أحـــد الأصدقاء قدم أمس من دمشق فــمــاذا قـال عن الأحداث .. وماشاهده : ؟!!
أحد الأصدقاء قدم أمس من دمشق وقال :
إن الفلتان الأمني في سوريا شيء واضح، والأهم أن رجال الأمن قد أُنهكوا تماما، وهم لا ينامون ليلا ولا نهارا منذ ثلاثة أشهر. وقد مل الأمن هذه الحالة، وليس لهم جلادة على ذلك، فهم متعودون على العربدة ليلا والتسكع نهارا ، كما أفاد أن الريال السعودي وصلت قيمته 14,30 ليرة، ومن المتوقع أن تصل قيمة الدولار الأمريكي 200 ليرة إذا استمر الوضع على ما هو عليه شهرين آخرين.
وقال إن المواد التموينية بدأت تنفد، والطحين متوقع أن ينفد، وكيلو السكر صار سعره 60 ليرة والمازوت مقطوع من المحطات، وهذا من شأنه إشعال الثورة أكثر مما هي عليه. وأفاد أن إطلاق النار مستمر داخل القطع العسكرية بين الضباط الموالين للثورة والموالين للنظام.
وأخطر ما قاله، إن جبل قاسيون مزروع زرعا بالصواريخ الموجهة على دمشق. وإذا اشتعلت حرب لا سمح الله، فسيحرقون دمشق على من فيها في دقائق. وقال إن كتيبة كاملة مزروعة على الجبل لحماية القصر.
والمهم أن الدولة بأمس الحاجة لإنهاء هذه المشكلة قبل رمضان، لأن الشعب سينهيها في رمضان إن شاء الله، وستكون في كل يوم جمعة بعد صلاة التراويح، وسيصلي من لا يصلي بالعادة وسيخرج من لم يكن يخرج وسيصبح الأمن في "مهب الريح"، وسيفقدون السيطرة تماما تماما.
وأفاد أن التجار في سوريا في توجس رهيب مما ستؤول إليه الأوضاع، فالليرة السورية في تدهور والمال شحيح بيد الناس وهم لا يستطيعون رفع الأسعار خوفا من الشعب، وفي الوقت نفسه يخسرون بسبب هبوط العملة.
والأهم أن البنك المركزي سيعلن إفلاسه إن استمر الوضع أكثر من ستة أشهر، وصديقي هذا تاجر دمشقي يعرف ما يقول وليس شخصا عاديا. وأخبرني عن قصص حية سمعها من ذويها بأذنه ولم يحكها له أحد "قيل عن قال"، وعن انتهاك الأعراض في درعا شيء لا يوصف حكاه له أصحاب العلاقة، ومداهمات المنازل تتم بواسطة 15 عنصر أمن لكل منزل، يقتحمون البيت على ساكنيه في آخر الليل، تجدهم فوق رأسك في غرفة نومك فجأةـ ويكسرون ويبطشون وينهبون ويسرقون ويضربون هذا في أقل الحالات إذا لم ينتهكوا الأعراض.
لكن من ناحية أخرى، فإن التصدي المسلح من قبل الثوار على فروع الأمن في بعض نواحي درعا وفي جسر الشغور حقيقة صحيحة. وقال إن ما أدركه كل الشعب السوري باختصار أن إسرائيل تريد بقاء النظام وستدافع عنه لآخر لحظة، وإذا أرادت إسرائيل شيئا فستقطع لسان أمريكا وأوروبا وحتى تركيا.
الدليل أن تركيا من أسبوعين تقريبا لم تصرح بأي تصريح شديد اللهجة ضد سوريا. اليوم أفادت صحيفة بريطانية أن أمريكا تتفق مع النظام على خطة إصلاحية شاملة يقودها الأسد!! في تغير جذري في مواقف أمريكا حتى بالتصريحات.
وقد تضحي أمريكا بماهر الأسد وبعض السفاحين على أن يبقى النظام، وأصبح الشعب السوري يعلم أنه ليس له بعد الله إلا استمرار ثورته السلمية وتقديم المزيد من الشهداء حتى تمل إسرائيل وتخاف.
ولذلك، فإن الناس في دمشق خاصة منقسمون على ثلاثة أقسام : قسم ثائر مناضل مقدم وقسم يائس بسبب بطش الحكم وعدم وجود النصير لا من قريب ولا من بعيد، فهو مقتنع أن هذه الثورة لن تؤدي لإزالة النظام، لأنه أقوى منها، وقسم ضئيل جدا منافق.
وأكد لي صديقي أن دمشق لو قامت قومة رجل واحد وثارت عن بكرة أبيها، فستجدون بشار وإخوته في أبعد منفى خلال دقائق أبعده الله، وأكد لي أن الشيخ راتب النابلسي على قائمة الممنوعين من السفر في المطار، وهناك قائمة طويلة في المطار للممنوعين من السفر خارج البلد.
وأفاد أن من يعيث في الأرض الفساد هم الشبيحة بالدرجة الأولى وليس الجيش، وراتب "الشبيحي" الواحد 2000 ليرة في اليوم، وهي لا تشبع مجرم شبيحي ولا تتناسب مع ما يقدمه من جهد وتحمل للمسؤولية في حفظ النظام!! لذلك فيدهم مطلقة في النهب والسلب كما يشاؤون من البيوت والمحلات.
وقال إن دخول الجيش لمدينة هو المقدمة لدخول الأمن ثم الشبيحة، ومعظم الجيش شرفاء، ومعظمهم ينبهون السكان بأن الأمن قادم وراءهم وينصحونهم بلزوم منازلهم.
وقال لي، كما نعلم جميعا، إن ما حصل ويحصل في سوريا معجزة ، بل نقل لي حوارا دار بينه وبين أحد المتظاهرين، حين سأله صديقي بماذا تشعر وأنت في المظاهرة؟ فأجابه: إن الخروج في المظاهرات والبوح بما في نفسك دون خوف هو في لذته أجمل من كل لذة ممكن تخيلها، فقلت في نفسي والله ما هذا إلا من عند الله الذي ثبتهم وأذهب عنهم رجس الشيطان.
وأخبرني أن المصلين يذهبون إلى جامع الحسن بالميدان قبل صلاة الجمعة بوقت مناسب، فيجدونه مليء بالأمن والشبيحة، وروائحهم كريهة تدنس المسجد وقرفهم واضح وأشكالهم معروفة وهم يملؤون المسجد قبل الصلاة، ومع ذلك فالناس تذهب وتتحدى وترى حافلاتهم على باب المسجد، وترى عصيهم الكهربائية معهم، ومع ذلك لا يوجد للخوف مكان في قلوب المصلين.
أما ما حدث في حماه أمس، فقد أذهل السوريين أنفسهم ولم يبق في حماه ولا حتى شرطي مرور كما قال صديقي، والله يستر من قادم الأمور والأيام، وما النصر إلا من عند الله اللطيف الخبير،،
(*) مجلة العصر / شاهد عيان
|
07-06-2011, 11:40 PM
العرض العادي
