طوابير الخبز في سوريا وطوابير اي فون في السعودية
في خبر مستفز أوردته قناة ألعبرية مع صورة مستفزة للخبر تظهر عددا غفيرا من ألشباب ألسعودي وقد أصطف أمام متجر لبيع ألجوالات لأقتناء جهاز آي فون ألجديد. بينما أصطف أشقاؤهم ألسوريون أمام ألمخابز في سوريا ليتمكنوا من شراء بضعة أرغفة لسد رمق أطفالهم وعائلاتهم. طبعا الخبر لم يذكر هكذا بمحض الصدفة, ولكن الهدف من نشره هو إشعار العرب ألآخرين بأن همومكم لا تهمنا, وإهتماماتنا غير اهتماماتكم. وأنا لا أتناول ألموضوع هنا من باب ألحسد ولا أقصد به أهانة شعب ما, ولكنني أكتب عنه فقط لأظهار ألفرق بين ألعقليات ألعربية ألمختلفة. فهذه ألقناة هي من أجج ألأوضاع في سوريا وزادها شحنا ولهيبا.
هي ألتي تنقل ألأخبار ألملفقة عن ألإنتصارات ألوهمية للمعارضة السورية. وهي ألتي صدعت رؤوسنا بالمحللين والعسكريين ألمتقاعدين وألذين يشرحون لنا كيف أستطاعت العصابات في سوريا ألإقتراب من تحقيق هدفها بألإفتراءات وألإدعاءآت. وهي ألتي كان من ألمفترض أن تراعي شعور ملايين ألعرب ألذين أججت بهم ألعواطف وشحنتهم ضد سلطة شرعية خدمة لأسيادهم. كان من المفترض بهذه ألقناة أن تحترم دماء ألشهداء, وألجرحى وألمنكوبين في سوريا. كان من ألواجب عليها أن تنقل ألصورة ألواقعية لما وصلت إليه ألأوضاع في سوريا من مآسي كانت هي من أهم ألأسباب إن لم نقل ألسبب ألرئيسي في إزكاء نارها. فبدلا من أن تنقل إلينا خبرا تافها مثل هذا يعتبر إعلان رخيص لجهاز آي فون, كان لزاما عليها أن تصور لنا ألوضع ألبائس ألذي وصلت إليه حياة ألسوريين وهم ينكوون بنيران المسلحين ألمدعومين من آل سعود وآل ثان. لقد أستطاع حكام دول ألخليج أن يفصلوا شعوبهم عن بقية ألشعوب ألعربية بتغيير إهتماماتهم عبر إقتصارها على ألتطورات ألتكنولوجية ألخاصة بألجوالات والكمبيوترات والآيفونات وألسيارات, وفصلتهم عن محيطهم ألعربي, وغيبت ألوعي ألقومي عن تفكيرهم وحجبت عنهم مآسي وأخبار إخوانهم في العروبة وألإسلام.
فلو سألت أي مواطن خليجي عن ماركات ألجوالات وألأحدث منها والفروق بينها, لأسهب بالشرح إلى درجة تعطيك إنطباعا بأنه هو من أنتجها. وكذلك يفعل لو سألته عن أنواع ألسيارات. أماَ لو حدث وسألته عما يحدث في سوريا أو فلسطين أو لبنان أو ألعراق فستجد أنه لا يعرف ألكثير عن ذلك, وستجد جوابه لا علاقة له بغلأحداث الدموية هناك, ويقول لك ببساطة,"يستاهلون ألي يجرالهم" فبالنسبة له ألفلسطيني باع أرضه وتركها لليهود, وألعراقي أحتل ألكويت وأخذ ألقصاص ألعادل, وأللبناني سمح لحزب ألله أن يحتفظ بالسلاح وألذي سيحدث فيه فتنة طائفية. كل هذه ألسخافات وألهراءات وألإفتراءات نتجت عن جهل مطبق بما يدور حوله, لأن إلإعلام في بلده موجه في إتجاه واحد, ولا يغطي ألجانب ألآخر من ألموضوع ولو بالجزء أليسير. فهو مبرمج ليغطي أخبار ألعصابات وإنجازاتها ألوهمية في سوريا وألتي حققت لهم ألنصر منذ فترة طويلة.
هذه ألقناة ومن ورائها لا يريدون إفساد أمزجة ألخليجيين بحقيقة ألحرب في سوريا حتى لا تفسد عليهم متعة ألتسوق. فهم قد حقنوا أدمغتهم بحقن أدت إلى تكليس أدمغتهم وتغليفها بأخبار مزيفة وملفقة ألهدف من ورائها إزكاء نار ألفتنة في بلاد لا تحتاج سوى عود ثقاب لحرق كل المنطقة بلهيب ألحرب ألطائفية. من حقكم طبعا يا أهل ألخليج أن تتمتعوا بنعم ألخالق عليكم وتفعلوا بها ما تشاؤون, ولكن ليس من حقكم أن تسمحوا لحكامكم أن يصدروا أزماتهم لبلادنا ويحرقونا بأموالهم ألمنهوبة من ثرواتكم. ليس من حقكم أن تشمتوا بشعوب لم تتسبب يوما في أذاكم وكانت دائما تقف إلى جانبكم. من حق حكامكم أن ينفقوا ملياراتهم على ألجواري ويعلوا بها ألبنيان فوق ألسحاب, ولكن ليس من حقهم أن يرسلوا لنا عصاباتهم لقتلنا وتدمير بلادنا.
من حق علمائهم وفقهائهم أن يفتوا لهم بألفتاوي ألتي تروق لهم وتتناسب مع أهدافهم ألدنيئة. أشكروا ألله على ألنعم ألتي وهبكم إياها وبذروها كيفما شئتم وحيثما شئتم ولكن لا تساعدوا في قتلنا وتدميرنا تحت ذرائع حكامكم. نحن ألعرب إخوانكم ولسنا أعداؤكم, نحن أحباؤكم ولسنا باغضيكم, جزءٌ من تاريخكم ولسنا وبالاً عليكم. حكامكم زرعوا ألكره في قلوبكم تجاه إخوانكم وأنتزعوا ألحب, نشروا ألفتنة وأشعلو نيرانها فحاولوا إخمادها بحمكتكم ورجاح عقولكم, تآمروا علينا وعليكم وسخفوَا أفكاركم وحرفوا إتجاهكم, هم ليسوا حريصين عليكم ولا على مصالحكم بقدر حرصهم علينا فالمعتقلين عندكم بالآلاف وألحرية مكبلة بألأغلال, وألتعبير عن ألرأي مغيب بسراديب ألقصور ألموصدة. رجاءٌ أخير لكم أن لا تسمحوا لإعلامكم باستخفاف عقولكم وتهميش دوركم ألوطني وألعربي وألإسلامي. وأذكروا قول ألله تعالى," واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون" صدق ألله ألعظيم.
12-18-2012, 11:20 AM
طوابير الخبز في سوريا وطوابير اي فون في السعودية
العرض الشجري