غياب صالات السينما يستحوذ على أولى ندوات معرض جدة للكتاب

[eshrag]

استحوذت قضية صالات السينما على ندوة "الثقافة البصرية في المملكة" التي نظمها معرض جدة للكتاب في أولى جلساته الثقافية والتي تحدث فيها كل من توفيق الزايدي، صالح أبوعمره وممدوح سالم وأدارها الإعلامي فهد زيدان. وتناول المشاركون التجربة السينمائية الوليدة في المملكة وأبرز الإشكاليات التي تواجهها.

في البداية أكد المخرج ممدوح سالم أن صناعة السينما السعودية تواجه مشكلة جوهرية تتمثل في غياب أهم العناصر الداعمة لهذه الصناعة، مشيراً إلى أنه لا يمكن المنافسة في هذا المجال بدون توفير المقومات الضرورية ومن أهمها إيجاد صالات عرض، وإنتاج، وغيرها. مضيفاً بأن رؤية 2030 حددت إستراتيجيات مهمة منها تحقيق تنمية ثقافية، وتعزيز صورة المملكة داخلياً وخارجياً، إضافة إلى تطوير الصناعة الإعلامية.

وقال سالم إن السينما في المملكة بدأت قبل عقود عبر شركة أرامكو التي أنتجت فيلماً وروجت له آنذاك عن طريق مكبرات الصوت، مشيراً إلى أنه في الوقت الحاضر لا توجد جامعة سعودية تدعم صناعة الفيلم بشكل منهجي مثل جامعة عفت بجدة، مشدداً على ضرورة وجود مؤسسات تقدم الدعم والتمويل وتنقل السينما من الهواية إلى الاحتراف، مؤكداً أن الأفلام السعودية الحالية عبارة عن جهود شخصية.

وتحدث المخرج السعودي توفيق الزايدي عن الثقافة البصرية، وعن تطورها، مشيراً إلى أنها ثقافة إنسانية وهي موجودة في المملكة "لكننا متأخرون فيها"، مبيناً بأن غياب صالات السينما في وقت سابق أدى إلى شيوع ثقافة الراوي "الشفاهية" في المجتمع بعكس الدول التي لديها صالات سينما والتي من خلالها "تشاهد أبطالها بينما نحن نسمع فقط"، مضيفاً بأن الإنسان بطبعه بصري "وهو كائن يختلف عن غيره بسبب أن لديه خاصية التخيل".

وتحدث الزايدي عن مفهوم كلمة سينما سعودية مبيناً بأنها مرتبطة بالفيلم "لا في صالات السينما"، منتقداً سلبية بعض الأفلام السعودية في تناولها للقضايا المحلية "وهو اتجاه يجد قبولاً عند الغرب بسبب نظرته السلبية للمملكة"، مستدركاً بأن قبول الفيلم عند الغرب لا يعني دائماً نجاحه، "فنجاح الفيلم يأتي من الإقناع، وعندما تُريد أن تصنع فيلماً إيجابياً ناجحاً تحتاج إلى صناعة الفيلم لكي تستطيع الإقناع وهذا أصعب من أن تصنع فيلماً سلبياً".

من جانبه قال نجم اليوتيوب صالح أبو عمره، إن هناك مواهب كبيرة في المملكة لكنها تحتاج إلى الصقل والتدريب، مطالباً المنتجين السينمائيين في المملكة بالاهتمام بقضايا المجتمع الإيجابية وإظهار هويته الثقافية، مثنياً على مسلسل "طاش ما طاش" الذي فتح البيت السعودي للعالم. متمنياً صنع فيلم سعودي يوصل للعالم الثقافة السعودية وتراثها "وأن لا نجلد أنفسنا أمام العالم"، مشيراً إلى أن اتجاه الشباب السعودي إلى اليوتيوب بدأ منذ ????م "وكان آنذاك الملجأ الوحيد لهم"، معتبراً يوتيوب بمثابة معهد لتدريب الفنون "وهو الذي قام بتدريبهم ومنحهم الفرصة للانتقال إلى مرحلة جديدة".

واعترف أبو عمره بأن مواقع التواصل الاجتماعي أثّرت سلبياً على "اليوتيوب"، وذلك عبر تقديم قدوات للشباب لا تمثل المجتمع، ولا تمثل الفن والثقافة في المملكة، مضيفاً بأن السعوديين سبقوا دولاً عربية في موقع يوتيوب باعتراف الكثير.

فيما قال ممدوح سالم إن برامج اليوتيوب باعتبارها جزءاً من الثقافة البصرية الراهنة فقد نجحت فيما يتعلق بالبرامج الساخنة، لكن التلفزيون مايزال مسيطراً على الدراما وغيرها من البرامج، مشيراً إلى أن المكان الطبيعي للفيلم هو صالات السينما "لكن بحكم أن المملكة لا توجد فيها دور عرض، فإنه لابد من استخدام الوسائل البديلة لعرض الفيلم"، مستشهداً بعدد مشاهدي اليوتيوب في المملكة والذي وصل إلى ?? مليون مشاهد في اليوم.



أكثر...