية هذه المكونات الثلاثة لـ ''حافر''، إلا أن جزئية الإعانة المالية وحدها التي أخذت الحيز الأكبر من اهتمامات المجتمع السعودي على حساب جزئيتي تدريب وتوظيف الباحثين عن عمل. أسهم هذا الاهتمام في صرف نظرة المجتمع المستمرة عن متابعة أداء ''حافز'' في تحقيق مستهدفات تدريب وتوظيف الباحثين عن عمل، وبالتالي فإنه من الأهمية التأكيد، أولاً، على أن ''حافز'' هو أحد برامج معالجة تحدي البطالة وليس البرنامج الوحيد. وبالتالي، من الأهمية ألا نعلّق الآمال بتحميل ''حافز'' فوق مستهدفاته، وثانياً، أن لا تتقاعس البرامج الأخرى الهادفة إلى استحداث الوظائف وتوطينها عن أداء دورها في معالجة تحدي البطالة وتترك الدور لـ ''حافز'' لتأديته منفرداً. وثالثا، أن الجهود التي يبذلها صندوق الموارد البشرية ''هدف'' هي جهود ينظر إليها على أنها جهود ستسهم بقصد أو غيره في تخفيض تكلفة تشغيل منشآت القطاع الخاص من خلال جعل ''حافز'' يقوم بأداء دور إدارات الموارد البشرية في منشآت القطاع الخاص من خلال حصر وتدريب وتأهيل وتوظيف الباحثين عن عمل. جهود تدعونا إلى أن ندعو إلى أن يعاد النظر في الدعم الذي يقدمه ''هدف'' لمنشآت القطاع الخاص مقابل توظيف الباحثين عن عمل.