علي الجريبي- سبق- جازان: كشف مسؤول الشؤون الوقائية بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات بجازان فصال خواجي أن ترويج وتعاطي المخدرات يكثر دائماً وينشط في فترات الامتحانات والأيام التي يستعد فيها الطلاب والطالبات لأدائها، كونها أهم فترة لتحصيل أعلى الدرجات، خلال محاضرة ألقاها بمجمع مدارس الجوة التعليمي للبنين بمحافظة العارضة.

وقال "خواجي" إن كميات المقبوض من المواد المخدرة بمنطقة جازان في العام الماضي 1434هـ فقط بلغ حوالي 11 طناً من الحشيش و340 طناً من القات، و52 ألف حبة كبتاجون المخدر.

وأشار إلى أن كثيراً من المروجين يستخدمون أساليب لها تأثير سريع وفاعل في جذب زبائنهم ومنهم عدد من طلاب المدارس والجامعات تحت دعايات أنها مفيدة في السهر أثناء المذاكرة بليالي الامتحانات والحرص على التركيز المثمر وأنها منشطة وليست من الأنواع المخدرة لكي يتمكن هؤلاء الباعة والمروجون من كسب أكبر عدد من فئة الشباب واصطيادهم في شراكهم القاتلة لعقولهم وأجسادهم، فهي في حد ذاتها سموم خطيرة، بل ومستغلين فترة الاختبارات لعرض بضاعتهم بطرق مختلفة.

وأضاف "الخواجي" أن هناك منظمات وعصابات ودول يقفون خلف هذه المخططات في قتل الشباب واستدراجهم والتأثير سلباً على عقولهم وأن هدفها هو الحصول على المبالغ المالية من تلك العمليات واستنزاف الجيوب، بالإضافة إلى أهداف أخرى قد تكون سياسية ودينية واجتماعية الغرض منها هدم القيم والمبادئ التي يتسم بها الشباب السعودي، مبيناً أن أمراضاً ستتفشى جراء تعاطي المخدرات وتهدم أسر ومجتمعات ويصل بعضهم إلى حال الفقر.

ولجأ "الخواجي" في محاضرته لشاشة عرض كبيرة أمام الطلاب لتعريفهم بالطرق التي يستخدمها المهربون لإدخال مهرباتهم داخل البلاد وكيف أنهم يسلكون طرقاً وعرة عبر الجبال العالية نزولاً بالأودية وأن رحلتهم كلها تعج بالمخاطر كل ذلك في سبيل إيصال كميات المخدرات وأنواعها إلى داخل البلاد وترويجها وبيعها أيضاً بين فئات الشباب وأبناء الوطن، وتوزيع مطويات وكتيبات خاصة تحكي واقع أضرار المخدرات.

ونقل "الخواجي" أثناء تناوله قضايا المخدرات وخطرها القاتل بعضاً من القصص المأساوية الناتجة عن وقوع بعض الشباب في مصيدة المروجين للمخدرات حيث قال: كان هناك شاب يسكن إحدى المحافظات يعول أسرته المكونة من الأم وثلاثة من أخواته بعد وفاة والده وهو ما يزال طالباً بالمرحلة الثانوية وخلال فترة الامتحانات دخل إليه شخص وقال له بأن عليه استخدام حبوب بشكل ليلي لأنها ستساعده على الجد والاجتهاد والمثابرة ومتابعة أوضاع أسرته بنشاط وحيوية حتى تمكن منه ذلك الشخص الخادع وذات يوم رفض إعطاءه بعضاً من الحبوب المخدرة ليطلب منه نظير إعطائه القيام بمهمة البيع والترويج إلى أن وصل بالشاب إلى أن بدأ يضغط على أسرته ويأخذ مصروف تقاعد والدهم المتوفى من أجل المخدرات، وفي النهاية كان مصيره القبض عليه وإيداعه السجن.

وحكى "خواجي" في قصة أخرى أنه: في نهاية أحد أيام الأسبوع خرج طالب يدرس بالصف الثالث المتوسط مع زملائه للتنزه وعرض عليه واحد منهم أن يمارس التدخين دون خوف لأن هذا الأسلوب هو من أساليب الرجولة والاستقلال بالذات والشخصية ففعل الطالب ذلك وبعد أقل من شهر مد له الشخص نفسه بسيجارة مختلفة فحسبها الشاب أنها من نفس النوع أي سيجارة عادية إلا أن الشخص أوضح له بأنها تختلف عن التي بين يديه فهي ستعطيه انسجاماً أكثر عندما يتناولها ويستمر عليها ولكن المفاجأة أن تلك السيجارة الأخيرة لم تكن سوى حشيش، الأمر الذي جعل الطالب يدمن عليها إلى أن وصل في دراسته إلى الصف الثاني الثانوي وفي يوم من الأيام ألقت الجهات الأمنية القبض عليه حتى انتهى به الحال إلى السجن.

وفي نهاية المحاضرة، طرح "خواجي" عدة نصائح للطلاب والأسر بأن عليهم تجنب العواقب المفجعة التي سيخلفها إدمان المخدرات وتعاطيها ومنها دمار وتفكيك الأسر بل قد تصل بالشخص المتعاطي إلى السجن أو قد يكون له دور في قضايا الاختلاسات والسرقات، وأن على فئة الطلاب خاصة الابتعاد كلياً عن الأماكن المشبوهة وعن جماعات السوء لكي لا ينجروا إلى نهاية مأساوية تفقدهم كل شيء بحياتهم.




أكثر...