سبق – متابعة: اعتبرت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأمريكية أن تدهور حياة الرئيس المخلوع حسني مبارك، تضيف متاعب جديدة للمشهد المضطرب في مصر قبل أيام من جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، فبوفاته يسدل الستار على حقبة من تاريخ مصر الحديث، إلا أنها تشكل معضلة للمجلس العسكري الحاكم الذي سيجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، في ما يخص تشييعه، ويهدد البلاد بجولة اضطرابات جديدة.

ونقلت صحيفة "الوفد" المصرية عن الصحيفة الأمريكية: إن صحة الرئيس المخلوع حسني مبارك تدهورت بشدة مؤخراً وتوقف قلبه مرتين، الأمر الذي دفع الأطباء المتابعين لصحته لاستخدام الجهاز الخاص بإنعاش القلب، هذه الأزمة الصحية تلقي بظلالها على المشهد السياسي في مصر التي تعاني من اضطرابات مع قرب جولة الإعادة لاختيار خليفته، فوفاته نسدل الستار على فصل من تاريخ مصر الحديث.

ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية قولها إن مبارك (84 عاماً) يفقد وعيه في كثير من الأحيان منذ الحكم عليه بالمؤبد، وتجري تغذيته بالسوائل عن طريق الوريد، كما أنه يعاني من الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وصعوبات في التنفس، وأوضحت أن وفاته ستمثل مشكلة للمجلس العسكري الحاكم، خاصة في تشييعه، فإذا تم تشييعه في جنازة رسمية، سيؤدي ذلك إلى غضب عارم لدى اسر وأقارب من قتلوا خلال ثورة يناير التي أطاحت به وبحكمه، كما أن إقامة جنازة مدنية محدودة ستغضب مؤيديه.

وقال علاء محمود، وهو متحدث باسم وزارة الداخلية: "مبارك دخل في غيبوبة كاملة.. إن صحته في تدهور مستمر منذ الحكم عليه، حيث يعاني من ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في التنفس وعدم انضباط ضربات القلب".

وأضافت أن مبارك ببقائه في السلطة نحو ثلاثة عقود يعتبر ثاني أطول حكام مصر منذ القرن 19، مقارنة مع الحاكم محمد علي الذي تولى الحكم عام 1805 وظل في منصبه لنحو 44 سنة انتهت بوفاته عام 1849، إلا أن محمد علي يعتبره التاريخ مؤسس مصر الحديثة، أما مبارك فعرف حكمه بالفساد، ووحشية الشرطة واستيلاء رجال الأعمال المدعومين من النظام على كل مقدرات البلاد.

وأوضحت أنه بعد أكثر من عام على الثورة الشعبية التي أطاحت بمبارك من منصبه، يخوض آخر رئيس وزراءه جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية ضد مرشح الإخوان المسلمين الذي قضى مبارك معظم سنوات حكمه في تضييق الخناق عليهم، وترشيح شفيق ينظر إليه على نطاق واسع على أنه محاولة من النظام القديم للتمسك بالسلطة في مواجهة الجماعات الثورية.




أكثر...