سبق- الرياض: تقود وزارة التجارة والصناعة والجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء"، تحركاً "لإعلان الشركات والمؤسسات التجارية بيئات خالية من التدخين"، في ظل تزايد تحذيرات منظمة الصحة من فقدان ساعات العمل بالشركات والمؤسسات، والتي قدّرتها المنظمة بأكثر من 30 مليون ساعة عمل سنوياً، ويرى المراقبون أن النسبة ربما تضاعفت حالياً في ظل الانتشار الكبير لتعاطي التدخين وسط المجتمعات.
وأكدت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" أن بعض الموظفين يتفرغون "ساعة وثلثاً" من ساعات الدوام لتعاطي الدخان؛ محذرة من ضعف الإنتاجية.
وكان وزيرالتجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، قد افتتح -أمس- معرض "نقاء"التوعوي والعلاجي بمقر الوزارة بالرياض، ويُعَدّ هذا المعرض والعيادة نواة لمشروع سيُطلق قريباً تحت مسمى "البيئات النقية" يستهدف الوزارات والشركات التجارية والمؤسسات، وأيضاً الدوائرالحكومية والجامعات، يرمي لتفعيل أنظمة مكافحة التدخين الخاصة بمنع التدخين في الأماكن العامة للوصول لبيئة عمل نقية خالية من التدخين؛ مما ينعكس إيجاباً على أداء الموظفين وزيادة إنتاجيتهم. وأشاد الوزير بهذه المبادرة من جمعية "نقاء"، وأكد دعمه لبرامج الجمعية ومثل هذه المشروعات.
من جهته حذّر مدير عام "نقاء" محمد بن سليمان المعيوف، أصحاب الشركات والمؤسسات من ساعات العمل المفقودة جراء التدخين المتكرر للموظفين، وطالَبَ مسؤولي الشركات والمؤسسات والدوائر الحكومية بإلزام الموظفين بالتقيد بساعات العمل وعدم تعاطي التدخين أثناء ساعات الدوام الرسمية. وقال "المعيوفان": هناك وقت كبير يهدر بسبب تعاطي الموظفين للدخان أثناء الدوام، بالإضافة إلى ما يتعرض له زملاؤهم غيرالمدخنين من أضرار صحية بسبب التدخين القسري؛ مما يُعرّضهم للإصابة بالنزلات الشعبية والحساسية وغيرها من الأمراض، التي قد تتسبب في تأخرهم وغيابهم عن العمل؛ وذلك بسبب مباشر لتدخين زملائهم أثناء العمل وفي المكاتب المغلقة.
وأضاف: "أشارت دراسة حديثة إلى أن غير المدخن يستنشق حوالى 20% من دخان السجائر في الأماكن المغلقة، كما أن التدخين أثناء الدوام يحدث إزعاجاً للموظفين الآخرين في بيئة العمل.
وأشار "المعيوف" إلى أن بعض الموظفين يتعاطون نحو 20 سيجارة أثناء الدوام، وفي هذه الحالة إذا افترضنا أن تناول السيجارة يستهلك 4 دقائق؛ فإن الموظف المعنيّ يكون قد استهلك 80 دقيقة من زمن ساعات العامل؛ أي ما يعادل ساعة وثلثاً، وهو وقت كبير جداً إذا قورن بمتوسط ساعات العمل اليومية التي يؤديها الموظف أو العامل، والمحددة رسمياً بسبع ساعات.
ولفت إلى أن هناك دراسات اقتصادية متعددة حذّرت الشركات والمؤسسات من ساعات العمل المفقودة بسبب تعاطي التدخين أثناء العمل، وقد أشارت إحدى هذه الدراسات إلى أن المدخنين يتغيبون عن أعمالهم بمعدلات تصل إلى 3 أضعاف غير المدخنين، ونوّه "المعيوف" -في ختام تصريحه- بجهود وزارة التجارة والصناعة ممثلة في الوزير الدكتور توفيق الربيعة، في سبيل التوجه لإعلان الوزارة كبيئة نقية؛ مؤكداً أن هذا التوجه من الوزارة يأتي في سياق التقيد بالأوامر السامية والأنظمة التي تحظر التدخين في الدوائر الحكومية، وتنفيذاً للأمر السامي الكريم رقم 7/ 78 م في 11/ 1/ 1404هـ، والذي ينص على (ضرورة التأكيد على منع التدخين في مكاتب الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة وفروعها، وكل الوحدات التابعة لها، ووضع لوحات تحمل عبارات المنع، ومتابعة تنفيذ ذلك بكل دقة).
أكثر...