الكرة الزرقاء..

[أمـ ـ ـواج]

تلك الكرة الزرقاء التي لمْ أراها كنت إلا في " حصص " آلجغرافيا
والتي ما أن نلبث الانتهاء من الدرس أبدء بالعبث بها والتدبّر في حجمها !

اشعر دائماً إنها لا تسعني من شدّة " الفرح " ، ومن شدة الحزن "
أحياناً لا أجد الكلمات المناسبة ولا العبارات ..
كي اعبّر للآخرين عَن أمرٍ ما بداخلي..
وأحياناً أكون ذوفصاحة وأجيد فن الوصف الدقيق " المُمل "
لكّني على ثقةٍ تامة أن من أمامي ســـ" يهزّ رأسه " معبراً بأنني ربما غبية او ربما نعم فهمت واسكتي لا تكملي !!!
أنه يعي ماأقول، بينما هو يبحر فِي عالمه الخاص
لأنه " بشر!!
وكما تعلّمت في مدرسة " الحياة " أن البشر
أصحبوا على " الأنانية " و " الملل "

لامفر من " الانفجار الداخلي " أوربما " الانتحار " !

لحظه !
هناك من لا يتعب ولا يمل
ابتلاني لأنهُ اشتاق لــــــــ سماع صوتِي وأنا أناجيه آناء الليل وأطرافْ النّهار
ينزلُ بعظمته وجبروته إلى السّماء الدنيا
في ذلك الوقت المتأخّر من الليل وقد كسيت السّماء بشدّة السّواد
يُناديني وإياكم بِــــــــ لطفٍ و رحمة " يا عبادي ، هل من داعٍ فاستجِيبُ له ؟
هَل من مستغفرٍ فاغفرُ له ؟ هل من سائلٍ فأعطيه ؟ "
لم أكن اسمع ذلك النّداء ، حقيقة كُنت أتظاهر بـــــ " الصّمم " !

ذات ليلة خذلت مسمعي ، سارعت إلى يديّ السّميع العليم
لا حاجة معهُ إلى تصفيف وتنميق الشكوى
كلّما كان بحوزتي :
قلب على شفى حفرة من الهلاك + جرعه لا بأس بها من الدموع + ذُل + هوان + افتقار + حاجه + رجاء + تضرع + ابتهال + خوف تلك هي المقادير

أمّا عن كيف وماذا ومتى !!!!
وضعت المقادير أعلاه في " سجده "واحده
ثمّ أطلت في التحدث إليه ، وكنتُ على ثقةٍ تامة أنّه يسمعني
وأن رحمته التي وسعت كُلّ شيء ، ستحل بي عاجلاً

لم أتكلف في سرد الشكاوى وطلب الحاجات، بل تحدّثت بلهجتي البسيطة
المليئة باللعثمة والأخطاء النحوية واللغوية !
وفِي بعض المرات كنت أتوقف عن الكَلام مكتفيةً بــــ البكاء
{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}

ما أن انتهيت من التسليمتين شعرت تأنّ تلك الكرة الزّرقاء " بمن فيها "
ذات الحجم الكبير الذّي أتدبره بعد كُل " حصّة " جُغرافيا
لا تساوي عند الله جناح بعوضه
بعدها أطمئنت نفسي

-عُذراً /يامن لم تَشعُر بلذة السجده ، فـ أنت " أناني "
لا نّكلم تعي مقدار السّعاده التّي حدثتُك عنها للتو !
يلزمُك مراجعةحسابات وبحث فوري عن مواطن الخلل
أبن آدم شُكراً لـــــــــــــــ أنانيّتك ،التي دفعتني للكتابة

5/11/1432هـ
يوم الاثنين
11 صباحاً